"تَهَامَسَ قَلْبِي"
تَهَامَسَ قَلْبِي فِي الظَّلَامِ المُعْتِمِ،
وَيَسْرِي كَشَوْقِ الطَّيْفِ فِي اللَّيْلِ مُظْلِمُ.
وَأَحْمِلُ أَثْقَالَ الزَّمَانِ عَلَى خُطًى،
كَمِسْمَارِ وَجْدٍ فِي الضُّلُوعِ مُحَكَّمُ.
وَأَذْكُرُ أَيَّامًا بَنَتْنِي مَحَبَّةً،
فَصِرْتُ إِلَى ذِكْرَى الحَبِيبِ مُسَلَّمُ.
وَأَغْفُو عَلَى وَجْهِ الأَمَانِي مُبَلِّلًا،
وَعَيْنِي دُمُوعٌ وَالفُؤَادُ مُتَيَّمُ.
أَرَى حُلُمًا يَجْرِي كَنَجْمٍ مُشِعٍّ،
وَقَدْ ضَاقَ عَنْ وَجْهِ الصَّبَاحِ المُتَبَسِّمُ.
وَأَبْحَرُ فِي لَيْلِ الأَسَى مُسْتَسْلِمًا،
إِلَى سَاحِلٍ يَغْفُو عَلَيْهِ المُحَطَّمُ.
وَأَسْقِي بَسَاتِينَ الغُرُوبِ تَأَمُّلًا،
وَقَلْبِي مِنَ الذِّكْرَيَاتِ مُنْهَدِمُ.
وَأَرْقُبُ سِرْبَ النَّحْلِ فِي غَيْمَةِ الضُّحَى،
وَأَحْيَا كَمَرْجَانِ السُّطُورِ وَنُظْمِي مُنْتَظَمُ.
وَأُخْمِدُ نِيرَانَ الغُرُوبِ بِغَصَّتِي،
وَأَسْرِي وَقَلْبِي لِلْحَنِينِ مُسْتَسْلِمُ.
وَأُصْغِي لِصَوْتِ الغَيْمِ حِينَ تَهَاطَلَ،
وَيَعْذُبُ فِي صَدْرِي النَّغَمُ المُنْسَجِمُ.
وَأَنْسُجُ مِنْ طَيْفِ الأَسَى كَفَنَ الرُّؤَى،
وَأُلْقِيهِ فِي قَلْبِ المَسَاءِ المُتَوَسَّمُ.
وَأَحْيَا كَشَمْعٍ فِي طُرُقٍ مُوحِشَةٍ،
وَيَذْوِي فُؤَادِي، وَالدُّجَى مُتَلَثِّمُ.
وَأَبْحَثُ فِي صَوْتِ الرِّيَاحِ عَنِ الهَوَى،
فَلَا يَنْجَلِي إِلَّا الفِرَاقُ المُحْتَدِمُ.
وَأَزْرَعُ أَسْرَارَ الزَّمَانِ بِقَلْبِنَا،
وَصَمْتٌ بِصَدْرِي شَاهِدٌ مُتَكَلِّمُ.
وَأَرْفَعُ فِي وَجْهِ العَوَاصِفِ رَايَتِي،
وَأَمْضِي كَسَيْفٍ حُدُّهُ المُتَقَدِّمُ.
وَأَرْسُمُ فَجْرًا فِي دُجَى اللَّيْلِ صَابِرًا،
وَقَلْبِي إِلَى رُؤْيَايَ شَوْقٌ مُتَهَيِّمُ.
وَأَجْمَعُ أَصْدَاءَ القُلُوبِ كَأَنْجُمٍ،
وَأَنْثُرُهَا فِي الأُفُقِ وَجْدٌ وَنَدَمُ.
وَأُوقِدُ أَحْلَامَ الصِّغَارِ بِأَدْمُعِي،
وَيُثْقِلُهَا فَوْقَ الجِرَاحِ السَّقَمُ.
وَأَرْقُبُ وَجْهَ الغَائِبِينَ كَأَنَّهُمْ،
سَرَوْا فِي دُرُوبِ الغَيْبِ يَهْدِيهِمُ الحُلْمُ.
وَأَخْتِمُ لَيْلِي بِالدُّعَاءِ مُسَلِّمًا،
إِلَى اللهِ قَلْبِي وَالرَّجَاءُ مُعَظَّمُ.
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 08.12.2025
Time:11:00pm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق