ملحمة "كُتِبَ عَلينَا القِتَال"
***
رأينا العَرُوس بِزين الجَمَال
فمَا عُدنَا نُفرّق وعِشنا الخيال
لبسنَا البَدلة مثل النُجُوم
وصرنا نرُومُ عيش الحلال
***
خُطِبنا ونحنُ صغارُ العُقول
فقلنا: "هنيئًا لنا بالوصال
تمّ الزواجُ، فصَارت حيَاتي
كمِسلسلٍ فيه كلُّ إمْلال
***
وكُل الهَدايا التي قدمتُهَا
تَحَولت فاتُورَة إتصَال
فلا قَهوَة دون أمرٍ مُباشر
وودلا منَومٌ إلا بإذن الجِدال
***
والسؤال: أنَسِيتَ الحليبَ مجدّدًا
كأنّي وزيرُ تموينِ الرِجَال
رُزِقنَا بمَولودِنَا الأول
فقُلنا: جِهَادٌ جدِيد ونضَال
***
سَهِرنا الليَالٍي نُغنّي لِطفلٍ
لا يَنَامُ إذا صاحَ أو سَمِع جدَال
حفاظاتُهُ مثلُ قَصصِ الخَيال
تُغيَّرُ كلَّ ثلاثِ خُطى بالوصال
***
كبرنا، وكبُرَتْ مِحنةُ الدرسِ
واختفتْ ضحكَاتُ الليالي الطِّوال
يذاكرُ نصفًا، ويبكي البقيّة
وإن رَسَبَ، فالذنْبُ ذنبُ الرِّجال
***
فأين السكينة؟ أينَ الوعودُ
أمِ الزواجُ فخٌّ بلا احتمال
وفي كلِّ شِجارٍ، تقولُ المدام
"سأرجعُ لأمّي، وعَودِي مُحَال
***
فأُرسلُ باقَةَ وردٍ كئيبٍ
وأكتُبُ: "أنا آسفٌ يا بنت الحلال
وفي آخرِ فَصلِ بعدَ الغِنَاء
جلستُ أُفكّرُ: في هذا النّضال
***
فلا أنا أعزبُ حرٌّ طليقٌ
ولا مُستقرٌّ كسُكّانِ الجبال
حياةٌ بها كلُّ أنواعِ فنٍّ
ولكنْ بلا فَنِّ حَيَاةُارتجال
***
إذا قلتُ: حُبًّا سمعتُ الجواب:
دفعنا فواتير هذا الخَيال
فأدركتُ أنّ الزواجَ كطِبخٍ
يَطيبُ إذا ضاعَ مِلحُ السؤال
***
وأنّي كغيري، رضيتُ القَضاءَ
بخاتمةٍ: "ملحَمةُ كُتِبَ عَلينَا القِتَال"
***
بقلمي
عزالدين الهمامي
بوكريم/تونس
2025/06/28
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق