الأحد، 31 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{رحيل البنفسج}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{نجم درويش}}


رحيل البنفسج                                                          

مساءُ الخير ياريمة
مساء القهوة المُرّة..
على الشرفاتِ نشربُها
ونزرعُ ضحكةَ الأطفالِ نرويها
لتنموا في صحارى القلب
أزهاراً وورداً مثل خدّيكِ
أُخبىءُ فيه أسراري 
واعدوا نحوَ سُمّاري
وأحرقُ كلَّ أشعاري 
وأُلغي كلّ أسفاري
لأغفوا بين عينيكِ.                                                         أميراً فوق احلامي
وأشربُ نخبَ مَن وهبوا
إلى الجلّاد ايامي..

أولُ الخطواتِ أخطوها إلى عينيك وحدي ..
أولُ الأتينَ من أسري أُغنّي ملء وجدي ..
فانزعي  عن خافقي مُدن الضياع
لستُ مَن دلّ الذئاب إلى المراع

لاتنكئي جُرحي فتكثر في المسامات الجراح..
دنيا العواصم اعلنتني
واستباحتني الرياح. 
هذا البنفسجُ ياصغيرتي
يستعدُ إلى الرحيل
والجدول المسروق من مطري
بذيّاك الأصيل ..

مَن قال ياريمة مساء الخير مات
وصامَ نُذراً عن حديثِ الذكريات..
أصغيرتي..ووصيتي..
لاتدفنيني عند ابوابِ المدينة
لاتنثري الأزهار ..
لاتجعلي قبري شعاراً ومزار
فالريحُ أدمنتِ الهزائم ..والديار ..
....نجم درويش..صاحبة المقام العالي 

           مِن على شرفات الشتات 

ليست هناك تعليقات: