الاثنين، 10 نوفمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{نافذةُ اللَّمس}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


خمسُ نوافذَ للحُبّ 4
"نافذةُ اللَّمس"

في أولِ المطر،
تتشابكُ القطراتُ على الزجاج والنوافذ،
تتسلّلُ إلى بعضها كما لو تبحث عن دفءٍ ضائع،
كذا أصابعُكِ حين تمسُّ يدي،
تحتضن بيننا مطرًا من نبضٍ لا ينتهي.

عند حافة الجبل،
يلتقي الظلُّ بالحجر في مصافحةٍ صامتة،
لا يعرفُ أحدٌ من بدأها،
وهكذا كتفُكِ حين يتلامس مع الضفائر،
تختلطُ النعومةُ بالدهشة،
وتغدو اللغةُ عقدةَ ضوءٍ في حلقي،
وأصير بين النطق والذوبان.

الأعشابُ الطويلة تتمايل مع الريح،
تتمازجُ في أي أهزوجةٍ بين ظلٍّ ونور،
تتراقص دون أن تسأل عن سبب،
كخصركِ حين يدندن على وتره،
كأنه ينثر قصيدةً من حرارةٍ وحركة،
لنترك كل شيءٍ آخر خارج اللحظة.

تتعانقُ الضفافُ في انحناءة النهر،
يتلمس الماءُ الماءَ،
ويعيد اختراعَ العطش في كل موجة،
كأنها مشيتكِ هي هذا الانسياب،
تترك للأرض سرّ الحنو،
وتعلّمها أنَّ الخطوةَ أيضًا قبلة.

وحين يهدأ اللمس،
أغمض عينيّ وأبتسم...
أمد يديَّ في الظلام،
فأجدكِ هناك — دفءً لا يُرى،
ونبضًا يعرفني دون أن أقول.
فأدرك أنَّ الحبَّ لمسةُ خلقٍ جديدة،
وأنَّ الشمَّ نافذتي القادمة.

✍️ محمد الحسيني – لبنان

 

ليست هناك تعليقات: