الجمعة، 5 ديسمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{رحيل و مراحل}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{سمير بن التبريزي الحفصاوي}}


*رحيل و مراحل ...!!!

مر  العمر سريعا...!!!
وماض فينا العمر قطار...
والشمس مالت الى العصر 
وولى النهار والظل إستدار... 
وطال وطال... نحو الغروب
 و نحوالأصيل...! 
العمر مر وولى...! 
ولم يبق فيه غير القليل...! 
في رمشه عين وردة طرف 
و بين يوم وليل...!
 بتنا على مشارف بيت اليسار...!!!
العمر حلقات من مسلسل...! 
أفلام وأدوار تدار...!!!
لكل مراحل العمر  لون وطعم... 
ولكل عشر تضاف جديدة في العمر
آثار... وآثار....!!!!
وفيها ٱكتشاف جديد السبيل...!
العشرينات من العمر معروف عليها
شروق لشمس النهار...
 فيها ٱنفلاق الحب و النوى... 
والشمس تزهو عند الضحى...
 هي بدايات تتفتح فيها الورود
 فراش رحيق و ونحل وأزهار ...!
والمرج فيها يلثم عبير الصباح 
تداعبه الشمس خيوطا ولمعا
والطلع فيها غض بهي...!!!
بقطر الندى يزداد ٱخضرار...
إنبات و عشب ندي...
أما  الثلاثون من العمر نشاط...
هي ٱنطلاق نحو الحياة... 
الثلاثون حيويه ونشوى ونار لظى ...!
 قوة وإقدام وعزم...!  
الثلاثون يا إخوتي علم في رأسه نار..! 
اما الأربعون فيها  بلوغ الأشد... 
فيها ٱكتمال النضوج والرشد...
يتوضح فيها الطريق نحو الحياة
وقرار ٱختيار المسار...
والخمسون ذروة العمر والعقل
و قمة النضج و صواب القرار 
أما الستون  فدار الرجوع...!!
ودار الذبول بعد الينوع....!!
ودار النزول وبيت الخمول...!!!
وبيت الخريف وأيلول...!
ينفض العمر فيها أوراقه بلون الصفار ...
ويأتي في الستين  تشرين الحزين...!!
بعتم وطول الليالي والبرد والغربة... 
يكون قد فعل فعله فينا طول السنين
وطول الأمد وطول المدى...
 وبعد النشاط وعبق الزهر والشذى
ولونها الزاهي والحالم...
 نكبر ويسكن البرد عند المفاصل...! 
 فيشتد ألم الظهر والعظام...!
في هذا العمر الماضي فين سدى
تشتم مكان العطور والطيب 
وعبق أيام  الشباب...
رائحة الأدوية والمراهم... !
فهذا المرهم صالح لبرد الركب..
للظهر والكتف والساق...
ونافع جدا لآلام العظام...!
مصنوع من السرو...والسدر...
 والحنظل  والإكليل والزعتر...
الستون عمرا لابد ان نقلل فيه الشحم
 والملح... والسكر...والسهر...!!
لازاما علينا  أن نحتمي...
ونأكل اليقطين فانه نافع للهضم...! والجرجير وما في الخضر 
 من نافع  أخضر...!!!
عمر نجمه  الذي بات آفلا...
 قد شارف على إ نهاء جميع المراحل
فيه بداية الطنين في الأذن...!
وهو دار الأفول بعد السطوع
والنسيان والقصر في النظر 
من بعيد وقريب...!!!
و النسي والتعب والوهن العجيب الغريب
الستين  هي المنعطف نحو اليسار
وتأتي السبعين ليزداد الغبار غبار...!
السبعين بيت التلف وبيت الوهن.. 
وبيت  الركون لركن  من البيت والدار...
 و تأتي الثمانون تهن فيها العظام 
ويكثر  الصمت والركون و يقل الكلام... 
وينتكس العمر فيها برعشه في الأيادي 
وفقد الشهيه لكل ألوان الطعام...!!! 
الثمانون بيت ٱغتراب يقظ بين النيام...! 
فيستيقظ فينا طفل مشوه...! 
بين الشيب والتجاعيد والتعب...
غريب  بلا حضن أم و لا حضن أب..!
طفل بعمر التسعين عام...!!!!؟ 
يبكي لا باكي له...!!! 
يحن لعمر مضى وٱنقضى 
ونجمه  الذي بات آفلا
 قد شارف على انهاء جميع المراحل 
ويمضي  سفر القطار...
والشمس  تهاوت الى العصر 
وولى النهار والظل إستدار 
وطال نحو الغروب ونحوالأصيل 
العمر مر وولى...!!! 
ولم يبق فيه غير القليل...

- سمير بن التبريزي الحفصاوي

-(( بقلمي))✍️✏️🇹🇳 

ليست هناك تعليقات: