"رائحة القهوة"
`
في زحمةِ الهدوء
تتسللُ رائحةُ القهوة
كنافذةٍ صغيرةٍ على الفجر
تبدّدُ صداعَ الوقت
وتُرمّمُ ضيقةَ الغياب
لكن الحنين...
يبقى جمرةً في القلب
يوقظُ وجعَ المسافات
ويُشعلُ في الروح
أغنيةً لا تنطفئ
أجلسُ أمامَ الفراغ
أراقبُ ارتجافَ الظلال
وأسمعُ خطواتَ الغياب
تتسللُ بينَ الجدران
كأنها صدىً لا ينتهي
أكتبُ على الورق
حروفًا مثقلةً بالحنين
أحاولُ أن أُسكِتَ العاصفة
لكن الكلمات
تفيضُ كدمعٍ لا يُكابر
وفي آخرِ الليل
حين يهدأُ كلُّ شيء
تظلُّ القهوةُ شاهدةً
على قلبٍ يفتقدُ
وعينٍ لا تنام
وفي البعيد
يطلُّ صباحٌ جديد
يحملُ في كفّيهِ وعدًا
بأن الغيابَ ليس أبدًا
وأن الحنينَ قد يتحوّلُ يومًا
إلى لقاءٍ يضيءُ العيون
تغدو القهوةُ جسرًا صغيرًا
يعبرُ بي نحو الحياة
وتغدو الكلماتُ أجنحةً
تعلّمني أن الطيورَ
تعودُ مهما طالَ السفر
فلا الليلُ أبديّ
ولا الغيابُ قدرٌ محتوم
ثمة ضوءٌ يتسللُ
بينَ شقوقِ القلب
يهمسُ: غدًا أجمل
الحنينَ ليس سوى طريقٍ
يُفضي في النهاية
إلى نورٍ ولقاء
`
صفوح صادق-فلسطين
١٨-١١-٢٠٢٥.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق