عندما يثور الصمت ــ 4
"مَملَكَةُ الصَّمتِ الجَديدة"
بعدَ العاصفةِ... يَأتي الهدوءُ الذهبي،
وبَعدَ أيِّ حربٍ... تُولَدُ روحُ سَلامٍ جديدة.
كأنَّ الوجودَ كُلَّهُ يَبتسمُ لأوّلِ مرّة،
وكأنَّ الكونَ يَتنفّسُ بعمقٍ
بعدَ حبسِ أنفاسٍ طويل.
وبَعدَ الانتصارِ العظيم،
احتفلتِ الأصواتُ الصّامتةُ بأجملِ وأبهى...
احتفالٍ بلا ضوضاء،
بلا صراخٍ أو مفرقعات،
احتفالٍ بالهَمسِ... وبالحُب.
تلاقتْ أصواتُ الأحلامِ وأنغامُ الأفكارِ
في رَقصةِ "فالس" ... في فضاءِ الوعيِ الجديد.
تَعانقَ صوتُ الظلالِ معَ رَجفةِ النورِ
في "تانغو" أبدي،
وتشابَكتْ أصواتُ الزمنِ معَ أصواتِ المكان
في "رومبا" حميميَّة.
وُلدَ عالمٌ جميل،
يَحكمُه الصَّمتُ الحكيم.
عالمٌ يَسمعُ فيه البشرُ...
صوتَ الكلماتِ قبلَ أن تُقال،
صوتَ الألوانِ وهي تتراقص،
صوتَ العواطفِ وهي تتدفَّق،
وصوتَ الأرواحِ... وهي تتحدَّث.
وقد قالَ الصَّمتُ لِرعاياهُ الجُدُد:
"لن تَعودوا صُمًّا بعدَ اليوم...
انتهى عهدُ الضوضاءِ وكلِّ زيفِ الزينة،
انتهى قَطعًا...
وذاك المُمتلئُ بالبَصَرِ دونَ بصيرة.
ستَسمعون الحقيقة،
ستَسمعون الجمال،
ستَسمعون الحُب،
ستَسمعون ذاتَ الوجودِ... وهو يَتنفَّس."
✍️ محمد الحسيني – لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق