السبت، 13 ديسمبر 2025

مقال تحت عنوان{{شدة الإدراك لعنة}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{رشيد الموذن}}


شدة الإدراك لعنة 

حق الشعوب هو ان تعيش بحرية وكرامة وتكون شريك فعلي في الإزدهار والنماء . وفي وضع استراتيجي مريح بين الدول، برغم كل المعانات التي عانت في المدى البعيد أو تعاني منها على المدى القريب...
من المعلوم، الغدر لا يأتي من بعيد، ولا اللوم يقع دائما على الغريب ،
قد يولد من جوانب أقرب، من أولائك الذين يخونون القسم،
الشعوب هي الميكانيزم الوحيد الذي تقوم عليه الدول، والفرد الوحيد قد يدافع عنها، وفرد أو مجموعة هي من في الغالب  
تمد أياديها خناجير للطامعين؛ حتى يساندوهم في مد السرعة التي تتجاوز حدود الإمكانيات لتدفع للترنح أو الميل حد السقوط
والأقسى من ذلك الطعنات لا تأتي إلا ممن أعلم من طرف هاؤلاء موضع القلب...
كما جاء على لسان نجيب محفوظ...("‏أعداؤك دائماً من حولك، لا يوجد غريب يتمنى لك شراً. )  
الحقيقة الدول لا المطيعين ولا المعارضين تهتم بهم إذن؛؛ 
اتدري لماذا؟! 
لأنه في عالم العلاقات بين المواطن والدولة، يقدم  خياران متناقضان؛ إمّا هناك مواطن مطيع يذوب في المجتمع، أو مواطن معارض يحاول ان يفرض نفسه بشكل من التعبير . 
لكن الحقيقة أنّ كلا النموذجين لا يرضي الوضع، لأنهما في جوهرهما أدوار مصطنعة لا تعكس المواطن الحقيقي خلفهما. وكلاهما ذرات متناثرة تنثرها الدول وتجمعها متى تشاء ...
اولا:    المطيعين يعيشون لإرضاء الدولة فحسب، بلا موقف، بلا استقلالية.
يقدمون أنفسهم كظل، كمجموعة نسخ باهتة، وكأن وجودهم مرهون بالرضا فقط. وهذا طبعا للحصول على بعض الامتيازات،
لكن الطاعة المفرطة تُفقدهم جاذبيتهم، لأن الدولة الوازنة لا تبحث عن تابعين، بل عن شركاء النهصة . 
المطيعين يظنون أنّ التضحية المطلقة هي الخلاص، بينما الخلاص الحقيقي يحتاج إلى قوة حضور خالص ونزيه ومشاركة حقيقية فعالة تواقة للنهوض بالمجتمع، والرفع منه عقليا بالعلم والمعرفة وبدنيا بالصحة ونفسيا بما فيه الأمن والأمان، مع الحفاظ على الركائز الأساسية  القيم الإنسانية والهوية الذاتية، لا إلى ذوبان سخيف.
ثانيا:           المعارضين يحاولوا فرض أنفسهم احيانا بنوع من العناد، فتختزل العلاقة حينها إلى ساحة فرض سيطرة.
يظنون أن التعبير تضحية، وأنَّ المواجهة هي الجاذبية.
لكنه في الحقيقة هذا المعنى يخلق علاقة مشوّهة، من حيث تختزل كلمة دولة في دور (التسلط). 
وهذا الامر قد يثير الفضول لحظة، لكنه سرعان ما يُفقد الأمان، لأن العلاقة مع هذا الوضع تتحول إلى معركة يومية تشوه الذهن الجمعي .
من حيث المطيعين يفقدون أنفسهم في خدمة الدولة لا المجتمع.
والمعارضين أيضا يفقدون أنفسهم في خدمة المجتمع لا الدولة. 
والدولة ساعتها تهيمن على المجتمع في خدمة نفسها فحسب .
لذلك تجد الكل يقدم صورة ناقصة، لا تكتمل فيها المعادلة الإجتماعية. التي لا تبحث عن الطاعة ولا عن المعارضة، ولا التسلط، بل تبحث عن اتزان قوي .
يعمل على ان تكون هناك قوة بلا قسوة طرف على آخر، ولطف بلا ضعف من أحد.     
ترفض الثنائية نفسها، من حيث ينبغي أن يكون العمل على ضمان اطار تشاركي يجعل من المواطن "مواطن حقيقي" فاعل مشارك، ليس له دور اجتماعي جاهز ومعد، ينظر اليه كمستهلك .
نعم فالجاذبية لا تأتي من الطاعة ولا المعارضة، ولا من السيطرة، بل من الصدق الداخلي، من مواطن يعرف نفسه وما له وما عليه، ودولة تعمل في حدود ما لها وما عليها كي يقف الجميع بثبات أمام هيمنة القوى الخارجية .
أما وإن لبست الطاعة والمعارضة كلاهما أقنعة. فهذا يعني تتعمق الدولة في إحكام القناع على وجهها 
ثم تتصرف كجلاد، مضطرة طبعا بوجه حق ان تتصرف الاثنين في لحظة واحدة، تعطي الحق وتتسلط؛ بمعنى أوضح؛ تختار بحكمة متى تكون حنونة، حسب الظروف والمناخ العام الإقليمي والدولي،  ومتى تكون صارمة حتى وان اخل جهاز ما من جهازها بنظام....
ختاما ينبغي في كل تحليل موضوعي الأخد بعين الإعتبار الوضع الإقليمي والدولي؛ لان لهذا العالم مجلس، الذي جرى الحديث عنه بشكل مريب في الآونة الأخيرة فيما يخص ما جرى ويجري في الشرق الأوسط، وتحديدا غزة، والذي اتضح جليا ان العالم يرأسه قوى عظمى لا شك، لذا فهو محفوف بالمخاطر، صحيح يضم عددا من الدول، لكن غير وازنة، إنما غالبيتها تابعة، والقوى العظمى هي من تشكل الحكم الحقيقي في العالم، مسلطة حق النقد " الفيتو" وهذا الذي ينبغي التوقف عنده، أظن أنه مرفوض بالنسبة للشعوب، فهو شكل من أشكال الوصاية، ويذكر بالانتذاب العالمي منذ مئة عام إلى اليوم في انتظار التحول في هذا المخاض الجديد لتصارع القوى ... 
وفي ظل هذا الصراع الحزين
تعيش الشعوب  أيامها كما لو أنّها تلمس الحياة من خلف زجاجٍ ملون سميك ضد الرصاص 
ترى نفسها 
لكن لا تستطيع الوصول إليها ...

#يومبات #تدوينات #خواطر #تأملاتفكرية #تصورات #قراءات #مقالات #كتابات .

@إشارة 
إشارة الأصدقاء 

Everyone Products 

ليست هناك تعليقات: