"في رَحِمِ الأملِ"
وَفِي رَحِمِ الأَيَّامِ يَزْدَهِرُ البَسَمُ،
وَصَبْرُ أُمُومَتِنَا يُلَثْلِمُ الأَلَمُ.
تُقَابِلُ أَعْيُنُهَا النُّجُومَ بِدَمْعِهَا،
وَفِي جَفْنِهَا يَسْكُنْ شُعُورٌ مُبْهَمُ.
تُغَنِّي رِيَاحُ اللَّيْلِ لَحْنَ حَنِينِهَا،
وَتَمْنَحُ فِي قَلْبِ الزَّوَاجِ تَرَنُّمُ.
وَتَزْرَعُ فِي أَحْشَائِهَا بَذْرَ الوَفَا،
وَيَخْضَرُّ فِي أَعْطَافِهَا كُلُّ كَرَمُ.
يُقَبِّلُ ضَوْءُ الصُّبْحِ جَبْهَةَ فَرَحِهَا،
وَيَرْسُمُ فِي عَيْنَيْهَا أَجْمَلَ عَلَمُ.
تَسِيرُ إِلَى الأَيَّامِ وَالخَوْفُ يُتْعِبُهَا،
وَيُزْهِرُ في أَحْلَامِهَا نَبْضُ هِمَمُ.
تُوَاسِي جِرَاحَ الأَمْسِ بِلْسَمِ رُوحِهَا،
وَيَنْبُتُ في كَفَّيْهَا أَغْلَى نِعَمُ.
تُصَلِّي لِرَبِّ العَرْشِ أَلْفَ مَحَبَّةٍ،
وَتَرْجُو بِقَلْبٍ صَادِقٍ أَنْ يَرْحَمُ.
وَيَرْنُو أَبٌ فِي الجَانِبِ الأَيْمَنِ،
وَعَيْنَاهُ تَسْقِي الزَّهْرَ دَمْعًا سَجَمُ.
تَخُطُّ لِكُلِّ النُّورِ شِعْرَ وِلادَةٍ،
وَيَرْسُمُ قَلْبُ العَطْفِ أَبْهَى كَلِمُ.
وَتَحْمِلُ فِي أَحْشَائِهَا طِفْلَ أُمْنِيَةٍ،
وَيَخْفُقُ مِنْ أَجْلِ الصِّغَارِ قَدَمُ.
تُحَاوِرُ أَوْجَاعَ الزَّمَانِ بِصَبْرِهَا،
وَتَخْطُو إِلَى مِيلادِهَا وَالعَالَمُ.
تُغَطِّي مَسَاءَ الضَّوْءِ أَحْلَامُ جِنِينِهَا،
وَيَفْتَحُ بَابَ الفَجْرِ صَدْرٌ يُحْتَضَمُ.
وَيَمْلَأُ عِطْرُ الوُدِّ أَرْجَاءَ دَارِهَا،
فَيَزْدَانُ فَوْقَ الرُّوحِ أَلْفُ تَكَتُّمُ.
تُحِبُّ بِحَدِّ الدَّمْعِ أَسْرَةَ قَلْبِهَا،
وَتَصْنَعُ مِنْ أَيَّامِهَا عِزَّ قِسْمُ.
وَيَرْقُدُ نَبْضُ الخَوْفِ تَحْتَ جِلَابِهَا،
وَيَصْعَدُ فَوْقَ الحُبِّ أَغْصَانُ نُعْمُ.
تَنَاغَمَ فِي أَحْشَائِهَا صَوْتُ مَوْلِدٍ،
وَغَنَّى لِفَجْرِ الوُجْدِ قَلْبٌ مُتَيَّمُ.
وَتَحْمِلُ فِي كَفِّ الأَمَانِي أُسْرَةً،
تُغَذِّي وُجُودَ الكَوْنِ دَفْئًا وَرَحْمُ.
تُقَدِّمُ فِي صَمْتِ السُّهُودِ قُرْبَانَهَا،
وَتَنْشُرُ بَيْنَ الضِّلْعِ زَهْرًا يُنَسَّمُ.
وَإِنْ ضَاقَ بَابُ العُمْرِ يَوْمًا بِضِيقِهَا،
فَفِي رَحِمِ الأَحْلَامِ يَبْقَى التَّنَسُّمُ.
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 08.06.2025
Time:1:29pm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق