متى
يصحو الضمير متى يفيق
متى يصحو الضمير متى يفيقُ ــ بنا هذا التردي لا يليقُ
أحبتنا على جمر تركنا ـــ و ما زال العدو لنا يعيقُ
و دون القدس في تيه مشينا ـــ هناك طريقها و هنا طريقُ
فكيف نعيدها نحن الكسالى ـــ إلينا و الدروب بنا تضيقُ
فكيف و نحن في رفض المعالي ـــ مقاومة الأعادي لا نطيقُ
******
و كيف سبيلنا يفضي إليها ـــ و لا شفق يهل و لا شفيقُ
لنا تغريبة يحكي و يبكي ـــ عليها ذلك البيت العتيقُ
تركنا المسجد الأقصى غريقا ـــ فكيف سينقذ الغرقى غريقُ
لنا يبدي عجائبه و يبدي ـــ حزينا شكوه البلد الأنيقُ
بلادي في فواجعها عليها ـــ فلا رفق يطل و لا رفيقُ
******
تمر من العدو إلى العوادي ـــ و عادى صدقها حتى الصديقُ
تصج و بالممالك من ملوك ـــ فما أبدى لها عشقا عشيقُ
و من أجل القضية اي شيء ـــ فما فعل المشير و لا الفريقُ
من الأعداء والداء الثكالى ـــ ترانا نحن يرهبنا النعيقُ
ترانا حولها صرنا رقيقا ـــ و بيع بأرخص السعر الرقيقُ
*******
و كم تجري دمانا من عمانا ــ فلم نبصر و ما فيها عميقُ
بأسوا حالة صرنا و صارت ـــ ترى المكر المحيق بنا يحيقُ
نرى فرعون فيها من جديد ـــ و شعب الله مارده حليقُ
تشف أخ الجهالة لا يداوي ـــ بعلم روحها الثكلى شقيقُ
نهاب الموت نخشى ميتا لا ـــ يفيق و ما علا منا الزعيقُ
*****
عميق في بلادي الحزن فيها ـــ فلا يبدو العنيق و لا العليقُ
أنينا في الدواخل صار يجري ـــ و يحدث بعد زفرتها الشهيقُ
و أنجمها بليلتنا الحزانى ـــ و لا برق يشع و لا بريقُ
و لا نهوى الرجوع إلى الغوالي ــ و لا يسترجع الماضي العريقُ
بلا سيف و في حيف علينا ــ فكيف سيقطع الحبل الوثيقُ
******
و خرقا ينتهي وطني و حرقا ــ بكل ثيابه شب الحريقُ
ككل الناس نحيا في صراع ـــ و موتا بعضنا بعضا نذيقُ
نجن أمام هاوية و صرنا ـــ نئن و خلفنا الوادي السحيقُ
بتولا ما تزال و سوف تبقى ـــ و حسنا جيدها زاد العقيقُ
و لن يهوى من الريح التي لا ـــ تديم هبوبها الغصن الوريقُ
******
اعاد لشعبها الرحمن خلقا ــ برفع شؤونها فهو الخليقُ
و مثلك بالعلا هذا المجاري ــ من الأقدار أحداثا حقيقُ
لنا الداعي الوجيه إلى المعالي ــ بلا سبب الذي يأتي صفيقُ
متى يصحو الضمير فمن سبات ـ متى من هذه البلوي نفيقُ
تركنا كل ما يعطى و منا ـــ ليؤخذ باليد الطولى الرحيقُ
تمر و في لباقتها الدواهي ـــ و كم يدري بها الفطن اللبيقُ
*****
نرى الدهر الذي يأتي مجيبا ـــ عجيبا بالدمى دمنا يريقُ
تداعى فوقها الدنيا دعي ــ تداهى العبد فيها و اللصيقُ
يسود و بالمفاخر و المعالي ــ تباهى الحر فيها و الطليقُ
يبيت فمن هواها في عراء ــ يُعرِّي قدها العاري الرشيقُ
و حتى لو أجاد الرقص أرضاــ فلن يسترجع الخصر الدقيقُ
و في الليل البهيم دجى و يوما ـــ سيضرب خدها صبح فتيقُ
*****
طنجة في 08يونيو 2025
قصيدة عمودية موزونة على البحر الوافر
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق