يَـا اِبْــــــــنَ الصِّيَــــــــامِ
أَخَافُ عَلَيْكَ أَيَا اِبْنَ الصِّيَامْ **إِذَا مَا اِنْتَهَى الشَّهْرُ شَهْرُ الصِّيَـامِ
وَأَحْسَسْتَ فِعْلًا بِأَنَّكَ حُـــرٌّ **وَقَدْ عُدْتَ فَوْرًا لِكُــــــــلِّ حَــرَامِ
وَأَنَّ الْغَدَاةَ زَمَانُ التَّلَــــــهِّي **بِكُــــــلِّ الَّلذَائِـــــــــذِ دُونَ اِلْتِزَامِ
وَلَيْسَ يَلُومُكَ مَنْ قَدْ يَــرَاكَ **لِأَنَّ الصِّيَــــــامَ اِنْتَهَى بِالتَّمَــــــامِ
*********************
وَفَاتَكَ أَنَّ صِيَامَــــكَ هَـــــــذَا **كَشَمْسِكَ لَاحَتْ عَلَى طُولِ عَامِ
جَمِيعُ الشُّهُورِ عَدَا رَمَضَــــانٍ **يُعَلِّمُهَــــــا رَمَضَانُ التَّسَــــامِي
فَإِمَّا بَقِيتَ أَيَـــــــــا اِبْنَ الصِّيَامِ**نَقِيًّــــــــا كَمَا كُنْتَ عِنْدَ الصِّيَامِ
تَصُومُ عَنِ الْمُنْكَرَاتِ جَمِيعًــــا **بِكَبْحِ الِّلسَــــــانِ وَمَسْكِ اللِّجَامِ
**********************
تُرَبِّي الْفُؤَادَ عَلَى حُبِّ غَـــيْــرِ**كَ مِنْ فُقَرَاءَ بِــــلَا أَيِّ حَــــامِ
تُحِسُّ بِمَا قَدْ أَحَسُّوا وَقَاسَـــــوْا **فَتُمْسِي عَطُوفًــــا حَبِيبَ الْأَنَامِ
شَفِيقًا بِهِمْ ثُمَّ تَحْنُـــــــو عَلَيْهِمْ ** بِشَيْءٍ مِنَ الْمَالِ أَوْ مِنْ طَعَامِ
حَبِيبًـــــــا إِلَيْهِمْ وَتُهْدِي الْهَدَايَا **فَتُعْفَى الْجُيُــــوبُ مِنَ الْاِنْخِرَامِ
********************
حَذَارِ مِنَ الْقَوْلِ مَا لَيْسَ يُجْدِي **وَأَنَّكَ حُـــــرٌّ بُعَيْدَ الصِّيَـــــامِ
وَتَفْعَلُ مَا قَــدْ تَشَاءُ تَمِيــــــــلُ **إِلَيْهِ وَتَزْهُو بِدُونِ اِحْتِشَـــــــامِ
مِنَ اللَهِ طَبْعًا وَمِمَّـــــنْ تَحَلِّى ** بِإِيمَانِــــــهِ نَحْـــــوَ رَبِّ الْأَنَامِ
تَقُـــولُ: اِئْتَمَرْتَ بِأَمْرِ الْإِلَــهِ **طِــــــوَالَ الثَّلَاثِينَ دُونَ اِنْفِصَامِ؟
********************
لَرُبَّ اِعْتِذَارٍ قَبِيحِ الذُّنُوبِ **يَجُرُّ اللِّعَــــانَ وَأَقْـــــوَى مَــــلَامِ
فَكُنْ وَاعِيًا بِصِيَامِكَ هَـــذَا **وَمَا قَــــدْ دَعَــــاكَ إِلَى الْاِلْتِـزَامِ
وَلَا تُطِع ِالسَّيِّئِينَ لَدَيْـــــكَ **وَتَبْقَى ضَحِيتَّهُمْ دُونَ حَــــــــامِي
وَتُغْضِبُ رَبَّكَ بَعْدَ الصِّيَامِ **وَتَنْسَى الدُّرُوسَ الَّتِي فِي الصِّيَامِ
*********************
تَأَنَّ تَحَلَّ بِصَبْرٍ وَعَزْمٍ **وَجَاهِدْ فُؤَادَكَ قَصْـــــــــــــدَ النِّظَامِ
وَوَاصِلْ عَلَى ذَا الْمَسَارِ مَسَارَ**كَ لَا تَسْتَجِبْ لِدُعَاءِ الِّلئَـــــامِ
إِذَا مَا أَرَادُوكَ نَهْجَ النَّوَاهِي**كَمِثْلِ الْعَوَائِــــدِ عِنْدَ الْخِتَـــــــــامِ
تَحَاشَ دُعَاهُمْ تَحَاشَ أَذَاهُمْ **بِدُونِ عِـــــدَاءٍ وَدُونَ خِصَـــــــامِ
************************
وَقُلْ لَهُمُ فِي تَمَامِ الْهُـــــدُوءِ **هَدَانَــــــا الْإِلَـــــــهُ لِنَهْجِ الْكِرَامِ
فَإِمَّا مَضَى شَهْـــرُهُ لَا يَنَـامُ **بَلَى هُوَ يَعْزِفُ عَنْ ذَا الْمَنَـــــامِ
يُطِلُّ عَلَيْنَا هُنَا أَوْ هُنَاكَ **وَيَعْرِفُ فِعْلَتَـنَـــــــــــا فِي الطَّغَامِ
وَمَا غَابَ عَنْهُ مِنَ الْعَبْدِ سِرٌّ **فَإِنْ مِنْ حَلَالٍ وَإِنْ مِنْ حَــرَامِ
******************
فَخَالِقُنَا مُدْرِكٌ كُلَّ شَيْءٍ **إِذَا مَا اِحْتَقَرْنَا عَظِيــــــــمَ الْعِظَامِ
وَكَيْفَ نُقَابِلُهُ فِي الْمَعَادِ ؟**وَهَلْ سَوْفَ يَرْضَى قَبُولَ الظَّلَامِ؟
فَإِنْ شِمْتَ مِنْهُمْ جَوَابَ اِقْتِنَاعٍ **وَإِلَّا اِبْتَعِدْ دُونَ أَيِّ صِــــدَامِ
فَهُمْ أَسْفَلُ الْقَوْمِ لَيْسُوا سِوَاهُمْ**وَأَنْتَ أَرَاكَ رَفِيعَ الْمَقَـــــــــامِ
عبد المجيد زين العابدين
تُونِسُ فِي يَوْمِ الْأَرْبَعَاءِ الثَّلَاثِينَ مِنْ رَمَضَانَ
سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَأَلْفٍ هِجْرِيًّا الْمُوَافِقِ لِلثَّانِي عَشَرَ (12)
مِنْ مَايَ(=أيَّارَ ) سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَأَلْفَينِ(2021)