المزاج السيئ والامر العادي ...
لقد تمت مهاجمتي من بعض المتابعين على أني لا أرضى بقضاء الله .
( حاشا لله أن يفهم من مقالي عدم الرضا بقضاء الله وقدره ولكن أتحدث عن من سلبوا حقوقك وألزموك بالشكر والعرفان )
أنا لا أعمل إذن أنا مزاجي سيئ ، لابد ان اجد فرصة عمل حتى أتزوج ، حتما سأكون سعيدا .
وبعد أن وجدت فرصة عمل في إحدي الشركات الكبرى سعدت حينها سعادة بالغة ، وبعد إنخراطي في العمل والإعتياد على الروتين اليومي ، وجدت أن مزاجي لم يعد سيئ ، ولكن ما وجدته أن مزاجي أصبح في مرحلة الأمر العادي !!
أوليس من حقي و من الطبيعي أن أحصل على فرصة عمل .
لاحظ مديري هذا وأنني فقدت شغفي وحماسي لاحظ أن مزاجي لم يعد سيئ ولكن لست سعيدا ، لاحظ انني في مرحلة المزاج العادي.
قرر مديري أن يرقيني لذيادة راتبي حينها فرحت قليلا ولكن ليس مبهرا لأن من الطبيعي أن أترقى نظرا لسنوات خبرتي وحينها أدركت أنه العادي .
تزوجت بعد فتره وكنت سعيدا جدا ، ولكن إكتشفت بعد فترة أنه العادي ومن الطبيعي أن أتزوج فأنا ما قدمت شيئ للبشريه أكثر من العادي .
وهبني الله البنون وكنت سعيدا سعادة بالغة لا توصف وبعد الإعتياد عليهم وعلي مطالبهم التي هي حقهم على ، واحمد الله عليهم وأدعو الله أن يبارك فيهم ، وجدت سرعان ما تحول للعادي ايضا فما فعلت شيئ لم يفعله أحد من قبلي .
كنت اسكن أنا وأولادي في منزل والدي ، وتعسرت كثيرا أن أحصل على منزل خاص بي وبأسرتي وبعد معناة قد جائتني الفرصة وحصلت عليه ولكن هذا ايضا عادى ، اوليس من حقي وحق كل مواطن أن يحصل على مسكن خاص .
إعتدت على رؤيه الحي الذي أسكن فيه إنه سيئ ولا يوجد به أي خدمات والشوارع تحتاج الي إناره والي صيانه أيضا فالطرق متهالكه ، إنه امر مزعج للغايه .
وسرعان ما تبدل الحال وأصبح من أفضل الأماكن في المدينه لقد تمت إناره المصابيح وتمت صيانة الطرقات لربما سكن بالمنطقه أحد المسؤلين الكبار ، ولكن مازلت في مرحلة العادي اوليس من الطبيعي أن يكون هكذا .
استدعاني مديري ذات مره وكأنه أراد التحدي ليبدل مزاجي وقال لي هذه المره سأحول مزاجك من العادي الي الإنبهار من فرط السعاده التي ستحدث لك .
إنتبهت لكلماته بشغف وقلت ما الأمر سيدي .
قال ان اليوم بالنسبه لي ليس عادي لقد حصلت على ترقية أكبر ورشحتك لتحل مكاني بمنصب المدير العام وستصبح من يضع الخطط واللوائح ستكون الآمر الناهي في كل شيئ .
وعند جلوسي علي كرسي القيادة وجدته ربما أقل من العادي أوليس من حقي أن أجلس عليه منذ عده سنوات نظرا لخبراتي وعلمي أوليس من حقي أن أكون مديرا لولا وجود المدير السابق بهذا المنصب أكثر من اللازم .
فحينما تحارب من أجل حصولك على الأمر العادي والطبيعي وتقاتل من اجل الحصول على حقوقك فاعلم أن أحدهم سبقك وسرق حقك ، وحينما يقرر انه يعطيك جزء من حقك وكأنها هبه أو عطية منه للدرجة التي يتوقع منك انك ستكون سعيدا ولزام عليك شكره ، كيف أشكرك وأنت من سلبني حقي وتسببت بضياع عمري لاهثا وارء شيئ من
المفترض أنني أحصل عليه ولا أبحث عنه لأنه حقي وملكي ،
فإذا فرحت بروجع حقوقك المسلوبه وتشكر من أرجع لك هذا بصور الهبة والمنة والتفضل عليك بالقدر الذي يتوجب عليك الشكر والإمتنان فاعلم انك تعيش في مجتمع غير سوي.
أما إذا كنت تريد إيصالي لدرجه الإنبهار فلن أصل إليها إلا وحقي كاملا بين يدي ثم بعد ذلك أي شيئ خارج عن قوانين الحقوق المسلوبه ، سيكون مبهرا وإن كان فنجان من الشاي أو القهوة طالما لم يسلب مني من قبل وحصلت عليه بإرادتي حتما سيكون ممتع ومبهر بالنسبة لي .
A.A.kH
............................................................................
للتكريمات فضلاً وليس أمراً وأشكركم لذلك
الاسم / أيمن أحمد خلف
الصفه/ مدرب تنمية بشرية
LIFE COACH
البلد / مصر
A.A.KH