الخميس، 7 أغسطس 2025

نص نثري تحت عنوان{{لاشيءَ يلفِتُني}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{سمر الكرد}}


" لاشيءَ يلفِتُني "
مَنفيةٌ في باحَةٍ مِن خيَام 
يتأكلُني حنينٌ جارِف 
لأريجٍ قَد فنيَ 
مِن عِطرِ زمنٍ تعتّق 
أنعِي تجَاعِيد قلبِي 
تتبَعثرُ حَولي شظَايا الغَارات 
لَا شيءَ يَلفِتُني 
فيِ حاضِرٍ مُغيّب 
يُراوِدُني زائِراً 
حُلمٌ رماديّ 
لم يَبقَ منهُ إلا صُورة 
تنكعِس بينَ أشّعة الغرُوب 
ويْكأنّ القهرَ سكَننِي مُنذ الأزَل ..!
لَا شيءَ يَلفِتُني 
فراغٌ هذا القَلب ياقَدري 
تحتَ وطأةِ نزُوحٍ مُتتالٍ 
فيِ غيَاهِب المُخيّمات 
يُهَدهِدُني بعضِي 
على مَهدِ الفوَاجِع 
أبحثُ عن ربيعٍ مِن برَاءة 
فَتتطايَر حولِي الأرواح أكثر 
أتوضّأ من نهرِ الصّبر 
أغرقُ  في الخيَالِ أكثَر 
لَا شيءَ يَلفِتُني 
أسرِقُ من برِيق الفَجر صَرخة ثَورَة 
صدَاها يترَدّد بينَ عاتِياتِ النسائِم 
و شفقَاً يتأرجَحُ خريفاً معَ حبٍّ أعسَر 
بينَ اليومِ و الذّي مَضى 
تتجَادلُ البَسمة معَ وهمِ الهُدنة 
ويومياتٍ يسكُنها تُراب طوابيِر الماء
تروِينا الحكَايا 
تتسَلّل إلى ركنٍ مُبهم  
تُعانِق لهفاً طيفَ الحبيبِ 
حارساً أميناً 
أغفُو فوقَ حصُونِه 
استدعِيه بكلّ إطلالة حُلم 
تصدحُ حولي الغَارة تِلوَ الغارَة 
فَ لَا يعوُدُ شيئاً  يَلفِتُني 
فيِ وكرِ الشّيب 
تُصبح الكلِمات متَاهة 
يصمِت البَوح 
تيتّمت القلُوب 
فقَدت هُويّتها الأيام 
لَا شيءَ يَلفِتُني
#سمرا 
سمر الكرد 

غزّة .. فلسطين 

ليست هناك تعليقات: