🎀 لازال على وجهي ماء العجين 🎀
لازال على وجهي ماء العجين
من أين تؤكل فاكهة الحديث وانت الكتف المعول عليه ثناء الحتوف ؛ تلك الدهاليز أومأت الينا مسك البقاء ؛ تعث بنا استمكان الطلح .
ثم يكون السفر إلى نائية الارق آخر محطات الرجاء. والظل لايأتي بنهاية الرخاء .
لعل الشمس باخعة خدها المحمر ؛ وعيناها ابيضتا من حديث التوبة ؛ لم تغتسل بماء الثلج ؛ أو كانت خالية الا من هجير الجحيم ....!!!!
ويبقى الحال من المُحال صورة نجاة رقن قيدها خشوع البكاء .
كيف ينجلي هذا الغسق من مطياف الرحلة ؛ كأن الوجوه جميعها أخوتي التوائم في قماط الوهن .
وفق متحصلة النوى ؛ نمضي ولانرعوي استتباب المخاطرة ؛ على مجمرة الخطى ؛ حين ينتعل الطريق طرد المسافة كلما شاغف الهجران نوء الغادرين .
ونحن المُهاجرون أبداً
الراحلون سَبَلاً
المبعدون جزعاً
الراجون نعمة البرازخ وأن شحت بنا المنايا ألا من خلاف المساوفة على مائدة العناء .
والموت كل يوم يقرأنا الآف المرات ؛ وعشرات من الخطايا تجول صائلةً لم يربت على لجامها السامق هدهدة التأني .
هل قرأتني ذات موعد من غياب ؛ وانعطافات المخاوف تتمقرط عندي ذات صفٍ واصطفاف
الكل ينثر على باحات النرجس امطاراً من دموع ؛ ويَّ كأن السُحب الدُخانية تتراقص عند براريِّ بالرعود ؛ في يومِ عيدِ واصطياف .
من أين تؤكل فاكهة الحديث ؛ فلازال على وجهي ماء العجين ؛ في مشاق الرحلة يتحرك عندي اسطرلاب المتجه ؛ أطنب أمتعة الرخاء ؛ أعتد بها لشدة ؛ أميس عني هيفاء الليالي ؛ فكل الآماد تُعاند نفسي مكث البقاء ؛ اطرق معونة الرجاء ؛ ومؤنة التيمن تغرس عندي فأد لم يُتَّق ؛ وجرحاً لم يُرَّتق ؛ وسكون تتحكمه تقلبات القلق ..
من أين تؤكل فاكهة الحديث ؛ فلازال على وجهي ماء العجين ؛ يتلولب عندي المغيث متحيراً ؛ يتفقد النخاء في عيون المارة ؛ يُعتب موسوساً شفاه الندبة في ثمة ألفاظاً خُرَساء ؛ وكتاب في طياته خّربشاء ؛ تتجزعه اللاذعات مرورها ؛ فكيف بي لو تذوق تراب الأفواه مآقٍ تلوذ بدمع يخدش ابدان الصخد .
تقيئ منا المقابر بغثاء لايُهتظم ؛ فأعود أركن الروح جانباً إلى جدار المتعبين .
أمسد حراشف أرجلي ؛ أعيد ترتيب الخطى طي الدروب المغلقة على رائحة الراحة ؛ أنهد شحط الطلب من مفترق الاثداء .
أجزع عائداً حقيبة الذات ؛ يتقولب عندي مضن القرار ؛ ثم تنتزعني الدنيا أياماً عشتها وهلاً بالمجان . يتجمهر عندي رقص الفرح ؛ تفترش السعادة بزة بيضاء ؛ في ليلةٍ بيضاء ؛ عند عروسٍ بيضاء ؛ وفي ليلةٍ بيضاء لم تزكم أنفها سعالاً مُراق ؛ بقدر ما تقيئ فينا رائحة التعب ؛ المُتلف لروعة الكلم طي الأحاديث .
من أين تؤكل فاكهة الحديث ؛ فلازال على وجهي ماء العجين ؛ أقلب جرار المساء في سرية ؛ عن ذكرى دثر ملامح وجهها ركود الغبار على كتاب ما ؛ وحرق مفاتن صدرها جزع المنوال .
ابحثُ في سفط الهديا عن قبا ميتة دارسة ؛ أسفر لها أدعية واكف قانتات ؛ لعلني أعيد اليها نفخ الروح فتعود ربيعاً بعد رميم .
أيتها الديار العتيقة في نفس الغياب ؛ في محراب حرمانها تقوم الليل دمعاً ؛ وتحن النهار بتأمل البلهاء . أيتها الأمصار ماسر الماراثون الذي انهك سجادة المسير في أجم العناء .
يتعثر عندي شوط السحر ساعة أشبه بتراويح المساء تُقام على فناء .
وكان الاشتياق أشبه بسفينة يناغم جسمها المكتنز موج الماء ؛ يُداعبها الموج اللعوب بصوت هدير ضاحكاً ثم يغرقها في بلعومه الوحشي منسلخة من قائمة الفتيات البِكر .
ينفخ عليها مجهشاً بماء زفير ؛ مالح يقتل عذوبة الافواه ؛ ويلعق على جسدها الابيض رماد السنوات العاقرة من حمل الاقمار .
هل سمعت ضحكة ارملةً من قلب صحيح يُغانج كفها كمن كفة تمسد طفح الأطفال في دموع لتماسيح ؛ لتدرك فيما تدركه لاحقاً ؛ انها قهقهات انفال تؤد براعم الدُرر على شفير مديات عمياوات .
انا هنا عند منزلق الليل أذا استدان مني ثياب العباءات ؛ فيالهمي مني لو استسودتني الابتلاءات .
كل اوجاعي سوداوات ؛ كان سبات التأريخ اهداني ملتحفاً يأزره وقتئذ نام حرزه طاعناً بالنوم .
أزار ليس فيه من عبق طيب ؛ الا تراب مصفر يشبه ريش على جناح البومة ؛ لاتفأل سعدها ؛ ولاتضحك فمها ؛ ولاتأنس إلى حقيقيات النوى .
ولا تتكئ حتى على رذاذ النور المتفالت من انطلاق المجرات .
من أين تؤكل فاكهة الحديث ؛ فلازال على وجهي ماء العجين ؛ أحتاج إلى نفسي طرفة عين ؛ ووهلة شوق ؛ وهُنيهة زمن ؛ واكتيال ولو مثقال ذرة طافرة من نزق بهجة نسيها المبتهجين يوم سعدٍ ؛ أسد بها ثاغرة عوز كان شادقاً في عريض ضحكته .
كان بَر الهوى مرساة كاذبة ورافئ على العقول ضحوك .
ذات حفل راقص ؛ كانت الليلاء تناغم دبك المتناغمين والقهوة التي لم تُنعس حُماة البيداء ؛ قد انشغلت بالسكر ؛ وشعلة النار تحت سقف الفرصاد بردت . واحتمت بالرمل الخليل ورباب .
حتى أينع الصبح من متتفس الابكار ؛ ايقن محتكم القرى رحل النوق بهوادج الايامي والثيبات ؛ والابكار ماعادت تلبس قلادة الاقمار .
وأهل الحي سُكارى يداهنون البنادق بزيت أعجمي . وقتها افلج الحديث يُكشر أنيابه في هول من لحن العتابا وانا من الرزايا خطب وخطوب .
هكذا احتل مضارب الغجر قريتي وأقلوا قطاراً في واعك الحال ؛ لايفيق ولايستفيق الا على ثواء السجائر وسجف معطلة لاتردع صفراء الريح .
متعبة هذه الرحلة تسرق الأرواح من سرادق الجسد ؛ تأخذها من خبى القباب إلى آخر المرتجل على قمم الراسيات ؛ وبنات الجبل تراهن رصد المطالعين اليها بالشمخ المتعرين تحت طائلة عبساء .
كيف أُذكي حياة في قنا الصبار وفي الاشواك .
يطعنها المرواح بالذر ؛ وينخرها بالمذر ؛ وينحر لبنات الريح امانيه ويبخس على ثوبه رفع الحال .
قيس كريم
جمهورية العراق
٤/٣/٢٠٢٠