السبت، 1 نوفمبر 2025

مقال تحت عنوان{{العدالة شعور داخلي فحسب}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{رشيدالموذن}}


✨   العدالة شعور داخلي فحسب ✨

يمكن القول العدالة تشتغل بنا قبل ان نشتغل بها...
في القاموس هناك عدة كلمات مغرية، والعدالة هي كلمة تحمل في داخلها نبلا مغريا،  فالكل يحب يعامل بعدل أو أن يكون عادلا، لكن تحت هذا النبل يكمن فخ خطير: التعلق المفرط بالعدالة ليس هو العدالة نفسها، انما هو من يخرب أقوى العلاقات الاجتماعية والدولية بهدوء وبلا مقدمات...
 ان العدالة قيمة عظيمة، مقتبس من اسم الله * العدل *لكنها تتحوّل في بعض العلاقات إلى عبئ صامت. عندما تصير الامور حد الهوس، إن كل شيء غير متوازن على هذه الارض، من حيث تبدأ المشاكل لما تقاس المشاعر والافعال بميزان دقيق لا يرحم احدا. وهنا تنكسر العلاقات، ليس لأن أحدهم ظالم، والاخر مظلوم،  بل لأن كل طرف متشبث بعدّالة يراها بمنظوره الخاص، فالعلاقات لا تنتعش بالعدالة، بل بالتكامل والمرونة. والامثلة من الحياة كثيرة تقول: 
كل طرف يحس بانه الأكثر عطاءً
في الحب، " المرأة عليها اعباء البيت والمشاعر والتنظيم" بقابلها " الرجل يشتغل ويوفر كل شيء ". وكل منها الضحية يرى العدالة من وجهته الخاصة...
 في العمل مثلا ، " لماذا فلان ترقى؟ مع ان الاخرين من حوله يعملون سويا بنفس الوتيرة واحيانا أكثر"...
 وفي الصداقة مثلا : " تجد من يتذكر الاخر باستمرار ومع ذلك الاخر ربما ناسي حتى اسمه...
". المشكلة اذن ؟!!!
كل طرف يرى نفسه الضحية كما ذكرت، والعدالة هنا قد تصير سلاح بدل ما تكون جسر ....       
لهذا العدالة ليست موضوعية، هي شعور داخلي كما جاء في العنوان، اليس كذلك ?!
نعم انما نحس به ليس عدلا قد يكون في نظر الغير مبرر أو حتى عادلا. لأن التصور لعدالة الارض مبني على التجربة...
اما عدالة السماء فهي ليست كما نتوقع!!!  اتدري لماذا ?! 
لانها غير مبنية على الأفعال فحسب، انما مبنية على اشياء غير مرئية مثل النية الطيبة، التفكير بالآخر، أو الصبر، لهذا تعتبر ضمن “الرصيد المدخر عند العدل الصمد”. لكن كل طرف مهووس بالعدل لا يرى هذه الامور بالضرورة...  
 من أقرب الطرق الذهنية التي نحكم بها على الناس والمواقف * العدالة *. لكنها أحياناً تقودنا نحو الاتجاه الخطأ. لأنها مبنية على شعور داخلي أكثر من كونها حقيقة خارجية. نعم انها ليست مبنية على التعب والاستحقاق، انما * العدالة بوصلة أخلاقية *.
يمكنها الاقرار بالمجهود مع اغفال النية بلا مقدمات. 
فكلمة "هذا ليس عدلا "?!  هي أحد أكثر العبارات تكرارا في العلاقات المتأزمة. وقد تشعل الغضب في المجتمعات، من حيث الاحساس بعدم العدل يحرك في الدماغ مراكز العاطفة والانفعال خصوصا تلك المرتبطة بعدم الوعي او الوعي الضيق، والرغبة في تعديل الميزان... 
فبدل ان نسأل "هل هذا عدل؟، فالعدل هو الحق سبحانه وهو الفرد الصمد من يتولى السرائر...
بذلك لم لا نجرب ان نسأل بدله: هل هذا نافع للطرفين؟
للاجابة على هذا السؤال اجد نفسي قاعد أحسب الامور بصمت، ولا أتكلم بوضوح؟
ختاما العدالة تكون مربكة لما ندعها لمقياس صامت لا يعلنه أحد،،،،

✨ لكنها تصبح ذكية عندما تتحوّل لحوار ✨   

 #رشيدالموذن.


ليست هناك تعليقات: