الخميس، 10 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{إعــلانُ التَّمرُّد}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


 عندما يثور الصمت 2

"إعــلانُ التَّمرُّد"

في اللّيلِ...
عندما تَنامُ الضوضاءُ،
وتتركُ العالمَ للظلالِ والأسرار،
تتجمَّعُ القُوى الخفيَّةُ حولَ عرشٍ لم يَرهُ أحد،
ليُعلِنوا... الحربَ الصامتة.

وقفَ الصَّمتُ على عرشِ الهدوء،
ورفعَ يدَه إلى السّماء:
"أيَّتُها الضوضاءُ المُتَسلِّطة،
أيَّتُها الأصواتُ العاليةُ المُتكبِّرة...
لقد حانَ وقتُ زوالِك،
لقد حانَ وقتُ سقوطِك،
لقد حانَ وقتُ هزيمتِك."

كان مَعسكرُ الصَّمتِ يَزدادُ شيئًا فشيئًا...

صوتُ الأفكارِ... قائدُ الفلاسفة،
يهمسُ بأسرارِ الحكمة،
يَزرعُ بُذورَ الأسئلةِ في العقول،
ويُحرِّرُ الأذهانَ من سجنِ الجهل.

وصوتُ الظلال... راقصُ أسرارِه،
يتتبَّعُ النورَ أينما ذهَب،
يَحكي قصصَ ألوانٍ صامتة،
ويَرسُمُ الأرضَ مَسَاكبَ من ظلام.

وهذا صوتُ الزمن،
حارسُ الذكريات...
يتدفَّقُ في عَينِ اللحظةِ وأُختِها،
يَحملُ الماضي إلى المستقبل،
ويَهمسُ للحاضرِ بأسرارٍ أبدية.

ثم تتابعتْ معهم أصواتُ صمتٍ أُخرى:

صوتُ نُموِّ الأشجار، و... شاعرُ الغابات

صوتُ ذوبانِ الثلج، مع... مُغنٍّ للرّبيع

صوتُ الدّموعِ التي تَجفُّ، و... جنَّةُ حكيمةِ الأحزان

صوتُ الابتساماتِ الخَجولة، من... ترانيمِ فنَّانٍ بخُطوةِ الفرح

لقد بنى الجميعُ جيشًا من الهَمَساتِ المنسيَّة،
جيشًا من الصِّدقِ والحقيقة،
جيشًا من الحبِّ والجمال،
جيشًا من الأصواتِ التي تَحكي سرَّ الوجودِ الصامت.

✍️محمد الحسيني ــ لبنان

ليست هناك تعليقات: