"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مفترق طرق
-١-
كعادتي عندما أستعد للإنطلاق في رحلة جديدة أطلب من الله أن يحميني من ذلك العدو الذي يربض بداخل قفصي الصدري ولا يكف عن النبض أبدا.
فكم هو شديد التعلق ،وسريع الوقوع في الحب .
لكن في كل مرة أدعو الله بها أن يحميني من قلبي فأنه لايستجيب لي في هذا الأمر كما أنه لايستجيب في الأمور الأخرى.
فالقلق والحزن وخيبات الأمل والخذلان هم أصدقائي طوال حياتي.
لكني أتساءل دائما لماذا أنا مستمر في رحلاتي بالرغم من ذلك كله..!
لكن قد يكون السبب هو أني لوبقيت في المنزل فحتما سأموت.
إذن أنا كاذب في كل مرة أطلب فيها من الله أن يحميني من الحب وأوجاعه ،
فلايمكن لإنسان أن يحيا بلا حب ولا "نكد".
ما أن جلست على المقعد في صالة الانتظار حتى مرت من أمامي ،
وقد بدأ ذلك العدو " قلبي " بالخفقان ..تابعتها بعيوني المبهورة بالجمال الفاتن وتملكت كل أحاسيسي وعواطفي،ولم أستطع إبعاد نظراتي الشغوفة عنها.
وذلك مالفت إنتباهها..بل وربما تكون هذه المرة قد بادلتني الحب.
جلست أمامي لتبدأ لغة العيون .
عيناها واسعتان كعيني الظبية،رموشها الطويلة عندما تغمض عينيها خجلة تبدوان كستائر من حرير.
نهديها الشامخان يحثان على مسيرات التحرر ،لم نتنبه إلى أننا بقينا وحدنا بينما صعد جميع المسافرين إلى الحافلة إلا عندما نبهتنا الموظفة قائلة:
-بما أن تلك الرحلة هي الرحلة الأخيرة هذا اليوم فأعتقد أنكم من ضمن المسافرين فيها ؟
قلت :
-نعم نعم بكل تأكيد..أشكرك سيدتي على تنبيهنا ؟
صعدت هي ثم صعدت أنا ،جلست على مقعدي ولم أرها ،فتساءلت ياترى أين جلست ،بما أن تلك الرحلة كانت هي الرحلة الأخيرة لهذا اليوم فقد كان كثير من المقاعد خالية من المسافرين فجلست وحدي.
لحظات وجائت ،وقفت أمامي وقالت بأدب ورقة وصوت منخفض يزيد من فتنتها ويفقد العقول إتزانها:
-أتسمح لي بالجلوس؟
"وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق