الثلاثاء، 9 ديسمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{قَارِئَةُ الكَفِّ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{مُحَمَّد تَوْفِيق}}


قَارِئَةُ الكَفِّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَعْطِينِي الكَفَّ الأَيْمَنَ
اِسْتَقْرِئْ مِنْهُ الأَخْبَارَ
فَخَطُّ حُبِّكَ مَرْسُومٌ
وَتُحِيطُهُ بَعْضُ الأَسْرَارِ
فَرِحْلَةُ عُمْرِكَ أَبَدِيَّةٌ
تَحَارُ فِيهَا الأَفْكَارُ
اُضْمُمْ الكَفَّ وَأَبْسِطْهُ
كَيْ تَظْهَرَ كُلُّ الأَسْرَارِ
وَأَعْطِينِي الكَفَّ الأَيْمَنَ
اِسْتَقْرِئْ مِنْهُ الأَخْبَارَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العُمْرُ فَوْقَ الثَّلَاثِينَ
وَرِحْلَةُ عُمْرِكَ قَدْ فَاقَتْ
العُمْرَ بِمِئَاتِ سِنِينَ
وَلَمْ تَجْنِ غَيْرَ الأَحْزَانِ
وَلَمْ يَطْرُقْ بَابَكَ إِنْسَانٌ
فَتَارَيخ حَيَاتُكَ يبْدُو
أَحْلَامًا تَتْلُوهَا أَحْلَامٌ
أَوْهَامًا تَعْقُبُهَا أَوْهَامٌ
لَمْ تَنْعَمْ أَبَدًا بِسَكِينَةٍ
وَبَحْرُ العُمْرِ بِدُونِ شِرَاعٍ
وَعَشِقْتَ أَعْرَاسَ البَحْرِ
وَلَكِنَّكَ دَوْمًا يَا بُنَيَّ
تُفْرِدُ أَشْرِعَتَكَ لِلإِقْلَاعِ
لَمْ تَرْسُ يَوْمًا بِمَدِينَةٍ
وَدَاوَمْتَ بَنِيَّ التِّرْحَالَ
فَكَيْفَ لِلْحَجَرِ الدَّائِرِ
أَنْ تَنْمُوَ عَلَيْهِ الأَزْهَارُ؟!
اُضْمُمْ الكَفَّ وَأَبْسِطْهُ
كَيْ تَظْهَرَ كُلُّ الأَسْرَارِ
وَأَعْطِينِي الكَفَّ الأَيْمَنَ
اِسْتَقْرِئْ مِنْهُ الأَخْبَارَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غرَفَاتُ القَلْبِ خَاوِيَةٌ
بِرَغْمِ طُولِ الأَسْفَارِ
وَخَرِيفُ العُمْرِ يُوَاتِيكَ
بِرَغْمِ هُطُولِ الأَمْطَارِ
فَخَطُّ القَلْبِ مَوْصُولٌ
وَالْعَجَبُ أَنَّ حُجُرَاتِهِ
مَمْلُؤَةٌ بِأَحْلَى الأَشْعَارِ
كَلِمَاتٌ تَتْلُو كَلِمَاتٍ
لَا تَمْلِكُ غَيْرَ الكَلِمَاتِ
لَا يَمْلَأُ قَلْبَكَ يَا وَلَدِي
سِوَى مَلَايِينَ العِبَارَاتِ
مِسْكِينٌ مَنْ يَمْلِكُ قَلْبًا
تَمْلَأُ حُجُرَاتِهِ الكَلِمَاتُ
لَا أُنْثَى طَرَقَتِ البَابَ
فَعَاشَ أَحْلَى اللَّحَظَاتِ
وَلَا خَفَقَ القَلْبُ لِرُؤْيَاهَا
وَلَا جَبَلُ الثَّلْجِ قَدْ ذَابَ
كَلِمَاتٌ تَتْلُو كَلِمَاتٍ
لَا شَيْءَ غَيْرَ الكَلِمَاتِ
اُضْمُمْ الكَفَّ وَأَبْسِطْهُ
فَبِوُسْعِكَ أَنْ لَا تَخْتَارَ
وَأَعْطِينِي الكَفَّ الأَيْمَنَ
اِسْتَقْرِئْ مِنْهُ الأَخْبَارَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَمْوَاجٌ تَتْلُو أَمْوَاجًا
وَرِيَاحٌ تَتْبَعُهَا رِيَاحٌ
وَسَافَرْتَ عَبْرَ القَارَّاتِ
وَظَلِلْتَ شَرِيدًا سَوَّاحًا
طَرَقْتَ أَبْوَابَ المَجْهُولِ
لَكِنَّ فُؤَادَكَ مَا ارْتَاحَ
فَكَيْفَ تَبْحَثُ عَنْ نَجْمٍ
وَقَدْ ضَاعَ مِنْكَ المِلَّاحُ؟
مَجْنُونٌ مَنْ يَبْحَثُ عَنْ شَيْءٍ
وَيَجْهَلُ أَيْنَ العُنْوَانُ
لَا يَعْرِفُ حَتَّى أَوْصَافَهُ
وَيَنْسَى فِعْلَ الأَزْمَانِ
لَا يَعْرِفُ حَتَّى مَوْطِنَهُ
أَوْ مَتَى يَحِلُّ بِمَكَانٍ
فَالحُبُّ لَدَيْهِ تَأْشِيرَةٌ
تُدْخِلُهُ جَمِيعَ الأَوْطَانِ
اِسْحَبْ كَفَّيْكَ يَا بُنَيَّ
فَالحُبُّ الطَّاهِرُ وَالصَّادِقُ
مِنْ أَحْلَى عَطَايَا المَنَّانِ
وَمِنْ أَحْلَى مَزَايَا الإِنْسَانِ
مَنْ يَمْلِكْ قَلْبًا لَا يَنْبِضُ
صَدِّقْنِي لَيْسَ بِإِنْسَانٍ
صَدِّقْنِي لَيْسَ بِإِنْسَانٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شِعْرٌ / مُحَمَّد تَوْفِيق

مِصْر – بُورْسَعِيد 

ليست هناك تعليقات: