عذرية الروح
**************
كانت
كشجرة وحيدة في صمت البستان
تسقي اغصانها نور الفجر
وتصدق ان الريح حاملة اسرار الماء
وكل عابر يرى قلبها كالبحر
وحين مر الحب الاول
ترك في اغصانها كسرا خفيفا
مثل شعاع سقط على وجه الماء
لا يراه احد الا روحها
فتعرف ان كل سقوط يحمل درسا
وكل جرح باب الى السماء
ومن يومها
صارت تمشي في الظل الطويل
تتوكل على صمت اعمق من الليل
وتخبئ في صدرها وردة
تتوق الى نور لا ينطفئ
وتهمس للريح علّمني من يعرف الصدق
ومع ذلك
كانت تؤمن
ان هناك نور
يمشي بين البشر
يحمل الطمأنينة كما يحمل البحر مائه
ويعرف كيف يلمس الروح بلا الم
ويقرأ الصمت كما يقرأ القلب
اذا وقف امام روحها
عاد الضوء الى ما تكسر
وعادت هي
كما لم تكن من قبل
اصفى
اعمق
واشبه بالسماء بعد المطر
كأن العذرية الحقيقية
ليست في البراءة وحدها
بل في ان تحب الروح
وتعرف كيف تلد نفسها من جديد
مرات ومرات
كأن كل سقوط يولد نورا جديدا
ويصبح الحب صلاة
والجرح ذكرى
والروح ابدية في حضن الابد
كاتيا الرباعي
بقلمي
سوريا

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق