🎀 القشعم 🎀
أيها المندمل تحت لباس الصوت
متى يؤذن إليك التفاظاً بالمواعيد
يومٌ ما سنخطر على بال الذكرى
فستأتي نبوءة الصّور شواهداً
برسالات الصفير وأنباء اليقين
سيُنفخ جهرنا بالأنواء طولاً وعرضاً
ومن حدر الزمن القديم !!!
حتماً سيأتي البشير بقميص النهار
ذو الأكمام المُلبدة بحمرة الشفق البريء
فتُنحَر الكباش على أصابع الماء أضاحٍ
كشرانق المطر تولد في كنف أبريل
من رحم مزنة لم يمسسها قبلاً
عصفُ ريحٌ وابل
حينئذْ : سيكون لنا عهدنا المنفلت
من حزمة البرق وتغاريد الصقيع
وقتئذْ : ستكون لنا ساعتنا المصون
التي لم تؤد بمحيكة الأعراف والصرائف
يومئذْ : سنعتاد المثول طيعاً
أمام غِرة الضوء المُتقد
من فوهات السِنا والكواء
عندئذْ : سيقطع الحلم شوطه
فالمكوث سفرٌ عقائدياً
عُلق على بارحة الأثين الرطب
☆☆☆☆☆☆
هناك أرتباك واضح
في مراسيم الذكرى
كلانا ؛ يحمل وشم الآخر
يحمل بعضينا مؤنة الآجر
ننثر الدرب نذور الماء والطين
ونتسائل عن ماهية الهاجس ؟؟؟
متى يَّكُ أنفلاتنا من قرطاس المقبرة
وضحكة الدفان القاتلة
كأنه يُحيّي مقيماً مونولوجاً عظيم
يُرقي لشعيرته الحيات والأصِلَة !!!
من منا سيعدو صائلاً مزمجراً
يخزق جربة الحاوي من خلف رداء الخوف
يستطلع سن الذهب قاصياً
تحمل أبتسامته العريضة ليالي الشتاء
وتباشير العيد وأحلام المساء
من سيحرز كف القبض على مفردات الودق
يُنقب عن ظهوري المزمع
يكشف عني طاقية اخفائي المريبة
ما عاد النظر في عيني يغتسل بماء الموق
أن عكفت أغتراباً في بئرٍ دارسة
لا لأمرٍ مدقع فِيَّ ؛ سوى !!!
أنتظارٌ طويل لبعض السيارة قد تنتشلني
☆☆☆☆☆☆
وعن سِلال الزنابق في حرارة التنور
لم تكن المصادفات خياري
وماء الشباب خرير يجفُ في ثدي القارة
كل شيء بات منزوع المذاق
والأزهار يشوبها لفع وأحتراق
من سأُهديه فسائلي إن نَضُجَت
على جرف "التعميد" ؛ ويهدينِ
يتلو مرتلاً مراسيم النهاية باسماً
كارصاً حتى النخاع ؛ ويروينِ
أنتزع خمار الوقت من ذقن المفكرة
أتلو على حائط الوقت مغارمي
أكشف عن أبتسامة مرت تائهة
دشن لمياوتها لمعان كالخزف
بريقه زئبقاً من ثمة البرد
أكادُ على وشكٍ ؛ أن يلتهمني ألتهابي
أن أحترق تحت الصفر
فكل من حولي ثَوّوَا أنفال بدوٍ رُحَلِ
وتفشوا ذرعاً تحت خماد الخمر
وصقيعُ اللقاءِ ؛ كان باردٌ
يوم التقى بنا النسيان صخباً
آه يادرة الأحلام في الخيلاء
باءت خرساء حبيسةً بذات المقل
☆☆☆☆☆☆
عِمتُ السُندُسَ نحو عينيكٍ طائراً
أيتها الدنيا الدنيه ....
هل لي بقبضةٍ من وجنتيكِ
أن تُبَّثَ الثقة في نفسي غانماً
بنظرة ناهدة تغصُ في محجرين غائرين
وأبتسامة اَبتئاسٍ كأمرأة ثاكل تضحك
يفتضحها النور من عينٍ بالغم غائصة
وأني حيث الزعامة قشعماً
سالمٌ من صنوف الحرب عائد
أُطفِئ بك وهجاً كالسراب مائعاً
أعودُ جُنديٌ ببزةٍ تغطي حراشفه المتخدشة
وسدارةٌ سمراء دمس لونها زيت الطين
أعودُ جُنديٌ كالجندب القَبُّوط وعيناه الفضيتان
سكن في بؤبؤتيهما نسيجاً كبارود الفجر
برائحةٍ لا تشبه عبق الصندل
أقذف بمخالبي حجراً
من حقول عُنيَت بزراعة الملح
ارسخ عندي عقيدة البقاء فاضلاً
أُطفِئ وهجاً كالسراب مائع
☆☆☆☆☆☆
بالأمسِ كنتُ سقاء الصحارى
أ ؟ من بعد الجفاف !!!
يشكو البحر قطر الندى
هل مازال التيار حره طراد
في زردوم الأصطبار
يصهل في أديم ظهري لجام النار
هل مازلتُ ضبياً
تقنصُ بي ذات الشعاب
تتقد يومٌ فيوماً بي للدهرِ مآل
والتمنع في أنية المحال
قدرٌ توكيده مُحال
بل محقٌ ؛ وقدحٌ ؛ واحتلال
وقصد وانتحال
وطائلة الأقدارِ نحو المجهول طولى
تعد تسلسلي فيها بائناً
على تراكم الأحوال تتفاقم الأجيال
☆☆☆☆☆☆
وعن وطري
إلى هنا سينتهي زمن الصبابة
وها هنا سيركن على البّرُ القحيل
عامود الصبا
وتفيق عاطفة الردى
ويتحلل جدار العمر
ويَعُّم التعفن برائحته الاُفقات
فأين الألوان التي سيقت ذات لباسٍ
وأبدان زينت بهجتها رغوة الربيع
والأزهار التي تراقصت عليها
أجنحة الفراشات وأنغام اليعاسيب
لا علم لي !! هل كان خياري
الكل يتخلى عن أصطياف الخميل
وشاعوا أزدراءً بعدما جف رضبَ مائي
وتناثر بالأفول عمر الربيع
لا علم لي !! هل كان خياري
فألى متى عن أسويائي باقي وحيداً
بين الثرا والثرايا سابحا
يعتريه شبه البقاء بلا قرار .
قيس كريم
جمهورية العراق
٣/٩/٢٠٢٠