الخميس، 18 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{لَيلٌ حَالِم}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{سامي يعقوب}}


الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيْم :

لَيلٌ حَالِم .

أَنَا صَاحِبُ اللَّيلِ وَحِيدًا أُسَامِرُهُ 
فَتُتْعِبُنِي فِي الصَيفِ نُسَيْمَاتُه
و شِتَاءٍ فِي مُكعَبِ عُزْلَتِي 
أُدَاعِبُ الأَوتَار فِي قَطَرَاتِ المَطَر
تَسِيلُ خُيوطًا مِن ضَبَابِ سَجَائِرِي
فِيهَا الرَتَابَةُ تُعْزَفُ لِلنِيَام
و فِيهَا الفَوضَى ؛ فَوضَايَ بِانْتِظَار الصَبَاح
يُخَاطِبُنِي القَلَقُ لَا تَكْتُب رُوحَكَ بِانْكِسَار 
كُن أَمَلًا كُلَّمَا اغْرَورَقَت عَيْنَاكَ ابْتَسِم
و اكْتُب ضَرَبَاتِ قَلْبِكَ حُبًا لَهَا دُون اخْتِصَار
أَنَا يَمْلَؤُنِي أَلَمُ الاحْتِضَارِ مَع عَقَارِبِ السَاعَة
أُضَمِدُ جُرْحِيَ النَازِفُ بِحَرْفِ ( السِين )
وُلِدْتُ هُنَا خَلْفَ حُدُودِ ( فَلَسطين )
أَنَا ابْنُكَ يَا أَيلُولِي جِئْتَ عَلَى عَجَلٍ لِتَأخُذَنِي فَتِيًا فِي الخَمْسِين
مِتُّ قَبْلَ الآنَ كَثِيرًا أَيُّهَا العَدَم
مُعْتَزِلًا خُرَافَةَ الحَيَاةِ عِنْدَمَا تُمَعْنِي المُسْتَحِيل 
هَل جِئْتَ بِالخَرِيفِ لِيُلْبِسَنِي نِصْفُ حَيَاة
و لِنِصْفِ المَوتِ كَم تَرَكْتَ مِن أَورَاقِ الدَالِيَةِ تَذْبُلَ تَرَبَعَت المَدْخَل 
و أَنَا فِي هَذَا اللَّيل يَطًُولُ الفَجْر 
لِأَقْرَأَ ( فِيْرجِيليوس ) عَن كَثَبٍ دُونَ مَلَل
نَعَم هَذَا القَلْبُ الصَغِيرُ مَا عَادَ يَحْتَمِل 
بَقِيَ بِضْعُ سِنِينَ لِأَقُولَ لِلحَيَاةِ شُكْرًا 
فَتَمَهَل و انْتَظِرْنِي أُكْمِلُ الحِكَايَة
تَكْتُبُنِي بِحِبْرٍ تَخَثَرَ فِي دَمِ قَلْبِي مِرَارًا 
أَنَا بَاقٍ شَوكَةً فِي نُبَاحِ العُرُوش
أَقُولُ كَلَامًا يَعْتَصِرُ الخَارِجَ حُرْقَةً
" أَنَا وَاحِدٌ مِن أَهْلِ هَذَا السَفْح "
كُلَّمَا أَمْطَرَت و نَبَتَت نَرْجِسَةٌ دَوَنْت
أَنَا هُنَا أَعِيشُ دُونَهَا جَحِيْمَ وَحْدِي
صُرَاخِي يَذُوبُ فِي عَمِيقِ دَاخِلِي
كالحَدِيدِ المُنْصَهِرِ مِن شِدَةِ الأَلَم 
أَنَا هُنَا وَحْدِي فَمِي و اللِسَانُ و القَدَم 
أَنَا لَا شَيْءَ آخَرَ كَتَبْتُنِي هَذَا الفَجْرُ قَلَم
أَنَا أُحِسُّنِي نَارًا مِن تَحْتِهَا العَنْقَاءُ فَابْتَعَد
كُن خَفِيفَ الظِلِّ قَدْرَ مَا اسْتَطَعْت 
و تَعَالَ فِي أَيْلُولٍ آخَر .

سامي يعقوب . / فلسطين 

ليست هناك تعليقات: