الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{الرّغيفُ الحافي}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


الرّغيفُ الحافي

ما لابْنِ آدمَ عندنا لا يفهمُ
هل لايزالُ بما مضى يـــتوهّـــــمُ
أَنَودُّ أن نجتازَ دون تعلّمٍ
والـــعلم بَوْصَلةٌ بهـــــــا نــتقدّم
ولقد أردتُ وما أردْتُهُ صدّني
فرجـــعتُ أبــــــكي عاجزاً أتألّمُ
جَدّدْ حُروفي إنْ أَرَدْتَ بِفِطْنَةٍ
فلقد تجودُ إذا تشاءُ فـــنفْـــــهمُ
وَبِها القُلوبُ إلى الحياةِ سَترتقي
عبرَ العلومِ وبالهدى تتـــحزّمُ

غَيْري يُطمّعُه الرّغيفُ الحافي
فــيروغُ عن شِيَمِ الكـريمِ الوافي
لا أَدّعي قَوْلاً إذا هُو لم يكنْ
حقّاً يُجَسِّدُ حِكْــــمَةَ الإنـــصافِ
تَعِسَ اللّئيمُ وساءَ ما يُدْلي به
بيتُ اللّئامِ ومــــــنزلُ الأجْــــلافِ
ما كلُّ ما عندَ الخلائقِ كافياً
إلاّ كفافُ قناعَـــــــتي وعـــــفافي
إنّ الكبيرَ هو الكبيرُ بنفسهِ
ولقد أجادَ ركوبَــــها أســلافي

مازالَ خَطْوُ شعوبنا يتعثّرُ
والحالُ عَيْنُهُ عـــندنا يتـــــكرّرُ
لا تحقرنَّ من القريضِ أصيلَهُ
فالنّـــظمُ من أفْواهنا يتـــــفجّرُ
سنظلُّ نرجمُ في الظّلام بأنْجُمٍ
مثلَ الشّهابِ حُروفُها تَتفــــطّرُ
وكذلك السّيلُ العنيفُ فإنّــــما
أولاهُ طلُّ ثُمّ مـــــوْجٌ أخــــطرُ
لا يسلمُ الأمل الكبيرُ من الأذى
حتّى تراهُ بــــعزمنا يتـــطهّرُ

كلّ العصورِ بأهلها تتجدّدُ
واللّيلُ يرحلُ والصّــــبيحةُ تولدُ
يا ذا الذي يختالُ في أوطاننا
بعصاهُ يضربُ في الرِّقابِ ويجلدُ
سيحينُ وقْتُكَ حالما يأتي الرّدى
فنراك نُصــبَ عيوننا تـتمدّدُ
والموتُ آتٍ والنّــــــفوسُ ودائعٌ
سنردُّها للمُسْــــتعانِ ونرقدُ
خذْها إليكَ من البيانِ بَلاغَةً
فيها الحُروفُ بِنَظْـــمِها تَتَجَدَّدُ

سأظلّ حَرْفَ اللّفظةِ الخرساءِ
أَرْجو إثارَةَ ثورةِ الشّــــعراءِ
وعلى بساطِ المُفردات قصائدٌ
باحـــــتْ بهنَّ سليلةُ الأمراءِ
فصحتْ عُيوني من عقيم سُباتها
واستيقظتْ من غــفْلة التُّعَساءِ
وتَوَجَّهَتْ صَوْبَ الطُّموحِ قَصيدتي
تَقْتادُها مَعْــــــزوفَةُ البُلَغاءِ
وإذا العُقولُ إلى الأمام تقدّمتْ
شعّت بها الأَفــــكارُ كالأضواءِ

يا حاكمين ألمْ تكونوا تعلموا
أنّ الرّبيع بــكُمْ إليــــــــــنا قادمُ
لوْ تشْعرونَ بظُلمنا لعرفْتُمُ
أنّ المُــــعربِدَ بالتّســـلّط ظالمُ
لا تستخفّوا بالشّعوب فإنّكُم
تبنونَ والأجـــلُ المُحــتّمُ هادمُ
عدلَ الرّدى بين الورى في حُفرةٍ
فالكلُّ يُدْفَــنُ والمُــفرّطُ نادمُ
وإذا المنيّة كشّرتْ أنيابَها
عجزَ المُـــداوي والطّــبيبُ العالمُ

ويْلي إذا كان السّعيرُ جزائي
ماذا يَحُــــلّ بنكْـــــستي وبكائي
يكْوي العذابُ مَحاسني ويَشينُها
ويذوبُ منّي في الجحيم كِسائي
فيقولُ ليَ الدّيّان جلّ جلالهُ
يا عبدَ سوءٍ كنـــــــتَ من أعدائي
حاربْتني وشققْتَ أمري عاصياً
ونــسيتَ عمداً أن تـخافَ لقائي
سترى جهنّمَ واللّهيبُ بجوْفِها
ناراً طغتْ في اللّيــــلةِ الظّـلماءِ

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: