"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عشية الربيع
-٣-
أطلال مدينة عريقة،كانت فيما مضى تعج فيها الحياة،وترتفع أصوات الأطفال من كل مكان عدما كانوا يلهون بين الأزقة.
تجولت بين الجدران المنهارة وبعضها كانت قائمة لكنها متداعية ،وآيلة للسقوط.
ينتشر الدخان ورائحة الدم و..رائحة الشواء في كل مكان.
يرتفع صوت إطلاق النار والقصف ،وأصوات القذائف والبراميل المتفجرة التي كانت تسقط في كل مكان بلا رحمة ،تسقط بشكل عشوائي.
ولجت في إحدى ثغرات العمارات المهدمة للاحتماء فيها ،لأجد نفسي أمام المشهد المروع ،لقد كان أمامي مباشرة كومة من الأطفال القتلى مقطعي الرؤوس بطريقة بشعة.
فصرخت غاضبا:
-أيها القتلى ،أيها الدمويون؟
سمعت أصوت جري أقدام تقترب من مخبئي،قال أحدهم:
-يوجد هنا شخص حي أقتلوه؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
طريق ضيق في وسط المدينة،مشيت فيه قليلا،بعد ذلك وصل إلى مسمعي صوت تدفق أشبه بتدفق المياه.
كان الصوت خلفي مباشرة ، وكان يقترب مني ليصبح أشبه بصوت أمواج البحر.
بمجرد أن إستدرت ورائي حتى رأيت سيل من الدماء تغرق الطريق وتتدفق نحوي حتى جرفتني معها.
صرخت متوسلا:
-لا ..هذه ليست معارك تحرير أراض مقدسة،ولاهي معارك ديانات ،ولا حتى مذاهب ،بل هي معارك لادين لها ،معارك عديمة الإنسانية ،هي فقط لأشباع غريزة القتل والتعطش لسفك الدماء ؟
أرتفع صوت أحدهم صارخا:
-أقطعوا رأسه.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صعدت الدرجات الطويلة جدا ،لكن ماأن أوشكت على الوصول إلى أعلاها حتى تدفقت من الأعلى الدماء التي كانت تحتوي على عشرات من الرؤوس المقطوعة التي جرفتني معها إلى أسفل الدرجات لأسقط تحت نوافير من الدماء شاهقة العلو.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أستمريت بالأنين والصراخ:
-إنها معارك الكراسي ووقودها الأبرياء من الأطفال والنساء والعزل ..مجرمين ..مجرمين عليكم اللعنة؟
أفقت من غيبوبتي الطويلة في المستشفى بمدينة العقبة ،وأنا لازلت أصرخ :
-يوجد حق شخصي بيني بينكم ولن أتنازل عنه أبدا ..سوف أنتقم للجميع..؟
كان قريبي يقف إلى جانب سريري يحدث الطبيب :
-لقد منعه الطبيب في عمان من متابعة الأخبار على المحطات العربية حتى لاتزداد حالته سوء؟
سأل الطبيب:
-منذ متى وهو تحت تأثير الغيبوبة ؟
-لقد أخبرتني المضيفة بأنه كان تحت تأثيرها طوال الرحلة؟
-عموما أنا أرى أن لا علاج له سوى منعه من متابعة أخبار الوطن العربي حتى تنتهي أحداث الربيع ..أي ربيع ..بل الجحيم العربي ..الحصاد العربي .
"تمت القصة "
وإلى قصة أخرى
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق