الخميس، 10 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{ليلةٌ ساحرة}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{سهى زهرالدين}}


🌙 ليلةٌ ساحرة 🌙

حين يتعالى النسيم،
وتتمدد الروح نحو السحب المرتحلة،
هناك فرحٌ يتلألأ في المدى البعيد.

يا أيها القمرُ القابعُ بقربي،
ارفع عينيك، رافقني بسحر المكان.
الدبُّ الأكبر وكواكبه السبعة
يتراقصون، يطوفون خلف ممرات الضوء.

هناك، في العُلى، مقامُنا المقدس.
تلك الملائكةُ المرتديةُ وشاح الطُّهر
يتوهجون نورًا ينسابُ كندى الصباح.

ها هي تلك النجمةُ الشاردة،
في يدها يتدلل العسل،
وينساب بين قطرات الندى.

هل تشعر بهبوب تلك الريح الحنونة؟
أرجوك، لا توقظ الأعشاب الغافية،
دعها في سُهادها تحلم بالمطر يُبلّل خديها.

أغمض عينيك،
معًا سنتأمل السديم وخدوده الحُمر.
ها هي النجوم ترتقي مع النسيم كقفير نحل.

أتسمع تلك البراكين الخامدة منذ عصور؟
تبحث عن شهقة أمل...
وتلك الشمسُ المتوارية خلف الضباب
تنتظر تثائبات الفجر،
بدأت تغزل لنا شالها الوردي.

دعنا نتوحد،
ونهيم أكثر بلحظات الخشوع.
تلك الموسيقى تصدح؛
ربما صوتُ مئذنة تبحث عن صدى الإيمان في رحاب الله.

لا توقف الحُلم،
تابع الصعود نحو سلالم الفرح.
هناك ينبوعٌ ودالية
تروي الأرواح المرتحلة.

يا قمري،
يا ريحَ الروح،
لا تعُد من رحاب السماوات،
هناك مكانك المقدس في داخلي.

انتهى المساء،
وما زالت القصيدة
تغمس مدادها بين حقول الحبق.
عند كل لفحة ريح يتمدد عطرها،
ليوقظ فينا الحب في هذه الليلة الساحرة.

سهى زهرالدين 

ليست هناك تعليقات: