🖍️🖍️🖍️الشمعة 🖍️🖍️
في حضن المدينة الميتة، حيث تتكدس الظلال على الأرصفة الباردة، كنتُ شمعة وحيدة تحترق بلا شفقة، يأكلني رماد نهايتي، مثل بركان يوقد ثورة عارمة في دواخله، أمصّ لعابي الجائر، بينما تتربص بي الأشباح العارية، تراقب نبضاتي وأفكاري الممددة على رصيف البؤساء.
هناك، في قلب الظلام، كان شعاع ضوء يتسول حريته، ذاكرة شعرية يقتلها الكمد. يصرخ، يصهل كحصان يخاف من ظله، يبحث عن مخرج بين النار والاختيار. أمامي شمعة محترقة تسبح في لعابها، عاجزة عن حماية يتم الذكريات، وإنقاذ ما تبقى من نورها.
أصرخ في صمت:
سحقًا للفقر! أنتِ ضياء فكري أصابته اللعنة، تحرقين وجع قصيدة عاهرة أبيعها بخمسين ثقلًا لشاعر يقتات بأفكاري، يطفئ النور في داخلي. كم تمنيت أن يكشف الحجاب عن اسمي المبتور، أن أتمكن من إحراق رداد كلماتي فوق رأس الفقر.
حسرتي على شمعة تضيء طريق الأشباح، أسير على حبل الموت، أتنقل بين الظلال، أبحث عن ذاتي بين الرماد والنور.
اسمي شعاع الوريث الشرعي لجون فالجو... شاعر أسطوري يكتبه الألم
وحروف متمردة، رغم أنف الأبجدية.
هربت من دروب الشقاء ودخلت سجن الحرية بقلمي
ألا تعرفينني أيتها الشمعة
سحقًا لك ، تخذلينني وأنا في قمة جنوني، أغرق في صراع بين الوجود والعدم، بين الفقد والإبداع.
فقد قررت أن أبتر الحروف التي تمشي في الظل، أن أصبح شعاعًا حرًا، ينير طريق شمعتي المحترقة، فتخلد في كينونة السهاد، لا ينطفئ ضوئي.
إذا لماذا تقهرين أبعاد الظلال؟
لماذا تنطفئين قبل ولادة القصيدة؟ أيتها الشمعة المتمردة
لماذا تصبحين دعارة فكرية تتوج السفهاء، وتتركين نورك ضائعًا بين أيدي العابثين؟
سأقاتل الظلام. سأحرق الفقر والسخرية، سأحرر الأشباح المقهورة في أركان مدينتي، سأكتب رواية الشمعة التي لا تنطفئ، قصة ضوءٍ لا يموت، شعاع يواجه الألم ويحوّل الحزن إلى قصيدة خالدة
أنا الشمعة، أنا الشعاع، أنا الذاكرة التي تحترق، ولكنني لا أنطفئ.
✍️ فاطمة الجلاوي
24 شتنبر 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق