🎀 قراءة نبطية بين الأفشاء والفوبيا 🎀
قراءة نبطية بين الافشاء والفوبيا كورونا مثالاً تقتصر هذه الدراسة بحثاً واقعياً من حيث الايثار النفسي الحاد وبشكل أكبر من المؤثر السريري لدى شريحة المصابين فعلاً والراقدين في المشافي .
أتناول في هذا الجانب العامل النفسي الموازي لأحداث ما قبل الإصابة بالمرض ؛ والذي بدوره يسبب أعراضاً جانبية للانسان ؛ هو في غنى عنها فتأتي على حين غفلة ؛ فكما نعرف أن طبيعة الجسم تعمل بنظام متكامل من الهرمونات التي تؤثر ايجاباً أو سلباً على نظام الوظائف والأجهزة والخلايا ؛ والتي نسميها بهرمون المشاعر ؛ هذه الهرمونات تعمل بكيميائية مُتزنة في الظروف الاعتيادية ؛ وتتغير بشكل جدي على الوظائف الفسلجية في الجسم ؛ بحيث تكون مؤثرة ومسببة لكثير من الأعراض المرضية ؛ أو ربما تسبب الإعاقة مثل النوبة القلبية ونوبة الصرع .
ومن هذه الهرمونات المسيطرة عن السعادة والغضب والحب والتوتر والقلق هي الأوكسيتوسين والادرينالين والدوبامين والسيرتونين والإيبينيفرين .
فحين يكون هناك موقف خطر كأن يكون هذا الموقف فُجائي أو نتيجة التهديد والوعيد سيكون هناك إفراز لأنزيم الإيبينيفرين المؤثر بشكل أوسع على الجهاز العصبي مسبباً أحداثاً سلوكية ربما تكون في بعض الأحيان أو غالباً لا إرادية كردود لافعال ما غير مسيطر عليها بالغالب .
لتقريب الفكرة قبل الدخول في موضوع المخاوف المصاحبة لتفشي وباء كورونا ؛ نأخذ عدة أمثلة من باب التشبيه ؛ كأنك تخاف التقرب من الصعقة الكهربائية ؛ فتحذر العمل بالتسليكات الكهربائية والتوصيلات الناقلة لها ؛ في حين انك لم تجرب الصعقة ؛ بل هي مجرد فكرة تتصورها فتُرسم على قشرة المخ مولدة ايعازات تنذر بمجسات عصبية بخطورة الموقف .
أو أنك تخاف عضة الأفعى أو لدغة العقرب أو لسعة النحلة ؛ في حين انك لم تشاهد الأفعى بالبَتّة ؛ ولم تتعرض الى وخزة الحشرات ؛ فترسم أثر السُّم على قشرة المخ لا ارادياً فتخاف ضراوة الموقف بشكل فضيع نتيجة لأرسال ايعازات تنذر بالخطورة .
لنأخذ مثالاً آخر ؛ فتخيل مثلاً أن شخصاً يقف في طابور لسجناء يتقادمون على تنفيذ حكم الاعدام فيهم ؛ فأن هناك مُراقاً ينتهك فيهم قرار السيطرة وأبداء حالة من ابتعاث التوتر والقلق المفرط ؛ المسبب الى حدوث حالة الوفاة نتيجة ارتفاع نسبة السكري بالجسم بسبب الخلل الناجم في غدة البنكرياس تحت تأثير القلق المفرط بالعامل النفسي ؛ أو ارتفاع في ضغط الدم الفجائي أو النوبة القلبية وتوقف عضلة القلب عن أداء وظيفتها .
نأتي على وباء العصر (كورونا ) موضوع البحث مثال لحالة واقعية لا زالت ملموسة نعيش أحداثها حتى اللحظة .
والمعروف بمصطلحه العلمي (Viral Covid-19 ) .
فلا بد من استقراء للواقع المجتمعي على صعيد السكان العالمي باختلاف النوع البشري ؛ والأبعاد الجانبية المرافقة لهذا الحدث الوبائي العالمي الأمر الذي بات مستجداً بتأثيره المرعب في الناس .
أخذ فيهم مأخذ الهلع في مخاوف الناس بسبب التحذيرات الصادرة من الصحة العالمية والحكومات على نحوي التوجيه الصحي والأرشاد التوعوي كأجراءات وقائية وأحترازية .
هذه المقررات أثرت من ناحية اخرى وبشكل اوسع وأكبر أيثاراً على الفرد من ماهية الإصابة به .
رُبَ سائل يسأل كيف تولد الخوف على نطاق مروع ؛ على الرغم من تفشي أوبئة أخرى كالجمرة الخبيثة وأنفلونزا الطيور والخنازير وعدوى السارس وعدوى فقدان المناعة المكتسبة ( الأيدز) .
أذن : هناك ماهو أكثر أستشاعةً من ضرر هذا الحوين الذي لايُرى في العين المجردة ؛ والاستشاعة تُداول بتنظم أعلامي محظ ؛ وبوساطة أنظمة ومؤسسات داعمة للرعاية الصحية اسمهمت في شد انتباه بني البشر من خوف قادم يقتحم الوجود الآدمي بنهم . هذا عامل اساس له القدر الوافي بزرع الخوف ؛ كونه مُعلن من اصحاب القرار ؛ بما يضفي بصمة ( لحق إعطاء المعلومة) هذا أولا ً ...
ثانياً : عامل الطرد وفارض الزمن الذي لقت انتباه الناس وحياطتهم منه ؛ مساهم بنمو هذا النوع من التخوف ؛ الذي بدوره كان المُمَهد الرئيسي لإنشاء خيفة حقيقية في الذات لكل فرد ؛ ويترتب عليه تصور الخراب وحجم الخسائر البشرية لو استشرى في مجتمعاً ما بشكل توسعي ويشتى المتجهات ؛ فمثلاً : -
سبيل التوضيح اتناول قانون قاعدة الهندسة المتوازية قدر تعلق الموضوع بمفهوم ( الأسقاط المركزي ) والتي تنص بنظريتها الإسقاطات المركزية لخطوط متوازية لبعضهما البعض تتمثل في خطوط تلتقي في نفس نقطة التلاشي ؛ ينبغي الاخذ في الاعتبار انها عندما تكون الخطوط موازية أيضاً لمستوى الإسقاط ؛ نقطة التلاشي تكون لانهائية ؛ أي بما معناه ان نفترض أن شخصاً حاملاً لهذا الفايروس يلتقي به أشخاص لا على التعيين يعتبر هو في مكانه مصدر أساسي لنشوء العدوى ؛ وهؤلاء المُتلقين يأخذون ما أوبئ فيه ويُنشرون بشكل متفرع وأوسع .
فتخيل عزيزي القارئ حجم التخاطر أن هذا الشخص المصاب هو بؤرة داخل مركز الشبكة العنكبوتية ؛ تعاطى منه جميع الملامسين عدوى وتفرقوا في شتى الاتجاهات ؛ فكل واحد من هؤلاء سيكون هو بؤرة بحد ذاته وينقل الفايروس دَوَالَيْكَ مرَّة بعد مرَّة .
هذا مايُخيَّل في الذهن من أساليب عن طريقها يتناقل الوباء مسبباً الفوبيا باتجاه المرض .
ثالثاً : أنصات جميع العالم إلى الدول التي أعلنت حالة النفير العام وبأعتماد تام على مهام القوات المسلحة ؛ الأمر الذي يحوط عمل الدماغ بآلية التفكير ويجهز على الجهاز العصبي بالتوتر وعدم التركيز في حال ظهور أشتباه أصابة البلد بالوباء ؛ فكيف يكون الحال لو أن هذه الإصابة المشتبه بها تأكدت بأيجابيتها للفايروس .
في حين أن العقول صارت حواضن لتلاقف الأخبار عن الاحصاءات التي تتصاعد بظرف زمني قياسي بأعداد الموتى وفق بيانات تُحصى ( حسب الرقعة الجغرافية ؛ وعدد النسمات البشرية لكل مدينة ؛ التوقيت الأول لظهور أول حالة وفاة وسرعة الانتشار مع قلة الإمكانات ) .
مُضافاً أليها المؤشرات الثانوية التتابعية التي أنهكت أحوال دول عظمى وبلدان كبرى مصدرة للأدوية والمواد الانسانية أصبحت تستدعي استقدام المساعدات الطبية الصحية ؛ وبدأت تنهار بهفت كبير اقتصادياً وصحياً ؛ وهذا مالوحظ بادئ الامر في الصين بسحب جميع المبيعات الانسانية المُعدة للصدارة الخارجية .
رابعاً : كان في بادئ الأمر ذياع إعداد الموتى الموبوئين وعدم ذكر الإعداد التي تماثلت إلى الشفاء ؛ فضن الجميع أن لا شفاء من هذا الويل بتحقق الموت .
رابعاً : حالة الفوضى التي اجلدت بالناس فولدت أزمة تحتاج إلى إدارات حكيمة مع فقدان الثقة بجوانب مؤسساتية عدة .
أن إصابة الشعوب بالفوبيا المرضية مؤشر قوة على انهيار النفوس ؛ وهدم المعنوية الذاتية للفرد ؛ هذه الفوبيا في تصاعدية غير مسيطر عليها ؛ غير قابلة للاحتواء ؛ ومن الصعب جداً ترويض حالات القلق في حال إصابة بلد ما بتفشي الوباء بأنياب لاتنكسر ؛ والذعر والقلق يكونان فرسان على محو الارادة وانفاء رباطة الجأش ؛ فكيف لو أن الأيام القادمة لا قدر الله ان نكون صين ثانية أو مدينة إيرانية انهكها الوباء ؛ أو ايطاليا التي فوضت أمرها للاستسلام واستجداء الموارد حتى القشة ؛ أي أن العامل الاقتصادي هو الآخر أخذ منحى الجد في كأد الأمم ؛ ناهيك عن ذلك وجوب المكث في البيوتات وفرض حالة الطوارئ
لذا كان للعامل النفسي أثره الجاد عند الناس أكثر اجحاداً من المرضى .
أعاذنا الله واياكم من هذا الوباء ومن المحن ما ظهر منها وما بطن .
قيس كريم
جمهورية العراق
٣١/٣/٢٠٢٠