(ظِلال الخريف):
حين يقبل الخريف
ويعتري شعاعَ الشمس رَهَقٌ
وترتدي السماء غلالة غيوم كامدة
وتخرّ على أديم الأرض
أوراق الغصون ذاوية
وترتجف الأفنان
تهزها نسائم الخريف الفاترة
فتنتفض عجفاء عارية..
تغرد البلابل شجيّ لحن
كسيرة متقاوية
حينها . .تستيقظ أحزاننا القديمة
وتنفذ الأشجان من أكفانها
وتمثل أمامنا مغبرة شعثاء
...تطل برؤوسها الهواجس
تهب من كل صوب وناحية
وتنسدل ظلال الذكريات سادرة
ترتسم طيوفا مبهمة
تومي إلينا من وراء الأفق
بسحنة ثلجية قاسية
نستذكر منانا وقديم أحلام لنا
تهاوت تباعا في قرار الهاوية
نبدو ضئالا كبقايا ريش
في مهب ريح عاتية
حين يأتي الخريف
تستيقظ الهواجس القديمة
تساور نفوسنا المكدودة
نعنو وجوهنا للآتي في وجل
ونظل نرنو للفجر الوليد.
ونرسم طيف رجاء وأمل
على بوابة الأشجان والهواجس
جنى زكيا .....وقطوفا دانية!
حين يهجم الخريف
يشوقنا الترحال والسفر
فننصب الصواري
اليها نشد بقايا حلمنا شراعا
ونبحر عبر تيار الزمن
متهيبين خبايا الغيوب الخافية....
بقلمي/محمد الهادي الحفصاوي/تونس🇹🇳
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق