الدُّبُّ الذي كان ثالثَهُما – 3
"غيابٌ له حقيبة"
اليوم...
لَم تَأتِ.
الحقيبةُ فارغة،
والمقعدُ مثلُ زُجاجٍ بلا بلّور.
سألَها الصبيُّ بعينَينِ تَبحثان عن سؤالٍ لا يُقال:
"هي مريضةٌ؟..."
فأجابَته المُعلّمة:
"نعم، لكنها ستعودُ غدًا..."
لكنّني أعرِف،
وأنا الدُّبُّ الذي شَرِبَ دموعَها مرّة...
أنّ الغيابَ يُشبِهُ قفزةً من غيرِ أُرجوحة.
جلسَ ـ هو ـ على طرفِ مقعدِها،
كأنّه يُبقي لها... نصفَ المكانِ دافئًا،
وأخرجَ من جيبِه مِمحاةً جديدة،
ليس ليضعَها أمامَه،
بل في دُرجِها،
ثمّ أغلقهُ بهُدوء...
كما يُغلِقُ أحدُهم كتابَ صلاةٍ في خُشوع.
كلُّ شيءٍ في الصفِّ كان باهِتًا،
الطبشورُ لا يَصرخ،
و"توته توته..." ضاعتْ كزِرٍّ في ساحةِ طين.
أمّا أنا، الدُّبُّ،
فبَقيتُ في الحقيبة،
أضُمُّ رائحتَها و... أنتظر،
وكأنّني "دُغفلٌ" صغير،
يُؤمِنُ أنّ الحُبَّ أحيانًا يَمرَض،
ولكنّه لا يَتأخّرُ عن العودة.
( محمد الحسيني )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق