السبت، 21 سبتمبر 2019

قصيدة{{بين الامس واليوم }} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الاستاذة {{ميرال ريم}}

بين الامس واليوم
تعتريني ذكريات بلا وجل
اغتربت من كانت لي الروح
وباتت جدارية بلا امل
انحت الوجه على صخر
لعلي ارى طيفها
يمر بناظري 
خيال جامح اتوق 
لمحياها البهي
ياليت لزمن ان يعود 
ويقتفي على مرأى حبببتي
فالترحل كل الاحرف
ولتسجد الكلمات لهول 
شوقي ارتدي ثوب الحداد
واتقن فن الرسم
امرر بريشة قلبي
على ملامحك الجميلة
يلامس رمشك روحي
فتتوه العبارات
وتذرف الدموع
ايتها الاميرة
عودي لاحضاني حبيب 
مات قلبه دون جسده

بقلمي 
ميرال ريم

قصيدة{{جنون سحر}}بقلم الشاعر المبدع الاستاذ {{عمر حبية}}

السحر  هبات جنون خريف عطرك 
يساقط اوراق عمري بين طيات يديك
 حياتك تراتيل عينيك  تلملم بقايا حياتي
 كيف دموع ترانيم الغرام و يسري حبك بروحي
ابعثر الكلمات من قصائد العشق و أختبّأ فيها وغدت حبك..
اذا الجمال إلهآم من العيون و يثير خيال سطور قلمي
تناثرت من شفتيك الحروف و انهمرت شوقاً و ارتاب نبض قلبي
هل السحر شغف المحب و الهيام جنون اشتاقي إليك

جنون سحر..
عمر حبية
... بوحات امل ..... 
Omar Hebbieh..

قصيدة{{مللت من انتظارك }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{مقداد ناصر}}

مللت من انتظارك و فاض شوقي...
و أدمنت هجرك و اذاب قلبي...
مشتت الفكر و ضاع مني دربي...
و ضاع العمر على شواطئ وهمي...
ليل انتظارك و جمر وجدي...
سأترك كل شيء و ارمم نفسي..
لالحق ماتبقى من كياني المحطم..
سقيا لأيام خلت من عمري..
تعاقرنا العشق بكل نبض...
سلام لكل لحظة ود بيننا بهمس...
و كل بكاء لفقدك بصمت...

مقداد ناصر
..العراق... 
21/9/2019
Mukdad 
 #اريج_الذكريات#

الخميس، 19 سبتمبر 2019

قصيدة{{سراب }} بقلم الشاعر المصري القدير الاستاذ {{جمعة عبد المنعم يونس}}

سراب

............

كيف تحّسب أخطاؤك

وحياتك ممتلئة بها

والمعاصي ..

وأنت مطالب الآن بتداركها

لقد آن الآوان لذلك

دعك من التسكع فى الطرقات 

وقراءة الكتب

ليس لديك الوقت الكافي

وقد وهنت عظامك

وجسدك النحيل لم يعد يقوى

وضعف بصرك

فلم تعد تقرأ إلا تحت ضوء النهار

والليل قاسي طويل

والصمت كئيب..

يحمل الكثير من الذكريات 

وأنت يربكك السؤال ؟

ترى إي من الليالى الطويلة تقبع أخطاؤك

وأنت صالبا ً ظلك .!

تحت ضياء المصابيح..

بينك وبين كل هذه الأخطاء والمعاصي

كل هذه الليالي الطويلة الثقيلة

هل أودعتها كتبك أو قصاصاتك ؟

ترى إى الكتب لديك..........

أودعتها أسرارك...

وأنت تخطو من سراب إلى سراب

يأتي الوقت ويمضي

وأنت مصلوبا ً هناك 

مع ظلك

وكتبك لا تحمل إلا أنفاسك

وأنت مازلت تمسك بالسحاب

وتخطو من سراب 

الى سراب 

....................

بقلم // جمعة عبد المنعم يونس //

27 نوفمبر 2018 

مصر العربية

قصيدة{{يامبعدا }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{رياض النقاء}}

((يامبعدا ))
هذا انا بين السطور المرغمة ...
امني النفس بالوصال المفعمة  ...
بالطيب والمنى والرضاب المطعمة  ...
واخشى  منهم بعدا لا يصار لنائرة  ..
او لا يبادر الى سطور اجمل وطائرة  ...
تلملم الشتات وتبدي صياغة المجاملة ..
اريد ان اصيغ حرفي كروية مشاطرة ...
اكرمني ياذا الجمال بقرب  ومعاملة ...
اتدري ما طعم الاهتمام كحب وقادمة ...
احاول ايصال الشعور ورفدا للمسامرة ..
هذا العطاء يكتب بلا توقف وملازمة ...
واحكي جل الاهتمام وتصور المسائلة ...
واهمم النفس اقترابا جميلا ومطاولة ...
اكرم بذا الخطوة المعطاة والمكاملة ....
ياواهبا الانفاس اكرمني بهائمة ...
وكذا يا حبيبا اقترب رواء المساهمة ...
نعم انه اجمل ما يقال فيهم ومطاولة ..
يا ذا القرب والكريم في المغامرة ...
هذا حبيبا غالت النفس لرجاء المساومة ...
انك البراق في بهضك الجاري ومطاعمة ...
انك القرب باهتداء لهمس وملاحمة ...
ودنوا الى تكوين الرجاء ومقاومة ...
نعم انه التحدي لقربا ومحاولة ....
تجري اليك النفس تكرارا ومعاودة ...
تبتغي القرب وحبا ومجاملة ...
تروي بها شغف الوصال وعائلة ...
وحب ابديا ليس له مثيل ومكاملة ...
بقلمي رياض النقاء العراق
19/9/2019
الخميس

قصيدة{{عنيد .. أنا }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{جاسم الشهواني}}

عنيد .. أنا
وزهرتي .. أعند مني
سأغرسها .. عنوة وتحدي
بذلك الحقل المليىء .. بالأشواك
ستوخزني .. أشواكها  أكيد
أنا .. واثق من أنني .. سأنزف
وسيتدفق .. دمي من شرايني وأوردتي
لكنني .. عنيد جدآ ولن أتخلى عن زهرتي
وتلك القطرات الزكية .. ستكون سمادآ
لجذور .. تلك الزهرة المنفردة 
بين .. كل تلك الرؤوس الغادرة المدببة
ستهزمهم .. بأصرارها وجمالها ورقتها
وعطرها الفواح
زهرة .. الأمل والأصرار والتحدي
تلك .. هي زهرتي

                                              بقلم
                                      جاسم الشهواني

قصيدة{{عتاب }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{السلطان احمد}}

عتاب ..

السلطان احمد 
...................

توارى الحب..
خلف كلمات العتاب..
سقيناه..
نهرا من الوفاء..
توارى..
وأعلن الإنسحاب..
تحدثنا...
فمات الحرف والكلمات...
تقابلنا.. 
بعد سنين طوال..
قالت..
والشفاه تغص العبرات..
انهيت ..
فصلا من الحياة..
كيف..
طاوع قلبك قتل أنثى..
كانت ..
تزرع لكِ تنبت الأغصان..
اليوم..
تقف والحرف منك سيف..
يقطع ..
ما انبته الزمان..
اذهب من حيت أتيت..
فالحب في ازهاري..
ذبلت وأصبحت تراب..

قصيدة{{كفاكي🌹💗 عزفا باوتار اعصابي🎵 }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{جعفر العراقي}}

كفاكي🌹💗
عزفا باوتار اعصابي🎵
فإن رنينها له وقع عجيب🎶
لاياخذك الهوس بالحانها
فعزفك له احساس رهيب
قلبي يسمع نغمات🎹
والروح تشدو لونا غريب
سيمفونية الحب
تصنعها اناملك
والشوق القريب
ردي الي صبابتي
فلقد اذهلها واقع عصيب
فهيا نمتزج سويا برقصة
العندليب....
...جعفر العراقي 🎶

قصيدة{{حارس خاص }} بقلم الشاعر المصري القدير الاستاذ {{المرسى النجار}}

«((   حارس خاص   ! ))»

حبيبتى . . ماأوْجَعكْ ؟
أفقَدْ تسَـلل  ..
حلمُ نومٍ  ..
ابن غيْمٍ ... فَداهمَ  مخدَعكْ ؟!
أفَفْزعَكْ  ؟!
ياويلتي. . .أَفَلمْ يكنْ. قلبى مَعكْ  ؟!!

مانفْعُ  قلبى  ؟
أنتَ..
مانفعُك ياقلبُ  ؟!
لئِنْ  كنْتَ ..
ملِكاً .. أيّها  الصَبُّ ..
فأنتَ  ملكٌ -- ياحبيبي --  مُمْتَلكْ  !

ياقلبُ . . 
إنّ حبيبتى  ..
شفَّافةٌ . .
خوَّافةٌ . .
فاسْهرْ  عليها  ..فى  المَنامِ . . 
وفى المقَامِ . .
ودائماً . . 
تحْشُو . . وتحملُ  مدفعَكْ

أَفَلمْ  أُ
أُحقـِقْ  أُمنياتك  كلِّها  ؟!
أَفَما ..
 جعلْتكَ  حارساً  خاصّاً  لها ؟!
أفلَستَ  أهلاً  - يافتى - لهواكَ؟!
فماذا  قد  دهاكَ ؟!
تُراكَ   ..
أيها العملاقُ . . لسْتَ تملأُ  موقعكْ  ؟!!

ياقلبُ . . 
مرَّاتٍ . . أقولُ لك  : انْتبهْ
أَبِد ْ. .
 أَبِد ْ . . . إنْ  تشْتبِهْ . . 
فى  أىِّ  حلْمٍ  . .  دافَعكْ
أو ْ راوغكْ
أوْ  خادعكْ 

بالأمس ..  تلتاعُ  الأميرة  !
يالخيبتك   الكبيرة. !
يانائماً  ..
مستغرقاً  جدا  ..  على  آذانك
أيّ  شيئٍ  ..
 بعد. ذلك   ..  قد  يؤرّق  مضجعك ْ؟!

مالوّعَ  ..  "الستَّ  الاميرةَ" ..
لوّعنى ..
وأوجَعني  ..
وحتْماً  .. أَوْجعَكْ
وحتماً  . .  لوَّعكْ 

           بقلمي  المرسى النجار  ٢٠١٨/١٠
                تعديل ٢٠١٩/٩

قصيدة{{مناديل القمر }} بقلم الشاعرة السورية القديرة الاستاذة {{لبؤة الاسد}}

*مناديل القمر*

باكراً تحت حنايا الزهر أصحو
تحت أنداء الترابْ
باكراً تحت شفاه الفجر
أبكي
وأصلّي فوق سجّادة أنفاس النهارْ
أتمدّدْ
مِلءَ أحلامي
وأمشي في رذاذ الأمنياتْ
أتفيّاً
تحت ظلّ الصمتِ
في بوح انهمار النورِ
تنمو في شراييني تسابيحُ الحنانْ
ذكرياتُ الزمن الأنقى
ارتعاشات عصافير الخيالْ
فوق أهدابي ترفرفْ
وتناديني بعمقِ
وتزركشْ
نبض إحساسي بأغصان الوفاءْ
أستفيقْ
 من عناء الشوقِ
في أحضان همس الشمسِ
لا يوصلني الدّربُ
ولا عطر الرحيلْ
أستريحْ
تحت أوجاع المصابيح بليل الوجدِ
أرنو لمناديل القمرْ
وهي تدنو من بعيدٍ
فأغنّي ملء صوتي القصيدة
اقول:
بلادي هواها في لساني

 بلادي هواها في لساني وفي دمي 
يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي 

ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
 ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم 

ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ
 فآواهُ في أكنافِهِ يترنم

 وليسَ من الأوطانِ من لم يكن
 لها فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي

 على أنها للناس كالشمس لم تزلْ
 تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي

 ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها 
تجبه فنون الحادثات بأظلم

 ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره
 أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم

 وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها 
فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم 

وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها
 وهل يترقى الناسُ إلا بسلم

 ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضله 
على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم

 ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ
 بهِ
 إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم


لبؤة الاسد

مجاراة قصيدة احمد شوقي ريم على القاع بين البان والعلم ( ريم ) بقلم الشاار الاردني الكبير {{ فيصل الحوري}}

مجاراة قصيدة احمد شوقي ريم على القاع    بين البان والعلم ( ريم )  
""""""""""""""""""""""""""""""""""
ريم رماني بسهم قد أصاب فتى  
قد كان سكناه بين القاع والعلم 
 ريم تمادى ونار الوجد تقتلني 
وكنت في حبه شيء من العدم
 بات البكاء على ريم يؤرقني
لما وقفت  بباب البيت والحرم.
كم كنت مشتاقا لبيت الله
أطلبه. 
أدعو عليه وعين الله لم تنم
قد أوقدت نارا من الهجران اتعبني 
  لا شيء أصعب من نوم على ندم 
 يا ساكن القاع بات العشق.  
يؤلمني 
يا ساكن القاع أنقذني من 
السقم
قد بات جسمي من الأوجاع مرتعشا 
وقد سلمت من الأوجاع والتهم
تعيش ما قد عشت مفتخرا 
وأنت ترفل في ثوب من النعم. 
 تعبت من الأوجاع مما أصابني 
يا ساكن القاع أدرك ساكن العلم 

بقلمي فيصل الحوري

قصيدة{{أسأل الروح }} بقلم الشاعرة القديرة الاستاذة {{عمر حبية}}

أسأل الروح..
 لماذا تعشقين الجنون و الآلام انتِ
..وكم لها اشتياق  الى قبلاتك أصابت اوصال شغفي..... تحرق سطور هلوسات القلم وحكاياتها لحظات
 عطرك ..
. و يمضي بي الغرام الى جسد  يضمني بلا شوقي
 .... قد لا يُشفى  اشتياقي.... ولا ملاقاة سحرك
 .... وتبقى تهاجمني النظرات انوثتها الرغبات لا عشقي..
 ...... إليك انا..
  يا من دق لها القلب حباً بطهارة روحي..
....عمر حبية.... بوحات أمل...Omar Hebbieh..

قصيدة{{قرب أكتر تفرح أكتر }} بقلم الشاعر المصري القدير الاستاذ {{محمد مبارك}}

(قرب أكتر تفرح أكتر)
بقلم "محمد مبارك"
نفس الاحداث
نفس الكواليس
نفس الأحلام
نفس الكوابيس
مع نفس النفس
ونفس الناس
نفس الأشخاص
نفس الإحساس
نفس الأيام
بتقوم وتنام
نفس المواعيد
نفس الاوهام
نفس التجاعيد
نفس الترتيب
تسهر تحزن
تسرح وتخاف
لسنين قدام
جرب تفرح
جرب ترتاح
جرب تسرح
وسط الافراح
جرب حاجة
جديدة فريدة
تكسر بيها
روتين اليوم
سافر غني
عافر عوم
اسمع مني
وقوم م النوم
جرب تنسى
كل همومك
جرب تعشق
حد يصونك
يسمع منك
تفرح وياه
جرب تصلح
نفسك ذاتك
تهجر كل
قبيح في حياتك
تسمع قرآن
تقرأ قرآن
تمشي وتدعي
لغفور رحمن
قرب أكتر
تفرح أكتر
وتعيش ايامك
بالإحسان
يرجع قلبك
زي ما كان

قصيدة{{ماذا يَقُولُ فاتِنَتي }} بقلم الشاعر السوري القدير الاستاذ {{جمال خضور}}

قطفةشعر.. من(زورق الليل) 

ماذا يَقُولُ فاتِنَتي؟.. 
مَنّ في هَوَاك ِ.. 
مُعَذَّبُ.. 
كُلَّما أضْنَاهُ الوَجْدُ.. 
أراهُ في حُرْقَةِ الهوىٰ.. 
يَتَلَذَّذُ.. 
وَيُطْرَبُ.. 
فَهَلّ في العشْق ِ.. 
أغْرَبُ مِنْهُ.. 
وأعْجَبُ ؟.. 
سَمَتْ لكِ الرّوحُ.. 
والقَلْبُ لا.. 
لا يَنْضِبُ.. 
هاتي الرَّحيقَ يازَهْرَتي.. 
ظَمِئُ الهَوىٰ.. 
فَمِنْ أيْنَ..أيْنَ.. 
أشْرَبُ؟.. 
                    جمال خضور

قصيدة{{قبلة }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{زهير الكلابي}}

اعرف .. انكِ من ورد
لكنني أخر عطر على الارض ..
ياااا بوح الليل ...
أأنتِ .. أنتِ .. أم انكِ شبح امرأة يسكن رأسي
ما عدت اذكر كيف وجهي .
يااا مرايا الروح .. وسمفونية الغزل
علميني ابجدية القُبل ..
دعيني اقص عليك الحقيقه ..
بدقيقه ..
فيااا غيبوبة صحوي
لا تخافي ..
واقدمي نحوي .....

زهير الكلابي .. قبلة ..

قصيدة{{محض طفل }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{زهير الكلابي}}

كان يضحكنا الوداع ْ

كان يبكينا اللقاء

والطفولة متعتانِ

خصامٌ أصغر .. وقبلة صلح عذرية أو اكثر !!

إنما قلبي على الجرح المضرج ما تغير ..

في مهبِّ الريح ذكرى

فاستمري لا أبالي

إن لي قلباً يعزُّ على الجِراح ِ

إن لي شعرا يواسيني ويرعى

والقصائدُ طوعُ كفي

أو تغادر في ظلام الليل عشرٌ أخريات

لا أبالي

فاستمري ما أردت من غياب
لا أبالي ..


زهير الكلابي

 محض طفل !!

همسات بقلم الشاعر العراقي المبدع الاستاذ{{وضاح آل دخيل}}

وضاح آل دخيل
 همسات 
_

هذا العِنَاق ينهش الأوراق
تمهل يا ريح لا تبتر الساق !

-
أنا وتلكَ السكارة ُ
المشتعلةُ بين اصابعكِ
نحيا لو نَلمسُ طرفَ ثغركِ
_
هيبة العاشق كلامه اذ قل

 أحبكِ وهذا الشوق لن يأفل
_
مُكَبَّلٌ أنا نعم 
 وعيني نحوكِ ترمش ألمْ
قلبكِ لازالَ صُمٌ عُميٌ 
 متى يعلمْ
_
أتدرين ؟
هذا الوجع ذا الأنين
والله يهرب لو تقتربين
_
وضاح آل دخيل

قصيدة{{لحظة حب }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{وضاح آل دخيل}}

وضاح آل دخيل

لحظة حب
•••
قَالَتْ لا تترجلْ
فَأنا واحةٌ مِنْ ندمْ
قُلتُ أنا منجلٌ إِذْ نزلْ ..
أَحَشُ مَنْ قَلْبِكِ دابِرَ الهمْ
لو تَأذنينَ لقَلْبي يَتَرَجَلْ ..
ويُنَادِيكِ حَمِيمتي وقُلتِ نعمْ
قسماً عظيماً اللُبُّ بعينيكِ قسمْ
يَحبسُ الهوى وَيُصِيبهُ بَسهمْ
اذا سَلَبَ عِطرَكِ وغيره شَمْ
قْالَت انتَ وَهَمْ
قُلتُ أجلْ
نحن في زمنٍ كَثُرَ الدجلْ
والحبُ باتَ وهَمْ
وَشَوُقَنَا في خجلْ
وَألوجَلُ من كَيدِنا وجلْ
ولكن ..!
إذا اللهُ بنيزكٍ محتالٍ رَجمْ
نورُ القمرِ يَكْتحلُ لا يأفلْ
حتى مَوْجُ البحر
ِ بساقكِ إِذْ اِرْتطمْ
شاطِئَ البحرِ يتجملْ
يا حبيبتي
لَحْظَةُ الحُبِ نبيذٌ
و لذةٌ لا تتأجلْ
قَالَتْ  تَمّهلْ
لا ترحلْ
الآن الآن ترجل ْ
انُقشْ ثغري بقُبلةٍ
قَبلَ ان يبدأَ الغزلْ
_

قصيدة{{هايكو }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{وضاح آل دخيل}}

وضاح آل دخيل
هايكو
★★★

مع غروب الشمس
تمرّ الطيورُ المهاجرةُ
المغترب يلعن الزمن
•••
إمرأةٌ وحيدةٌ
هجرها الزمن
ترمم أبتسامة أولادها
•••
طفلةٌ كفخت العصفورُ
و نحلةٌ نهشت الزهورُ
مذكرات العجوز
•••

مقالة بعنوان{{مناهج تعليمية تختلف عن الواقع }} بقلم الاديبة العراقية القديرة الاستاذة {{👑 ساندي الموصلي}}

مقالة بعنوان
  ( مناهج تعليمية تختلف عن الواقع )

تنويه : 
جل التقدير والاحترام لوجهات نظر الجميع.. 
ولكل شخص وجهة نظر ..
هذه وجهة نظري ..
وكل ماكتب هنا هو نتاج عن رأيي الشخصي 

كنت أقرأ كتاب
( الأب الغني والأب الفقير لروبرت كايوزاكي) 
وهو رجل اعمال ومستثمر

استوقفتني موعظة عميقة جدا يقول فيها التالي :

[[[ فمن الحماقة افتراض ان التعليم الذي يقدمه النظام المدرسي سوف يعد طفلك للعالم الحقيقي الذي سيواجهه بعد تخرجه ، حيث يحتاج كل طفل للمزيد من التعليم ، تعليم ذي صبغة مختلفة ، كما يحتاجون لمعرفة القواعد ، اعني القواعد الجديدة ]]]

فقد لاحظت انا شخصياً
 وعن تجارب عديدة لي.. 
انني مررت بمواقف لم تساعدني دراستي التي درستها لسنين في ان تجعلني اتجاوز هذه المواقف بل بحثت عن الحلول بعيداً عن كل ماتعلمته من الدراسة وجدت الحلول من الواقع احيانا من طفل او مسن او جلست ابحث في مواقع إلكترونية 

المغزى من كل هذا اننا في مجتمع تجمد فكره لا تغيير 

كيف ننشيء جيل جديد ومتطور وواعي ونحن نستخدم مناهج دراسية قديمة لاتتجدد ولاتمس للواقع بصلة؟!؟!؟ 

اراها وبنسبة عالية مجرد مناهج تثقيفية فقط يستطيع اي انسان في اي مكان الحصول عليها وتعلمها بسهولة 

الغريب والعجب أننا ندرس لسنوات عديدة وبعدها نصطدم بالواقع الذي يختلف عن كل مادرسناه 

انا كواعية اخذت اطور نفسي من كتب الغرب المترجمة واستمع إلى محاظرات التنمية البشرية وتطوير الذات

انا كأم لم تعلمني تلك المناهج كيف اربي طفلي اخذت ابحث عن اساليب وطرق التربية في النت.

والكثير من الأمور التي بعد ان اصطدمت بواقع يختلف تماما عما درسته اخذت اكتشف أن واقعي لأستطيع العيش فيه

نحن بحاجة إلى مناهج تتغير بتغير الحياة وتتطور معها 

مثلا 

مافائدة ان تدرس مادة الحاسوب وانت لم تدرس طريقة استخدامه بوعي وفائدة ومافائدة ان تدرس تاريخ بلدك وانت لم تدرس كيف تستطيع ان تصنع تاريخ لنفسك ومافائدة ان تدرس مادة الجغرافية وانت لم تدرس كيف تنشأ وطن لك....... مافائدة ان تكون ذكي وانت لم تدرس كيفة توظيف ذكاؤك و........... الحديث يطول.

خلاصة قولي اننا نفني انفسنا بدراسة مناهج اغلبها تثقيفية تصطدم مع الحياة التي تتطور وتتغير بإستمرار 
نحن بأمس الحاجة إلى مناهج تنبع من الحياة وتواكبها مناهج نستطيع ان نلجأ لها في حياتنا. 

٢٠١٩/٩/١٨
٩:٣١

# بقلمي 
👑 ساندي الموصلي

قصيدة{{شال من ريح }} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الاستاذة {{ناهد الغزالي}}

شال من ريح...!

حين ترجلتَ في الضباب
تركتَ ريحان ابتسامتك متفتحا في قلبي!
توكأتُ على روزنامة الحظ التي تقول سنلتقي غدا، 
أضم هديل عينيك إليّ، أغلق أقفال اللحظة...
أتراها أجراس الحب تفك صمت قلبي!
أم فيك أضعت مرايا خجلي!
غصن بهجة تفتق من شجرة إنتظاري الجرداء،
حين تواريت خلف أقنعة الوقت...
تمني نفسك بتفاحة بوح شهية، 
حينها كنتُ أقضم من عينيك التي أشرقت على  تلال المصادفة؛ كرز الجنون!
أعدتني طفلة أرمي أعمدة قلبك الغامض بحجر المحاولة، فتتقد حبا!
تأبطت ذراع الفجر، 
أتأمل وجنته الحمراء، أتراها بقية شفق أم رسائل قلبك الذي يحترق شوقا!
راكضة نحو قلبك؛
أحدق في وجوه العابرين، 
لا أحد يشبهك،  ولم أعد أشبهني!
صفراء تتسع للحظات، تشبعني حلما  
أزرار قميص الوقت،
ثم تسحب مني مصاصتها فيسيل رضاب   الحسرة،
وتلوح لي كفك الضبابية ثانية خلف غيم الرحيل...
هل تلين علكة المسافات مرة أخرى
لتزرع ضحكاتي في أصص فجرك وأسقي حبق قلبي الجاف بمياه اللقاء!

ناهد الغزالي

قصة قصيرة بعنوان {{جرح لا يندمل }} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الاستاذة {{ناهد الغزالي}}

جرح لا يندمل

أجبرتني ظروف العمل على السفر،
أقمت مع صديقتي الغالية ندى.
تقاسمنا أرغفة الغربة، شبكنا معا ضفائر الأمل بمشبك الصبر.
مر على سفري عام بأكمله، لم أكن أتوقع أن أصبر  خاصة أن حب قريتي يتغلغل في قلبي.
قربت الامتحانات، وقرب معها موعد عودتي لربوع الوطن.
جهزت الاختبارات وتركتهم على الطاولة دون ترتيب. خرجت للسوق لأشتري أغراضا لأهلي.
مابال الوقت يمر بتأنٍّ كأنه يدوس على قلبي.
وأخيرا ذهبت للمعهد وحلم العودة جعلني أبتسم لكل من يمر أمامي.
وصلت القاعة...هممت بالدخول، لكنّي فوجئت بشرطيّ ضخم البنية يمنعني...
-مالذي تفعله؟ أكيد أنت مخطئ...
أنا سيما مدرسة اللغة العربية...
لم يأبه لكلامي وأمرني أن أرافقه إلى مركز الشرطة...
انفطر قلبي حزنا، احترقت روحي من لظى الظلم. بكيت بمرارة. ماالذي يحدث؟
لكن لا مجيب.
أي نظرة اتخذها تلاميذي عني؟ كيف سأكون قدوة وأنا في نظرهم مجرمة.
زج بي الشرطي في الزنزانة، فانهالت عليّ الأسئلة من السجينات. أصابني الهلع...إنهن مخيفات...
انطفأ حلم العودة، واستعرت نار الحيرة. ماهي تهمتي؟
بعد ليلة بائسة، أخبروني أنني قمت بتسريب الامتحانات مقابل مبلغ ماليّ ضخم.
ياللورطة! من الذي قام بذلك؟ وما دخلي أنا؟ 
تتالت الأيام وأنا أذبل وأفقد الأمل، خاصة بعد صدور الحكم؛ السجن خمس سنوات  مع خطية مالية بقيمة ألف دينار.
انقطعت أخبار صديقتي ندى، ولم يزرني أحد لمدة سنة.
أدمنت البكاء، وكتابة الخواطر، عناكب الخوف حاكت شباكها في تلافيف ذاكرتي.
اليوم وعلى غير عادتي، أحسست براحة كبرى، أكيد لأنني كنت ليلة كاملة أصلي وأدعو الله أن يفك كربي ويفرج عني.
ناداني حارس السجن، "لديك مقابلة الآن"
تهللت أساريري، كنت متأكدة أن صديقتي ندى لن تنساني، ربما مرت بظروف قاسية منعتها من مقابلتي.
وصلت إلى مكتب اللقاءات، إنها تلميذتي سهى...
جلسنا معا، تظاهرت بالقوة و تماسكت أمامها، لا أريد أن تراني ضعيفة.
صعقت عند سماع كلامها ولم أصدقها، لكنها وعدتني أن تأتي بالدليل الذي يفك أسري.
أأبكي من هول الصدمة أم أفرح لقرب الإفراج عني.
أي عذاب كتب لي! صدمة تلو أخرى، ولم أعد قادرة على تحمل هذا الوضع.
لم تكذب تلميذتي، ها أنا رفقة المحامي وأمامي في نفس القاعة المتهمة الجديدة  ومحاميها.
ضرب القاضي بمطرقته،
ومن فرط جنوني، صرت أغني بداخلي "كن منصفا يا سيدي القاضي"
بالفعل تخونني لغتي وألفاظي...
مرت مدة سجن صديقتي وتغيرت بحياتنا عدة أشياء.
ندى! ماذا تريدين مني بعد كل ما فعلته؟
-للتو خرجت من السجن، ولا أعرف أحد غيرك، أرجوك سامحيني، أنا من خنت أمانتك مقابل مبلغ مالي
طلبه مني الحقير أنور...
لأنني اعتبرتها أختا وأحببتها، سامحتها...
ارتمت بأحضاني، لكن شيء ما انكسر بداخلي، لم أعد كالسابق.
تركت لها المنزل ليسترها...وانتقلت إثر زفافي...

ناهد الغزالي

قصيدة{{رفقا بنا ياوطن }} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الاستاذة {{ناهد الغزالي}}

رفقا بنا ياوطن...!

لا تسكب بُنّ غرورك
  على مناديل الفجر النقية!
اترك للندى فرصة لثم خدود الورد الشذية،

حطِّم شراك ظلمك، فعصافير الجنائن فرّت نحو أزقة الغربة الخانقة... بلا زقزقة..!

من يعلن بعدها  صباحاتنا المنسية! 
من يفك طلاسم  الحب في أعيننا؟

مجنون الحيّ، يجوب براح الحلم...
يفك قيود الحالمين،
يخلصهم من وطأة الانتظار!

أكلما بلغ الحلم منتهاه، هوت صخور اليأس، انطلقت قاطرات الزمن و غزا الشيب رؤوس الشباب!

لمن تقرئين الفناجين؟ 
أيا عرافة مر من بوابة جنونها آلاف العاقلين!

لمن تزهرين  يا أشجار اللوز!
لم يعد في وطني شعراء...
خبأتهم أيادي الحزن في دفاتر المجانين...

لماذا تستعرين يا نيران التنانير!
فالقمح هجر البيادر باكرا...

أعيتني سلاسل الظلم، فكّ أصفادك عنّي يا وطنا أعشقه منذ نعومة أحلامي...

ويعشق تبليل قصائدي بكحل الليل السرمدي!

ناهد الغزالي

قصة قصيرة بعنوان{{إثارة }} بقلم الاديب العراقي القدير الاستاذ {{رعد الإمارة}}

(إثارة )
وجدها في المطبخ متكئة على مرفقيها، فيما تبعثرت بضعة كراريس واقلام على المنضدة، كان يدرك جيدا إنه قد جاء متأخرا لتلقي الدروس والمحاضرات كعادته، وربما يعود السبب في ذلك للملل! فالتعليم هو آخر ماكان يفكر فيه، ورغم تطوع جارته الثلاثينية لتلقينه ما قد يكون فاته من محاضرات ،إلا أنه لم يكن مجتهدا بما يكفي، أضف إلى إنه كان يشعر بأن هذه الأنثى ماكانت جادة بهذا الأمر، إذ إنها كانت تقضي أغلب الوقت في التحديق به وتأمله فحسب!!
لم توبخه كالعادة، بل دعته بكثير من المودة لأرتشاف قدحا من القهوة معها. بقي ساكنا في مكانه، ولم يتقدم نحوها، لكنه أخذ يحدق بجمود لتلك الإبتسامة الفاتنة التي اتسعت على شفتيها، كانت جميلة جدا، كدمية باربي! رشفت عدة رشفات من فنجان قهوتها ثم أخذت تبادله النظر وهي تداعب بأصابعها أطراف نظارتها. ومضت عيناه فجأة واستبدل تقطيبة الوجه الصبيانية الجامدة بأبتسامة سرعان ما ملئت ملامحه كلها، أخذ يحدق بجرأة الآن، استقرت نظراته أخيرا على صدرها العارم!راحت تتابع نظراته، فأدركت إنه يديم النظر في مفرق نهديها المكورين كثمار البرتقال! رفعت حاجبيها، كأنما تسأله الرأي فيما رأى، حركت جسدها أكثر للامام، انحنت قليلا فبان بياض النهدين! شعر بالدماء الحارة تكسو ملامح وجهه، تبا! ثمة شىء في داخله، شىء جائع قد بدأ بالتحرك، إنه يكاد يفلت من عقاله! لكنها جارته!!اللعنة إذن، تحرك للأمام، استدار وتوقف خلفها تماما! ظلت هي ساكنة، حتى إنها أغمضت عينيها، مترقبة حركة ما! لكن ما فعله، ادهشها تماما!إذ انحنى بسرعة واختطف فنجان القهوة البارد ثم ارتشفه كله دفعة واحدة، وبعدها طوح به ورماه أرضا! كان قد أصبح أمامها الآن، وهو يلهث بصورة متواصلة، فيما أخذ صدره الصغير يعلو ويهبط. حدقت فيه لبرهة وقد عراها الذهول، ثم لشظايا الزجاج المتناثر! بقيت صامتة ،فقد شلتها المفاجأة، عادت تحدق في عينيه، وجدته يرمقها بجرأة وسخرية وتحدي!ثم على حين غرة اولاها ظهره واخذته خطوات الساقين، صوب الباب تماما!!!
بقلم /رعد الإمارة /العراق في 19/8/2019

ج1 من قصة {{بطل من ورق}}بقلم الأديب العراقي القدير الاستاذ{{رعد الإمارة}}

(بطل من ورق )
كانا قد قطعا أكثر من ألفي متر الآن، لم يكن بأستطاعته  مجاراة خاله في السير، فخطوات الأخير كانت أشبه بالهرولة! وعلى الرغم من تقاربهما بالعمر إلا إنه كان يميل للهزال فيما كان جسد خاله يضج بالحيوية!عندما ايقظه الخال الشاب، كان هو نائما ومتقرفصا مثل طفل صغير، حتى إنه لم يتركه يهنأ بفطور الصباح!
-علينا أن نسرع أكثر وإلا فأننا لن نجد سمكة واحدة!إنظر كيف يهرول الآخرين. ثم أشار بيده لجموع الناس التي أخذت بالهبوط والاختفاء خلف السدة الترابية الطويلة والملتوية مثل ثعبان رمادي. بذل جهدا للحاق بخاله فيما كانت آثار النوم ما زالت تداعب خياله! 
شرع خاله يستحثه أكثر الآن، توقف لبرهة وهو يحدق إليه، حتى إذا قاربه في المسافة وضع الأخير يده في ظهره ودفعه للأمام وهو يضحك بقوة. عندما هبطا خلف السدة شلتهما المفاجأة، واتسعت عيناهما انبهارا! كل شىء أسود، وكأن القرية انتقلت للعيش هنا . كانت عشرات الجداول الصغيرة والتي امتلأت من مياه النهر الكبير أثناء الفيضان تضج بالحركة، لقد وقعت الأسماك بالفخ أخيرا!!التفت جانبا وادهشه إختفاء الخال، لكن دهشته إزدادت حينما رآه يخوض مع الآخرين وقد تجرد إلا من ثيابه الداخلية! هرول إلى حافة الجدول، أخذ يبحث عن ثياب خاله، انحنى عليها وضمها إلى صدره ثم وقف جانبا وهو يحدق ببلاهة لتلك الجموع المختلطة والتي علا الوحل أغلب أجسادهم وملامحهم، كان صراخهم يعلو ،فيما أخذت التعليقات والضحكات الساخرة تنثال من كل جانب، اذهله مارأى لكنه بقي مسمرا في مكانه لايحيد عنه جانبا وقد زاد اللمعان في عينيه. كانت أغلب الجداول ضحلة في مياهها، ولم تكن عميقة، مما جعل الخوض فيها سهلا وميسورا، أما العثور على الأسماك فلم يكن يتطلب جهدا كبيرا، إذ مدت أغلبها رؤوسها وهي تبحث بلا جدوى عن شىء من اكسير الحياة المذاب!تعالى الصراخ فجأة، أمسك أحدهم بسمكة، رفعها عاليا وأخذ يخوض في الوحل فيما مدت إحدى النسوة المتلفعات بالسواد يديها الاثنتين تمهيدا لأحتضانها بحرص!كان أغلب النساء اللاتي تواجدن في هذا الكرنفال السمكي متفرجات ومشجعات فحسب، وقد انحصر واجبهن الرئيسي في التقاط الأسماك والمحافظة على الأطفال الأشقياء من الخوض في المياه الغادرة. ألقى نظرة حوله، كانت ثيابه قد ابتلت أطرافها وتلوثت بالطين، لكنه سرعان مانسي الأمر ولم يعد يبالي، وانشغل أكثر في متابعة هذا الكرنفال البشري الباذخ، وقرر مع نفسه الاحتفاظ بكل التفاصيل في ذهنه، وسردها لرفاقه في أروقة الكلية.قطع عليه صوت خاله فجأة سلسلة أفكاره، كان يحمل بين ذراعيه سمكة كبيرة بطول طفلا رضيعا ربما، ياللهول ما اضخمها! أخذ يحدق مندهشا لأذرع الرجال التي امتدت تعين خاله في حمل غنيمته الثمينة! أصبح فخورا بخاله الآن، كان شابا ريفيا طيبا، بملامح ضاحكة دوما.
هتف به وهو يتنفس بسرعة :عليك أن تحافظ عليها جيدا، وإن تطلب الأمر فأجلس فوقها! ثم ارتد ضاحكا وهو يخوض في الوحل.تطلع حوله، ورغما عنه اصطدمت نظراته بعيني واحدة أو اثنتين من فتيات القرية لكنه سرعان ما غض بصره وقد تورد حياءا. بذلت السمكة الكبيرة جهدا مستميتا للخلاص من اسرها في الكيس الكبير ،لكنه تشبث بها، حتى أحمر وجهه وهمدت حركتها! تعالى فجأة صراخ آخر، ثمة من اصطاد سمكة، لكنها لم تكن ضخمة مثل التي اصطادها الخال! أخذت الجموع تتفرق شيئا فشيئا الآن  وقد حل  وقت الظهيرة،كان أغلبهم ينوء تحت حمله، فالصيد كان وفيرا والأسماك كانت كثيرة، انصرف يراقب خاله الذي كان منشغلا في غسل جسده مما علق به من اوحال. لم يتبادلا حديثا كثيرا في طريق العودة،كان يمشي كالحالم خلف خاله الذي قطع الصمت مرة ومرتان في تعليقات تخللها ضحك متقطع. في الدار تحلق إخوته الصغار حولهم، وحملقت أمه وكذلك شقيقاته البنات بسعادة، كان الخال يفرغ الكيس من محتوياته الآن، سرعان ما تعالت الآهات والضحكات، كان الجميع صغيرهم وكبيرهم يحدق مذهولا بالسمكة الكبيرة!إبتسم خالي بوجه أمي، أشار للسمكة ثم لي وقال بصوت جاد :
-هذه السمكة الكبيرة، اصطادها ابنك البطل! لم انبس بأي حرف، فالدهشة عقدت لساني، أما وجهي فأضحى احمرا بلون الدم! ازاحت أمي شقيقاتي جانبا، دنت مني،لمعت عيناها، ربتت على كتفي وهي تهمس :سبع أخو البنات! اشعرني قولها بالخجل، هربت بنظراتي بعيدا عن عيون الجميع، إلى حيث تمددت السمكة الكبيرة بطولها الفخم! أخذ خالي يتحدث همسا إلى شقيقاتي اللاتي تحلقن كالفراشات حوله، كان يعيد عليهن حكايتي مع السمكة وكيف اصطدتها بذراعي العاريتين،أما امي فقد دارت حول السمكة قليلا ثم سمعتها قبل أن تخرج وهي تطلب من خالي ،بضرورة إحضار زوجته مع الأطفال ليتناولو من شواء السمكة التي اصطادها ابنها الكبير، قالت هذا بكبريائها الريفي ثم استدارت خارجة. كان خالي مازال في وقفته المعهودة وهو يعيد تمثيل قصة صيد السمكة بلسانه وحركات يديه وسط ضحكات اخوتي، أما أنا فكنت ابحث حائرا عن فرصة لأصطياد نظرة من عينيه، لكن دون جدوى!!!!(ملاحظة :هي قصة حقيقية، عني وعن آخرين )
بقلم /رعد الإمارة /العراق 
في 19/8/2019 الاثنين

ج2 من قصة {{بطل من ورق}}بقلم الأديب العراقي القدير الاستاذ{{رعد الإمارة}}

{{بطل من ورق}} 

{{الجزء الثاني }}
عندما ترجلت من السيارة أخيرا، كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بكثير. أنا الآن في بلدتي، بعيدا عن بغداد ذات الأنوار!كنت أشعر بتشنج في كل أنحاء جسدي بعد ساعات طويلة من الجلوس المستمر في السيارة،حركت اكتافي يمينا وشمالا، ادرت رقبتي في كل الإتجاهات، ثم رفعت ساقي على التوالي لمرات عدة حتى عاد الدم يتدفق فيهما مجددا.اخذت نفسا عميقا وطويلا من هواء الريف المنعش البارد ثم تقدمت للامام، شيئا فشيئا اعتادت عيناي ظلمة الليل، ثمة أنوار أمامي ومن حولي بدت بعيدة ومتفرقة، عبرت الشارع المبلط بخطوات واسعة، أصبحت الآن أقف في بداية الشارع الترابي الطويل غير المعبد والملتوي! تبا، كانت هذه الكلمة الوحيدة التي نطقتها شفاهي بعد رحلة السفر المرهقة تلك، علي الآن السير مسافة تربو عن الألف وخمسمائة من الأمتار، هززت اكتافي وتقدمت ماشيا لكن بخطوات حذرة جدا. لم تكن رحلة السير على الأقدام في مثل هذا  الوقت ولا هذا الدرب لتكون الأولى بالنسبة لي، بيد إنها تختلف هذه المرة! نعم فهذه المرة كان ثمة شعور من الخوف يسيطر علي، بأختصار كنت مرعوبا!!!مشيت مستعينا بنور القمر الشاحب، ثمة سكون مريب يخيم على بيوت القرية الوادعة، ضممت حقيبة السفر الحمراء إلى صدري، كانت معلقة إلى كتفي الأيمن وهي شبه فارغة إلا من بعض المحاضرات المتفرقة المملة بالإضافة إلى نصف كيلو من المكسرات التي يعشقها إخوتي الصغار.رغم الظلام شبه المعتم  أغمضت عيني الاثنتين وأخذت أسير هكذا كالحالم تماما، وفي داخلي استحضرت جل ما أعرفه من آيات وسور، رحت اتضرع وابتهل بشدة، واردد همسا عبارات ورعة ماكنت لأرددها أصلا لو كنت في غير هذا المكان. كنت أحاول قدر الإمكان أن لاتصيب قدمي حجرا ما، لكن مهلا، كيف عساني فعل هذا والظلام يكاد يطبق حتى على أنفاسي! كتمت ضحكة رغما عني كادت أن تفلت من عقالها وأنا أتخيل منظر حبيبتي فيما لو شاهدت طريقة سيري! كنت مثل رجل آلي، أنقل خطواتي بطريقة مضحكة، وأنا أتلفت يمنة ويسرة. -الحمد لله، ليس من حركة، ولاهمس حتى، أخيرا الحظ يحالفني، وسأقضي وقتا ممتعا مع حبيبتي  ولأيام ثلاثة قبل عودتي إلى بغداد!تبا كم هي مثيرة وخبيرة ! لقد علمتني كل شىء!!
رغم الظلام أحمر وجهي حتى إنني شعرت بسخونته، لقد تذكرت المرة الأولى وما تلاها، وكأنها حدثت بالأمس فحسب، اشتدت قبضتي على الحقيبة، حتى إني كدت امزقها، رغم ذلك فأني أخذت الهث!!
اللعنة، بل ألف لعنة ،يا لغبائي،ثمة لهاث حقيقي قريب مني! بل خلفي تماما، أصبحت جبهتي باردة، وبذلت جهدا خرافيا للاستدارة، كدت أن ابكي فعلا، لم يكن كلبا واحدا، بل ثلاثة كلاب شرسة وقذرة راحت عيونها تلمع تحت ضوء القمر الكئيب. تقلصت أصابع يدي اليمنى على جسد الحقيبة شبه الخالية وقررت الاتخاذ منها سلاحا، فيما لو فكرت الكلاب الملعونة بالهجوم! لكن هل فعلا الكلاب تفكر، مثلنا مثلا! وسرعان ماطردت هذه الفكرة السخيفة من بالي وأخذت بلوم ذهني الغبي! كنت مرتبكا جدا، ومغلوبا على أمري، ثم هوى الإلهام مثل مطرقة على رأسي وتذكرت وصايا ذوي الخبرة! طردت عن ذهني فكرة الجري السريع، فهي ستكون معركة خاسرة تماما، علي فقط السير ببطىء شديد مع الالتفات بحذر، والإبتعاد تماما عن النظر في عيون الكلاب بصورة مباشرة! فجأة ضربت جبهتي بيدي العارية وحمدت الرب إن حركتي هذه لم تثر انتباه الكلاب! كيف فاتني أمر الابتهال إذن!!أخذت اتضرع لله بكثير من الارتباك والخوف فيما واصلت سيري الحلزوني وانا العن في داخلي كل بيت في هذه القرية النائمة. آه، تبا، أنه المستوصف المحلي أخيرا! شعرت ببعض الراحة، ثمة أنوار شاحبة تزينه رغم ذلك، لم يعد بيتنا بعيدا، فخلف هذا البناء بمئات الأمتار ثمة سرير دافىء ينتظرني!!دنوت من بوابة المستوصف، وشعرت بأن هناك  من يراقبني، كان ثمة خيال كبير لأنسان انعكس ظله في نور البناء القديم، إنه الحارس!أخذ يتأملني ثم حول بصره صوب الكلاب، وسرعان ما انحنى والتقط حجرا ثم طوح به بقوة! تفرقت الكلاب سريعا وهي تنبح، لكن ليس لمسافة بعيدة. 
-هل انت خائف! نطق بها وهو يواصل النظر للكلاب التي أخذت تقترب. 
-لا ،لست خائفا، كل ما في الأمر أنني لا أود إيقاظ أهل القرية وازعاجهم! 
شعرت بأن حروفي الكاذبة قد التصقت في سقف حلقي، فهربت بنظراتي بعيدا عن عينيه المتفحصتين. 
التقط حجرا ثانيا، طوح به بقوة أكبر هذه المرة، تابعت بنظراتي الكلاب، فرت لمسافة أبعد هذه المرة! ربت على كتفي وهمس :
-إذهب بسرعة، لاتخف، سأحرص على إبعادها ،هيا إنطلق. 
أصبحت خطواتي سريعة هذه المرة، حتى أنني لم التفت للخلف أصلا، وقبل أن أصل للدار كنت قد لعنت نفسي عدة مرات، فقد نسيت تقديم واجب الشكر لهذا الحارس الطيب، وقررت مع نفسي بأني سأفعل هذا صبيحة اليوم التالي. لم يطل الوقت، تنهدت بصورة كبيرة وانا استند بكلتا ذراعي على باب دارنا الخارجي الذي أصدر صريرا مزعجا، خطوات أخيرة ثم طرقت الباب الداخلي، اواه ياربي، سرعان ما أطل وجه أمي الحبيب،رميت بكل جسدي في احضانها، شممت رائحتها، وتنفست بعمق وصدق  ربما لأول مرة!.كان سريري مركونا في زاوية الغرفة، رميت بالحقيبة جانبا، دنوت من فراشي، ازحت الغطاء، تحسست وسادتي بحميمية، وسرعان ما غرقت في نوم متواصل لم يعكره شىء. صباحا شعرت بيد تعبث بشعري وتوقظني برفق، إنها أمي، تلفت جانبا ولاحت لأنفي رائحة عبير أخاذ! كانت حبيبتي تقف عند باب الغرفة وقد ارتسمت في عينيها نظرة اشتياق لا حدود لها! لحظات ثم انسحبت امي لأعداد الفطور، أغمضت عيني الاثنتين، شعرت بملمس فمها وهي تسحق شفاهي بقبلة اشتهاء طويلة، بقيت مغمض العينين، غارقا تماما في نشوة القبلة التي خلفت أثرا أشبه بطعم الحامض حلو في فمي!ثم مرت بخيالي أحداث الليل الفائت صاحبها فكرة سخيفة بأن اعوي عواءا متواصلا كما كانت تفعل الكلاب!!!
بقلم /رعد الإمارة /العراق في 22/8/2019

قصة قصيرة بعنوان{{ذكريات قاتلة}}بقلم الاديب العراقي القدير الاستاذ {{رعد الإمارة}}

(ذكريات قاتلة )

تحسر طويلا وهو يقف في وسط المطبخ الصغير،وانتابه شعور بأن ثمة من يراقبه،لقد مضت شهور عديدة على ذلك، مسح المكان بنظرة ملؤها الكآبة، وأدرك بإنه يفتقد الجرأة لفعل ذلك! ورغما عنه لمعت عيناه،فتلك اغراضها، كل شىء باق كما هو،مع فارق بسيط، ذلك هو الغبار الذي كساها!!لكن مهلا ثمة شىء آخر، إنه نسيج عنكبوت، هناك في الزاوية العليا من سقف المطبخ،جال بعينيه في المكان وحاول العثور على مكنسة قش أو عصا طويلة يلف عليها خرقة مستعملة، لكن لا فائدة!سقطت ذراعيه بجانبه،بحث عن علبة سجائره في جيبه، لكن يده عادت خالية الوفاض، حدق أمامه وأدرك أن العلبة مستقرة هناك على طرف المنضدة في صالة الإستقبال، حاول مغادرة المطبخ لكن بقيت قدماه مقيدتان ، شعر بأنهما قد سمرتا إلى هذا المكان الذي كان في يوما ما يضج بالحميمية والألفة!مست يده  ابريق الشاي، أبعد أصابعه بسرعة، خيل له بأن تيارا من الذكريات قد سرى فيه،انتابته فجأة نوبة غضب وأخذ صدره يعلو ويهبط وهو يردد :ياالهي، كيف عساني أنسى! ارتد بخطواته للخلف، مشى وهو يتمتم :ليذهب الشاي للجحيم. جلس في صالة الاستقبال، استقرت كفه فوق علبة السجائر، حاول طرد الذكريات من ذهنه بمحاولة الانشغال بقراءة عبارات التحذير المطبوعة على العلبة،زاغت عيناه فجأة، وتلمس عذرا للدمع المنبجس من مقلتيه رغما عنه، رفع صوته بنحيب متقطع وهو يتحدث لسقف صالة الإستقبال! 
-ربما عليك بمساعدتي، فأنا حبيبتي لم أعد أتحمل!علا صوت نشيجه وأخذ كتفاه بالاختضاض، ثم على حين غرة سكن كل شىء!أخذ يئن فقط، انات متتابعة، وبأصابع مرتجفة مس جبينه فشعر بسخونته، أشعل سيجارة وحاول النهوض للأغتسال، استند على أصابعه المرتعشة وحاول الوقوف، لكنه مالبث أن شعر بالدوران فأختل توازنه وسقط في مقعده الذي تهاوى  تحت ثقل جسده، علت الدهشة ملامحه وبقي معلقا لبرهة وهو يحاول عبثا الوصول بأصابعه لطرف المنضدة! كانت ساقاه قد تشابكت مع سيقان المقعد، رمشت عيناه وهو يحملق في صورتها المؤطرة بعذوبة، شعر بالحياء منها، لكن ابتسامتها سرعان ما جعلته يضحك بعصبية فيما أخذت الدموع تنهال بغزارة هذه المرة على وجنتيه!!حل المساء، لم يكن قد تناول شيئا بعد، ثمة حريق في جوفه، حاول الوقوف، فعاوده الدوران مجددا، اغمض عينيه ،أبعد أشباح الذكريات عن ذهنه، لكن لا! ثمة ذكرى واحدة تداعب خياله الآن، أرجوحة، وهناك من يدفعه ويضحك بجذل، هذه الضحكة يعرفها! إنها هي ،التفت للخلف، لفحت  وجهه خفقة جنح ضبابي ،ثم اختفى كل شىء. كان العرق يتصبب غزيرا على جبينه حينما أفاق من خيالاته الغريبة، أرغم نفسه هذه المرة فجر قدميه جرا، كان يشعر إن تلك قد تكون خطواته الأخيرة، استدار وألقى نظرة طويلة أخرى على صورتها المؤطرة، لم تكن واضحة هذه المرة، كانت ضبابية!وقف عند سريرهما المشترك، تنهد طويلا قبل أن يستلقي، عاد بجسده الممدد للخلف وافسح لها مكانا، مد أصابعه وأخذ يمسد الفراغ وهو يبتسم! ادركه التعب بعد فترة، وشعر بأن ذراعه قد أصبحت ثقيلة، تركها تهوي، سحب الغطاء، أخفى رأسه تماما، ونام! صباحا كان السكون يلف المكان، لم يتغير شىء، لكن فقط كانت النافذة مفتوحة على مصراعيها ،وثمة ريح غريبة كانت تداعبها بلطف، أما في الغرفة شبه المعتمة فبقي كل شىء مسجى كما هو، فيما اختفت صورة المرأة المؤطرة وربما للأبد هذه المرة!!!(ملاحظة :القصة حقيقية تماما، حدثت لصديق في الماضي، وجدوه ميتا حزنا على فقدان زوجته، أما الصورة والاشباح فمن وحي الخيال فحسب )
بقلم /رعد الإمارة /العراق 
26/8/2019 الجمعة

ج3 من قصة {{بطل من ورق}}بقلم الأديب العراقي القدير الاستاذ{{رعد الإمارة}}

{{بطل من ورق}} 

{{ الجزء الثالث }}

وجدت نفسي أمشي على أطراف اصابعي، متمايلا كأحد لاعبي السيرك. كان الوقت حينذاك  قد تجاوز منتصف الليل بساعتين، كنت حذرا جدا، فأدنى حركة مني كانت ستفسد كل شىء، وقد توقظ أهلي الغارقين في النوم، وهو ماكنت لا أرغب بأن يحدث بأي حال من الأحوال. انتابتني رجفة جعلت جسدي يختض كله، اللعنة! إنه ليس أوان الرقص على أية حال، كان علي كأي عاشق أحمق ارتداء ثيابا أكثر دفئا من هذه التي تكسو جسدي الآن! كنت أحدث نفسي بصمت فيما واصلت  قدماي تقدمهما  الحلزوني، توقفت إزاء الجدار الفاصل بين دارنا ودار الجيران، ثمة خلف الجدار هذا حديقة  مهجورة تعود لهم زحفت عليها الحشائش البرية فأضحت شبه جرداء. ألقيت نظرة أخيرة على أبواب  غرف أهلي الموصدة فيما كانت اصابعي تداعب حافة السور شبه العالي، صمت مرعب ومريب لايقطعه إلا أصوات تلك الجنادب اللعينة وأحيانا نقيق اخرق لبعض الضفادع في البرك البعيدة! كانت قريتنا مسالمة وهادئة وذات طبيعة خلابة، بيد إن أجمل ما فيها هو نوم سكانها المبكر جدا، وكأن سلطان النوم قد عقد اتفاقا مبهما معهم، فهو يلقي بعبائته عليهم بعد غروب الشمس بقليل،وعندها يغفو كل شىء الإنسان والحيوان وحتى الشجر! تخشبت اصابعي على حافة السور، بقيت ساكنا للحظات ثم مالبثت أن رفعت رأسي للسماء بغيومها المتفرقة وقمرها شبه المعتم، لكنني سرعان ما هربت بنظراتي حياءا من سخافتي، فالتضرع فيما انا مقبل عليه كان سيبدو معيبا جدا! سحبت نفسا عميقا، وبقفزة كلها خوف وارتباك كنت قد أصبحت في الجهة الأخرى من السور. بقيت جالسا في مكاني،دون أدنى حركة وأصبح جسدي ملاصقا للأرض الموحلة  كجذع شجرة ميت!لحظات ثم نخرت البرودة جسدي، أخذت اسناني تصطك، كان جسدي يختض الآن، احطت ركبتاي بكلتا ذراعي ثم أخذت اهز نفسي كبندول الساعة! تبا لي ولكسلي، لو إني ارتديت ثيابا دافئة لما حدث لي هذا!أخذت نفسا عميقا، وحاولت السيطرة على مشاعر غضبي، حتى أنني طردت كل الأفكار المتشائمة الأخرى، واقتصر تفكيري على معشوقتي التي تنتظرني خلف زجاج نافذة غرفتها البارد! في البداية أخذت أمشي على أربع، وكأني إحدى دواب القرية، وكان الوحل والطين المتخلف عن هطول المطر قد شل حركتي، فأخذت أنقل اقدامي بطريقة تهريجية ومضحكة! ورغم ذلك فأن حذري لم يفارق ذهني ابدا، وكنت أتلفت في كل الإتجاهات مثل لص محترف! كنت قد قطعت مسافة لابأس بها، في سيري الحلزوني هذا.كانت غرف أهل الدار أمامي الآن وقد خيم الصمت عليها وعلى شاغليها، الصقت ظهري بجدار إحدى الغرف واتخذت من الظلام السائد فرصة للراحة، وراودتني رغبة في تدخين سيجارة، سيجارة واحدة فحسب، مددت اصابعي الباردة التي لوثها الوحل لكنني سرعان ما تراجعت عن ذلك، جمدت اصابعي المثلجة اصلا في الهواء، أحمق! هكذا همست لنفسي، أتريد فضح نفسك!نهضت واقفا، تلفت يمنة ويسرة، احنيت ظهري ثم تقدمت قاطعا ماتبقى من خطوات، أخيرا أنا خلف النافذة. استجمعت أنفاسي، نفخت الهواء بقوة، طرقة واحدة خفيفة على زجاج النافذة، إنتظار، ثم كررت ذات الشيء وأخذ قلبي يخفق بقوة! سمعت حركة، أشبه بحركة شخص ينزل عن سرير، رغم العتمة! لمحت وجه جميلتي خلف زجاج النافذة،كانت الملعونة تشع بالرغبة! اختفت من أمامي، لحظات ثم صوت لقفل الباب وهو يفتح، ياربي! أصبح الأمر قريبا إذن، استدرت بسرعة دون حساب لخطواتي الثقيلة، وجدت نفسي أقف بطولي الجميل أمام الباب، لكني كنت ارتجف كورقة في مهب الريح! لكن ماحدث اذهلني، إذ ماكدت اخطو الخطوة الأخيرة، وقبل أن تمتد اصابعي لتصافح اكرة الباب، إذا بخيال كبير لجثمان رجل!كان خلفي، تلفت مرعوبا، كان والدها يقف فوق رأسي تماما مثل نخلة فارعة وطويلة! جمدت في مكاني، وارعبني منظر السخرية في عينيه والسيجارة المشتعلة في زاوية فمه، كان يراقبني إذن! تبا لي من غبي! لا اراديا، وضعت كلتا يدي فوق رأسي وتوقعت ضربا ولكما شديدا، لكن أي شىء من هذا لم يحدث، فقط شعرت بهزة قوية، فتحت عيناي على وسعهما! كانت أمي تقف فوق رأسي الآن وهي تقول :
-مابك يابني لقد ارعبتني كثيرا! 
غرقت في خجلي، ورحت أضحك بقوة كنت احلم إذن!!!
بقلم /رعد الإمارة /العراق 
26/8/2019 الإثنين

ج4 من قصة {{بطل من ورق}}بقلم الأديب العراقي القدير الاستاذ{{رعد الإمارة}}

{{بطل من ورق،}} 

 {{الجزء الرابع}} 

بأصابعها الرفيعة البيضاء، تناولت من الحوض المعدني الكبير حزمة من الحشائش اليابسة شبه الخضراء،ثم تقدمت بثبات نحو الجمل الرابض والذي كان يحدق فيها من خلف السياج الحديدي المشبك. دفعت بما لديها نحوه، وسرعان ما مد الأخير رقبته الطويلة وأخذ يلتقط الحشائش من يدها الثابتة الممدودة،تبا له! كان يلوكها بطريقة آلية تبعث على الملل، حتى إنها أثارت اشمئزازي! كنت أقف خلفها تماما، بيد إنني مالبثت أن تراجعت للوراء، وواصلت التحديق برعب ودهشة لتلك الأسنان الضخمة والزبد الكثيف الذي كان يحيط بشدقيه المضحكين المتدليين! انتابني الذعر حينما تخيلت كفي الصغيرة مع حزمة الحشائش التافهة بين أسنانه الضخمة الشبيهة بأحجار الصلد، وبلا وعي ضممت كفي إلى صدري فيما اخفيت الأخرى في جيب بنطلوني! لمحتها تتقدم صوب الجمل، وجدت نفسي أقف بجانبها ، ملاصقا لها تماما، همست لها محذرا، وطلبت إليها الابتعاد بسرعة عن هذا الشيء الضخم! لم تنبس بحرف، كان ثمة حبات من العرق قد ظللت جبينها الحلو، رمقتني بنظرة جانبية طفولية لعينة، ثم بتصميم أرعن تناولت حزمة أخرى من الحشائش ودنت أكثر هذه المرة! ياربي، أحمر وجهي بشدة وأخذت الهث، وضعت اصابعي على كتفها وضغطت برقة،فيما ظل بصري معلقا بعيني الجمل الباردتين! ورغما عني ،مر من أمام ذهني خيال سريع،فتصورت نفسي أخوض معركة غير متكافئة بتاتا مع هذا المخلوق، فيما لو تجرأ وقضم شىء من أصابع حبيبتي! فجأة استدارت نحوي وهي تبتسم، فيما اصطبغت ملامحها العذبة بأحمرار خفيف، قالت :
-هيا بنا. ثم هزت كتفيها 
كنت عابسا، نفخت الهواء بقوة، وهمست لنفسي من بين أسناني، أخيرا إنتهى الأمر بسلام! 
سرنا متلاصقين، لايقطع صمتنا سوى صوت خطواتنا، كنت اتأملها وهي تمشي بجانبي بكل رغباتها المجنونة! أحيانا كنت اهرب من نظراتها، خاصة تلك التي ترمقني فيها بزاوية عينيها! الملعونة كانت بحركتها تلك تثيرني وتملأني بأنتشاء غريب، لدرجة أنني كنت اتمنى حينها لو ضربت الأرض بقدمي مرة ومرتان!!
مرت الأيام بصورة ثقيلة، وعندما حان موعد لقاؤنا ضحكت بشكل مطول، حتى إن الدموع تطافرت من عيني، ثم تنهدت طويلا، وأنا أتذكر كل حركاتها الطفولية العذبة. تجولنا كثيرا، وضحكنا أكثر، كان المرح يحيط بهيئتها، أما اصابعها الطرية فلم تفارق كفي ابدا! ثم قادتنا خطواتنا كالعادة صوب جملها المحبوب، ووجدت نفسي انقاد إليها وإلى جنونها المعتاد! حدقنا بدهشة نحن الإثنان، هذه المرة كان الجمل يختلف، فهو أشد بياضا من سابقه، حتى إنه أصغر بكثير، لكن مازاد دهشتنا، أو دهشة حبيبتي بالأحرى !إنه لم يكن ثمة حشيش في الحوض المعدني ،كان خاليا تماما!!وجدتها تخفض بصرها للأرض، كانت الخيبة والغضب قد تمكنا منها، رثيت لحالها بصدق وتعاطفت تماما معها، ظلت مقطبة الجبين تدير بصرها الحائر في كل الاتجاهات، ثم أخذت ترمق الجمل مطولا، وفجأة أخذت تحدق بي بنظرات جامدة! شعرت بخجل شديد، يا إلهي، هل تقارن بيننا مثلا، أنا والجمل!!لكني سرعان ماطردت هذه الفكرة المضحكة من خيالي!رأيتها تنحني بكامل فتنتها لتلتقط ما تناثر من حشائش هنا وهناك، هرعت بكل مالدي من طاقة وأخذت أجمع الحشائش معها، وضعته بين كفيها الصغيرتين، أخيرا تجمع لديها حزمة لا بأس بها، توردت ملامح وجهها، ضحكت ضحكة قصيرة ثم تقدمت بخطوات ثابتة نحو الجمل وهي تلوح بالباقة. أخذت اراقبها، وعلت الدهشة ملامح وجهي حين رأيت كيف تقدم منها الجمل بشفتيه الغليضتين، أصبحا قريبين من بعضهما الآن، لايفصل بينهما إلا السور المشبك! منحته ما في يدها، ثم راحت تداعب رأسه!لم تكن خائفة بقدر ماكانت مثارة، كان يطل من عينيها فرح طفولي أعرفه! بقيت اراقبهما بحذر شديد، كنت متشنجا! رأيتها فجأة تلتفت نحوي وتهتف :
-تعال، إنها أنثى، هذه ناقة يا حبيبي! 
أخذت تضحك مثل مجنونة وتصفق بيديها الاثنتين! بعد لحظات سمعتها تتحدث مع الناقة بهمهمة لم اتبينها! قالت :
-تعال هنا، تريد تبوسك! 
وقسما بربي، إن الجمل الذي اتضح إنه ناقة، مدت رأسها لي بعينيها الواسعتين جدا وهي تلعب بشفتيها! 
ولوهلة صدقت الأمر، واصلت التحديق بالشفتين المتدليتين، انتابتني رغبة شديدة بالتقيؤ،تراجعت للخلف بسرعة واستدرت لاعنا بسري الاثنتين حبيبتي والناقة! فيما بعد شعرت بخطواتها خلفي، كنت امشي والغبار يثور من تحت قدمي، لم اجرؤ على التلفت للخلف، لكني كنت أفكر  جادا هذه المرة بطريقة تبعدني وحبيبتي عن الناقة ومنتزه الزوراء ،وللأبد!!!(ملاحظة :القصة حقيقية، أما كيف عرفت هي بأن الجمل ناقة فلا أدري، انا لم اسألها ولن أفعل! )
بقلم /رعد الإمارة /العراق 
29/8/2019 الخميس

قصة قصيرة بعنوان{{عبث الأقدار }} بقلم الشاعر والكاتب العراقي القدير الاستاذ {{رعد الإمارة}}

(عبث الأقدار )
كان من الممكن أن أبقى معلقا مابين الأرض والسماء  لأمد غير معلوم ربما، لكن الذي حدث إن خفقة من جنح  ملاك مر بأسرع من لمح البرق من جواري جعلتني اهوي للأسفل.استيقظت صباحا فوجدت إن هبوطي الاضطراري كان عند ساحل من سواحل بحار الأرض، تبا وألف تبا! ااعود للأرض بعد أن فارقتها!؟فعلا هذا الأمر غير عادل البتة.للحظات وأنا أمشي على ساحل البحر تاركا خلفي خطوات شبحية أخذت أفكر في كنه هذا الملاك الذي فعل بي ما فعل، لكن مهلا، قد يكون من اسقطني أرضا شيطانا لا ملاكا!حدقت في السماء وحاولت قدر الإمكان اختراق حجبها، لكني سرعان ما عدت لما أنا فيه، كيف يمكن لشبح مثلي اختراق كل تلك السماوات!هززت كتفي الخفي ثم أكملت سيري صوب بعض البيوت المتفرقة هنا وهناك.كان الوقت صباحا واشعة الشمس الذهبية قد  جعلت كل شىء يبدو لامعا، مياه البحر، ورمال الساحل الطويل وحتى جدران بعض البيوت التي أصبحت قريبة جدا الآن،ولأنني كنت شبحا خفيا فأن أشعة الشمس هذه لم تؤثر بي، حتى إنها لم تنعكس على جسدي! انتابتني ضحكة تهكمية، إذ كيف يمكن ان تنعكس؟أشعة الشمس على جسد ليس له من وجود!!أخذت أفكر في جسدي، وانتابتني موجة ليس من مياه البحر طبعا وإنما من الدهشة، كيف لا أتذكر تفاصيل جسدي المادي الذي كنت قد شغلت منه حيزا كبيرا، حتى وصل بي الأمر إلى تسييره كيفما وأينما شئت! طيب هل يعود السبب في ذلك  لفقداني الذاكرة، وهل حقا فقدتها!ياويلي ،لست أتذكر شيئا من أي شىء! وراقت لي العبارة الغامضة الأخيرة، حتى وجدت نفسي اعاود  الضحك كالمجنون ، لكن عجبا، مابالي لا اسمع شيئا من ضحكتي.اخذت امشي على غير هدى، وكان يمر بي الكثير من العابرين والعابرات من البشر لكن دون أن ألفت انتباههم، وتمنيت لحظتها لو امتلكت مرآة كبيرة، ربما عندها يتغير الأمر وافهم شيئا مما انا عليه. آه، أخيرا، ثمة منزل كبير، بناءه حديث، إنه يختلف عن باقي الدور المنتشرة بصورة عشوائية، طيب سنرى، همست لنفسي هكذا قبل أن اهز كتفي الخفي، واخترق الجدار. كان السكون المطبق يخيم على المكان، تطلعت يمينا ويسارا، وكنت في سبيلي لأختراق جدار البيت الداخلي حين تناهى إلى سمعي صوت زمجرة، آه، شعرت بالرعب ونسيت إنني أفتقد للجسد، التفت قليلا ،تلاقى بصري الشبحي بعينيه الحمراويتين، تبا له من لعين! كان كلبا ضخما بشعر كثيف أخذ يتماوج مع كل نبحة من صوته الكريه، أخرجت له لساني الخفي، واخترقت الجدار فخمد الصوت وتلاشى. أخذت أسير على السجادة المزركشة دون أن أصدر صوتا يذكر، آه، كنت في صالة الاستقبال الفخمة إذن، أخيرا هاهي، طالعني جسد المرآة الكبيرة المثبتة بالجدار، مشيت نحوها، وكنت بداخلي أضحك ساخرا من غبائي، إذ مالفائدة التي كنت سأجنيها من رؤية اللاشىء! اللعنة! ماهذا، كان الرعب والدهشة قد ارتسمت بصورة واضحة على ملامح وجهي الظاهر للعيان الآن، رفعت ذراعي، أنهما سليمتان، وهذا رأسي بالشعر الفضي الذي أعرفه الآن، عيناي وانفي وشفاهي الرفيعة، كل شىء موجود! أحدهم قادم، سمعت خطوات، إنها امرأة، استدرت نحوها وقد شاع الارتباك في ملامح وجهي، لكن تبا، ماهذا الآن! إنها تخترق جسدي دون أي ارتطام!!رحت احدق فيها وفي اصابعها التي أخذت تعبث بشعرها، انتابتني في البدء حيرة عجيبة، لكن الغضب سرعان ماخيم علي حتى شعرت بهواء ساخن أخذ يلفح روحي!تراجعت للخلف، اخترقت الجدار بظهري، طالعتني عيون الكلب الطافحة بالغضب، نفخت في وجهه انفاسا حارة أشبه بلهب بركان ثائر، تراجع للخلف مرعوبا وأخذ يهز بذيله.وقفت خارج الدار، استنشقت انفاسا منعشة، هدأت نوبة غضبي، سرت بلا هدف، قادتني خطواتي نحو ساحل البحر، وكنت قد اتخذت قرارا بأغراق نفسي، قطعت مسافة لابأس بها ثم ما لبثت أن  توقفت ورحت أضحك بصورة هستيرية وانا أردد مع نفسي، كيف عساك يا أحمق ستغرق روحا فارقها الجسد!!!
بقلم /رعد الإمارة /العراق 
3/9/2019

ج1 من مجموعة خواطر {{عابر سبيل }} بقلم الشاعر والكاتب العراقي الاستاذ{{رعد الإمارة}}

ومضات عابر سبيل 
         
(أخيرا )
ليس ثمة من أحد، لارائحة عطرة،ولا ظل امرأة،حدقنا لبعضنا أنا والوسادة، ونمنا هكذا! كل في ذكرى. 

(  طرق)
كلاهما يطرقان، طرقا رتيبا متواصلا، هو على حافة الطاولة، والمطر على النافذة. 

(حكاية كل يوم )
الحكاية لم تنتهي عند هذا الحد،كل ما في الأمر، أن الراوي أعاد سردها على لسان المرأة هذه المرة، تنهدت ولمعت عينيها ثم قالت :
-كان ياما كان.ثم بكت. 

(مرسى )
مابين كل مرسى ومرسى، كان ثمة مرسى. إذن مابال سفني قد ضيعت المرسى!

(اغفاءة الأميرة )
وضعت اصابعها المتعبة على ظاهر كفه، حدقت فيه من خلال ظلال الوجع في عينيها، رغم ذلك ابتسمت ثم همست :
-كان حبك، من أجمل الأشياء التي أبدع الرب في صياغتها.ثم نامت الأميرة، وربما للمرة الأخيرة! 

(وحدة)
كانت وحيدة، وكان لديها نافذة أيضا وحيدة، تنظر من خلالها للعالم الخارجي. لكن آه، هي لاتدري بأن العالم الخارجي، ماعاد مهتما، إن كان لديها نافذة،أو كانت وحيدة. 

بقلم /رعد الإمارة /العراق