- الحديقة السريه -
ليتَ هنالك مخبأ ألوذ به هرباً من الحنين
ليتَ هنالكَ ورقةً فيها سطرٌ مخفيٌ أختبأ خلفهُ حتى لا تمسكني الحروف وانا متلبسٌ بالكتابة اليك.
ليتَ هنالكَ باباً خلفياً لمشاعري أتسللُ منه خلسةً الى حديقة سرية
أستعيدُ فيها بعضاً من جنوني الطفولي
أصرخُ بصوت عال...إشتقتُ اليك
ولايلومني أحدٌ طالما أنا طفلٌ صغير.
كي أمارس كل عادات الصغار لطالما أرهقتني طقوس الكبار.
هل تعرف ان اللعبَ بالتراب والحصى
أجمل وأنقى من الرسم بالكلمات.
لستُ أعرف ما أريد أن افعل سوى أنني مأخوذٌ جداً بفكرة الإختباء فكرة الهروب من صندوق الحروف
والإختباء خلف ورده
أتخيلُ جنية صغيرة تطيرُ كالفراشة حولي
وفي يدها عصاً سحريةً تلمسني بها.
وأفقدُ معها ذاكرة الأبجدية ل أعودَ كما كنتُ صغيراً
حين كنتُ لا أتقنُ رسم المشاعر بالحروف
بل كنتُ أرسمُ على التراب أشكالا ليست قلوباً ولا وروداً لم أعد أتذكرها بقدر ما أتذكرُ ابتسامتك وكأنك تعرفُ ما أقول
كان الإمساكُ بيدك حينها لا يفتح باباً للذنوب
بقدر ما يفتح حينها أبواباً للمرح والسعادة
كان وجودك معي طوال النهار يعني أنني ربما
أنام وانا العبُ معك او أنك قد تنام في حضني دون حرج
كنا ننام.....ننام يكسونا التراب وبعض الشغف .
ولكن في صندوق الحروف
وجودكَ معي يعني أنني لاأنام أنا رهينُ الأرق والتفكير بكَ
ولو رسمتُ بالكلمات كيف تنامُ في حجري
أشعرُ بالحرج والخوف من أن يفهم الكبارُ أنَ الصغارَ قد كبروا.
او ربما تخبرهم وردة كنا اختبأنا خلفها
فإنها تعرفُ كل حكايا الصغار
او ربما تخبرهم فراشة عن سرنا
فذات مرة قالت ليَ الفراشات أن الورود لاتخبر الحكايات ولاتفشي الاسرار وأن الورود تختبئ في كراسات العاشقين وتنام تحت وسائدهم تقرأ الكلمات بطعم دموع الاشتياق وانها تسافر في احلامهم .
وفي الصباحات الباكرة يغادر رحيقها ليسقي ظمأ الفراشات.
ودون قصدٍ تنقلُ الفراشاتُ الحكايا من وردة لوردة ويتنقلُ الورد بين ايدي العاشقين فَتعُرَفُ الأسرار ويُعرَفُ العاشقون من ورودهم.
يا له من عالم فيه الورود والفراشات وجنية صغيرة
وانا وانت .
نعم انها الجنيةُ الصغيرةُ يمكنها أن تدخلك الى عالم السكينة
حيث الإختباء من عادة الحنين
والهروب من صندوق الحروف.
ليتنا نعود صغاراً . وكفى
- صفوت اكرم الصادق -
-الأردن -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق