السبت، 19 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{أكتبك أنت}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى إرشيدات}}


أكتبك أنت
د. كرم الدين يحيى إرشيدات

حبيبي،
أتراك تكتبني شعرًا؟
غزلًا؟
أم تراثًا لا يزول؟
أتراك تكتب خاطرة خطرت على بالك؟
أم هي قصة قصيرة،
أو ربما رواية... لا تريد الإفصاح عنها؟

حبيبتي،
لا أكتب شيئًا من كل ذلك.
إنه ديواني الأول،
أكتبه بأحبار قلبي،
أخطّ فيه مناجاة روحي،
بأحرف تنبض بالحياة.
أنا أكتبك أنت...
أكتبك بحروفٍ لم تُكتَب من قبل،
بحروفٍ نطقتها روحي،
ولم يستطع قلمي البوح بها.

حبيبي،
وهل للعشق فينا مدى؟
وهل لبحور الهوى من صدى؟
تُحدّثني عيناك عن ألفِ قصة،
وفي همسك العذبِ يحلو المدى.

أتيتَ كنورٍ على الأرض يُهدى،
فأزهرتُ حبًّا، وصِرتَ المُبتدى،
تسافرُ روحي إليك اشتياقًا،
وفيك استراحَ الحنينُ واهتدى.

أنا لك وحدك،
لا قلبَ لي سواك،
يليق به العشق، أو يُرتجى.
فكن لي عُمرًا، وكن لي ملاذًا،
وكن وطني... إذا ما النوى نادى.

حبيبتي،
وهل للقلب ملجأ غير الضلوع يسكنها؟
وهل للنبضة ملاذ غير الحبيبة تأوي إليه؟
وهل لانقباضة الصدرِ معنى
أعمق من ثقل الأشواق عليه؟
وهل لليلِ سِرٌّ
أعمق من بوحٍ نخبّئه في عتماته؟

إليكِ أبثّ نجواي ولهفتي،
وإليكِ ترحل كلّ مدوّناتي.
أوقد الشموع كلّ ليلة،
لتسكن نفسي مع نورها ودموعها،
أُناجي كلَّ نفسٍ رحّالة
لتوصل سلامي ومحبّتي إليك.

حبيبي،
وهل للبوح غيرك من مجيب؟
وحرفي في غيابك... مستغيب!
كتبتك والحنينُ مدادُ روحي،
وفي عينيك ينبض لي نصيب.
فعودي... فالهوى دونكِ سراب.

أحبكِ،
بكلّ لغات الدنيا أرددها...
أحبك.
أحبك شريعةً،
أنا دونت نصوصها بأشواقي.
أحبكِ أنت... بطيفك،
بعِطر روحك،
بصوتك الذي يوقظ حنيني.

أحبكِ يا "أنا"،
وأحبكِ أنتِ... يا "أنت".
تعالي لترَي كم مرةً نطق القلم اسمك،
وكم مرة أسميتكِ: "حبيبتي".
تعالي واقرئي كلماتك...
انظري إليها جيدًا،
فالحروف تعكس صورتك، وخلفك القمر.
والكلمات تدندن مقامات عشقي حولك.

حبيبي،
أُعانق طيفك بين نبضي والسكون،
فأنتَ الحلمُ في قلبي المصون.
أرتّل باسمك أشعاري وغنوتي،
وتنمو زهوري إن ناديتك حنون.
فكيف أنام... وقلبك لي مأمون؟

قرة عيني،
ومن لي غيرك؟
أناغيها، أدلّلها،
وأرى دموع الفرح في عينيها.

من لي غيرك، طفلتي ومحبوبتي؟
التي تفتّحت عيناها
على كلمات حبّي.

حبيبي،
وأنا أحبك فوق ما قيل في لغات الغرام،
أهيم في حرفك،
وأرسم في هواك ألف سلام.
أذوب إن ناديتني،
وأطير في لحظات هيام.
أنت الأمان...
إذا تعبت،
وموطني وقت الزحام.
فكن حبيبي دومًا،
فأنا على عهد الهوى والهيام
دائمًا في انتظار.

حبيبتي،
كنتِ وما زلتِ مدلّلتي،
أعشق دلالك،
وأعشق غنج الحروف على شفتيك.
أنتِ حبيبتي،
التي قدّسها قلبي،
وغاليتي...
ابتسامتها عيد يحتفي به قلبي،
ويردّد الأغاني وأناشيد الحب.

أنتِ أمنيتي التي تمنّيتها،
وتحققت.

أنتِ حبيبي،
سأكون حبك كلما نادى الحنين بنبضتي،
وسأكون ظلك،
إن تعثّرتِ الخطى في غفوتي.

إن متّ شوقًا،
كنتِ بعينيكِ بعث الروح لي،
سكنتُ فيكِ،
كأنني بعض الحنين في ذاتك،
فابقَي الحبيبة،
ولا تمَلّي من اشتياق نظرتي.

يا حبيبة الروح،
وأنا سأكون الحبيب، والصديق،
والأخ، ورفيق الدرب.
لن تثنيني عنكِ صعاب العالم،
ولن تُجزعني أهوال الدنيا.
أفديكِ بقلبي الذي لم يعشق سواك،
وبعيني التي لن ترى امرأة غيرك،
وبعمري... الذي وهبته لكِ.

حبيبي،
وكيف لا أكون مدللتك،
وأنا على نبضك خُلقت؟
ومن غرامك عشت فرحتك؟
أهيم حين تهمس لي،
ويزهر القلب ببسمتك.
وفي عيونك... موطني،
وسكينتي، وبهجتي.

أنتَ كل الأماني...
وأجملها قد تحققت.

وأنا سأكون لنبضك حضن أمان،
وروحًا تجالس همسك كلّ زمان،
سأحمل حبك في وريدي أغنية،
تعانقني دفئًا،
وتنسيني الأحزان.

فأنت لقلبي الحياة،
ولعمري... أجمل عنوان.

حبيبي،
هذا كثير...
رِفقًا بقلبٍ طالما انتظرك
في شوقٍ ولهفةٍ للوصال،
فنالها أنهارًا عذبة من الامتنان.

لا شيء في الدنيا يُغلى عليك.
خمسون عامًا مرّت،
لأجل لحظة حب...
تعادل عمري بأكمله.

نعم، حبيبتي،
لحظة حبٍّ منبعها الروح،
تعادل ألف عام من العمر.
نعيشها... كأننا وُلِدنا من جديد.

حبيبي،
هذه هي الحياة...
ندور في سواقيها
بحثًا عن لحظة مدد،
ونبعٍ نستمدّ منه ترياق الخلود
في صحائف العشاق.

حبيبي،
اكتبني كما شئت،
وكيفما شئت.
فحرفك رقيقٌ برقة قلبك،
وكلماتك تسافر معها الروح.
فأنا ملهمة قوافيك،
أرشف عشقك،
وأشربه كما قهوة صباحك...
التي تبدأ بها يومك

د.كرم الدين يحيى ارشيدات 

ليست هناك تعليقات: