الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{حقيبة الليل المضيء}} بقلم الكاتب الجزائري القدير الأستاذ{{زيان معيلبي}}


"حقيبة الليل المضيء"

لدي حقيبة من الليل والصباح
تحمل بين ثناياها أنفاس القمر
وشظايا أملٍ تكسّرت على صخور الأيام،
وأوراق صمتٍ لم تُقرأ بعد
وشموع تنتظر من يوقظها 
من سباتها الطويل.
أمشي في أزقة روحي
حيث يختبئ الحنين بين الزوايا
والذكريات تعبر كالظلال
تترك بصماتها على جدران القلب
فتنبت من خلفها أسئلة لا تجيبها سوى الرياح.
لدي صندوق من الانتظار
مملوء بضحكاتٍ لم تُسجّل،
وبكاءٍ ينام على وسادة الغياب
وألحان الرياح تعزف على أوتار الصبر
تسافر بي نحو مسافات لم 
أزرها بعد.
أرسم بأصابعي حدود المدى
أفتح أبوابًا لا تُرى
للقلوب المتعبة التي تبحث 
عن مأوى
للعينين اللتين تعرفان الطريق 
بين النجوم
وللأحلام التي تتخفى خلف 
ستائر الليل الطويل.
وفي كل خطوة، أزرع 
لحظات صغيرة من الضوء
كي تنبت من رماد الأيام وردة
وتخبرني أن الحب لا يموت
وأن الحنين يمكن أن يصبح ملاذًا
وأن الألم مجرد ظل يمرّ قبل 
أن يولد الفرح.
لدي كيس من الودائع:
صمت منسي، وابتسامات 
مهجورة
ومشاعر تنام بين دفّتي 
كتاب لم يُفتح،
وأسماء أحبّاء رحلوا، تاركين 
لي عطراً يتسرب في الذاكرة.
أحاول ترتيب فوضى قلبي
أن أفتح أبواب الحنين بحذر
وأمسح الغبار عن نوافذ الروح
فأستقبل بضع أشعة 
شمس جديدة
تخبرني أن الغياب ليس نهاية
وأن كل قلبٍ يغني لنفسه لحن الصبر،
هو قلب يعيش رغم كل شيء.
وفي النهاية، أحزم حقيبتي 
من الليل والصباح
أضع فيها ضحكات لم تُقال، 
دموع لم تُسكب
وأحلامًا لن تنكسر مهما أطال 
الزمن رحيله
وأمضي نحو السفوح، نحو 
فضاءات لم أعرفها بعد
حيث يمكن للحنين أن 
يصبح ربيعًا
والألم زهرة تتفتح في داخلي
والحب ملاذًا لا يعرف الغياب. 

_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)

ليست هناك تعليقات: