- عابرُ المتاهاتِ -
لم يكن الطريقُ طريقاً
كانَ انحناءةَ وهمٍ
ودوائرَ تبتلعُ ظلالَ العابرين
كلما رفعتُ رأسي إلى الأُفُقِ
وجدتهُ يتقهقرُ خلفي
كأنَّ المسافةَ مزحةٌ
كأنَّ الزمنَ يتثاءبُ في كفّي ولا يصحو
يقولون:
هناكَ مخرجٌ لمن يبحثُ جيداً
لكنَّني فتّشتُ جيوبَ الريحِ
نبشتُ ذاكؤةَ الجهاتِ
سألتُ الغرباءَ الذين صاروا سراباً
ولم أجد سوى دروبٍ تلدُ دروباً
في رحمِ المتاهةِ
حرٌّ أنا؟
لا شيءَ يربطني..لا قيدَ في يديّ
لكنَّني أشعرُ بثقلِ الأبوابِ التي لم أعبرُها
بخيوطِ الطرقاتِ التي سارت بي
ولم أسرِ بها
هناكَ وجوهٌ عبرتني ولم ألمسها
أحلامٌ مرَّت كأنَّها نُدفُ غبار
حنينٌ لأشياءَ لم تكن
لأماكنَ لم تُزهر في الخرائط
فهل المتاهةُ في الطريقِ أم في الروحِ؟
وهل الرحيلُ نجاةٌ
أم مجرّدُ دورانٍ في قبضةِ السراب؟
صفوح صادق-فلسطين
٤-٦-٢٠٢٥.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق