(البحر الطويل)
"َدمُ القلوب"
َأَوْرَقَ فِي صَدْرِي مِنَ الذِّكْرَى الأَلَمُ،
وَيَسْكُنُ فِي أَعْمَاقِ رُوحِي لَهُ السَّدَمُ.
بَسَطْتُ لَهُمْ قَلْبِي، فَخَانُوا تَوَدُّدِي،
فَمَا حَصَدُوا إِلَّا عَلَى نَفْسِهِمْ النَّدَمُ.
سَقَيْتُهُمُو حُلْمِي فَزَادُوا جِرَاحَهُ،
فَدَامَ عَلَى أَيَّامِ نَفْسِيَ فِيهِمُو السَّقَمُ.
سَمَّيْتُهُمُو أَهْلَ الْوَفَاءِ تَكَرُّمًا،
فَلَمْ أَرَ فِي أَعْمَاقِ صِدْقِهِمُو سِوَى العَدَمُ.
تُطَارِدُنِي اللَّيْلَاتُ حِينَ يَهُدُّنِي،
فَيَغْمُرُ أَجْفَانِي مِنَ الذِّكْرَى السَّأمُ.
خَدَعْتُنِي أَوْهَامُ قُرْبِهِمُو، فَلَمْ
يَبِقْ فِي مَدَارِي غَيْرُ طَيْفٍ هُوَ الوَهْمُ.
يُعَلِّقُ فِي وَجْهِ الحَدِيثِ مَوَدَّةً،
وَيَغْرِسُ فِي ظَهْرِ الْقُلُوبِ لَنَا الجُرْمُ.
إِذَا انْكَشَفَتْ أَسْرَارُهُمْ عَنْ حَقِيقَةٍ،
تَبَيَّنَ أَنَّ الْوَجْهَ تِيجَانُهُ الظُّلْمُ.
يُشِيدُونَ قَوْلَ الْحُبِّ حُلْوًا بِلَفْظِهِمْ،
وَيَهْدِمُ فِي بَيْتِ الْعُهُودِ لَنَا الحُرُمُ.
سَقَيْتُهُمُو رُوحِي لِكَيْ يَهْتَدُوا هُدًى،
فَضَاعَ عَلَى أَيَّامِ نَفْسِيَ ذَا الحُلْمُ.
وَكَمْ خِلْتُهُمْ وَصْلًا يُنِيرُ دُرُوبَنَا،
لِأَحْفَظَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمُو الرَّحِمُ.
فَمَا حَفِظُوا حُرْمَاتِ قَلْبِي وَلَا دَمِي،
وَأَلْبَسَنِي فِي كُلِّ لَيْلٍ بِهِمْ الغَمُّ.
يُحَاصِرُنِي ذِكْرُ الخُذْلَانِ كَأَنَّهُ
جُنُودٌ عَلَى صَدْرِي تُجَدِّدُ فِيهِ الهَمُّ.
فَأَرْفَعُ فِي وَجْهِ البَلَايَا دُمُوعَهَا،
وَأَسْتَسْلِمُ لِلَّهِ، فِي كَفِّهِ العِصَمُ.
وَأَقْرَأُ فِي سِفْرِ الْمَسِيرَةِ عِبْرَةً،
تَقُولُ: عَلَى صُنْعِ الْقُلُوبِ لَهُ الحُكْمُ.
فَمَنْ زَرَعُوا غَدْرًا عَلَى الدَّرْبِ حَوْلَنَا،
سَيَحْصُدُ فِي يَوْمِ الْحِسَابِ عَلَيْهِمُو النِّقَمُ.
سَأَتْرُكُهُمْ لِلَّهِ يَقْضِي بَيْنَنَا،
فَيَكْفِينَا يَوْمَ الْجَزَاءِ هُوَ الْمُنْتَقِمُ.
سَيَذْكُرُهُمْ يَوْمُ الشِّدَادِ إِذَا دَنَا،
وَيَغْمُرُهُمْ فِي مَهْدِ أَحْلَامِهِمْ السَّدَمُ.
وَأَتْرُكُ مِنْ أَثَرِ الْجِرَاحِ دُرُوسَهَا،
فَتُوقِظُ فِي رُوحِي مِنَ التَّجْرِبَةِ الْحَزْمُ.
وَأَخْتِمُ قَوْلِي: مَا نُقَاسِيهِ مِنْ مِحَنٍ،
يُرَبِّي فِي أَعْمَاقِنَا أَنْضَجَ الحِكَمُ.
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 11/20/2025
Time:5:pm

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق