/قد طال ليلك/
قد طال ليلك ما عساي أقولُ
جف الصباح وأطفيء القنديلُ
قومي الذين توارثوا شمس الضحى
تبكيهم الأمجاد وهي طلول
أنا مذ ولدت إلى المحال مسافر
أبغي الوصول وما هناك وصول
عيناي ميدان الدموع ففيهما
الدمع يصرخ شاكيا ويجول
لم يبق في ليل العروبة نجمة
لم يبق في هذا الظلام دليل
كل الدروب بوجه فجري أغلقت
لم يبق إلا في دمشق سبيل
هل تعلمون على المعابر ما جرى
والموت بين الساكنين نزيل
وعلى السفوح الباكيات فواجع
وعلى التخوم الداميات فلول
والثائرون بليل غزة أنجم
يأتي الصباح ومالهنّ أقول
والعرب منهم ناصحون ومنهم
متعقل ومشارك وعميل
وقفوا بصف المعتدين تعقلاً
حتى تحير فيهم المعقول
لا تعرف الخجل القليل وجوههم
سقط القناع وما هناك خجول
يا أمة العرب المغيّب وجهها
وتقودها نحو الهلاك ذيول
إن كان جلّ الزارعين كأمجدٍ
رباه كيف سيصبح المحصول
الليل في بلد المعابر عابر
والليل في مصر هناك طويل
مصر العزيزة بالوفا مشغولة
وببيعها فرعونها مشغول
الذل عشعش في ملامح وجهه
والعار فوق جبينه مجدول
باع الخليلي والقناة بدرهم
والمشتري مستقبل مجهول
ما وجه مصر ما أراه وإنما
مصر الفتاة تغيّرٌ ونحولُ
فمتى ستنتقم القناة لضيمها
والنيل في وجه الطغاة سيول
فالنيل اقسم أن غزة لا تمت
ما دام يجري في الصعيد النيل
والرمل يعتزم النهوض لأنه
بدماء من ضحوا بها مجبول
والنخل أقسم أن يظل مجاهداً
مادام في بلد الرسول نخيل
والغرب صناع الحضارة عندهم
يُعفى الجناة ويحكم المقتول
من لم يطابق قوله أفعاله
ماذا يفيد كلامه المعسول
هو منطق التاريخ يحكم بيننا
الظالمون وليلهم سيزولُ؟
جئناك بالشعر الجريح تأسياً
والشعر فوق رؤوسنا إكليل
فالشعر يفتتح النزال كأنه
من صدر كل الثائرين رسول
والشعر يقتحم الحصون كفارس
الشطر فيه مهند مصقول
والشعر يشعر تحت أجنحة الدجى
مثل الكواكب أنه المسؤول
فينير للشعب الطريق وماله
عن ساحة الشعب الأبي بديل
ما قيمة الشعر المعيل لأهله
إن كان نحو الظالمين يميلُ
الشعر إما للنهوض بأمة
أو أنه قبل اللقاء رحيل
مهما الأعارب بدلوا وتغيروا
فهناك وجه في دمشق أصيل
أم المدائن قاسيون جبينها
والغوطتان لصدرها منديل
والشام شريان العروبة مالها
بين العروق النابضات مثيل
والشام من زكى النبي ترابها
وأضاءها القرآن و الإنجيل
والشام تاج للعروبة مالها
عن هامة المجد الرفيع نزول
والشام مفتاح اللغات بجيبها
والمجد عن قسماتها منقول
والشام لا شيء يطاول وجهها
فالله يحفظ وجهها ويحول
/ليلى بلا وطن/