مــَرَرْتُ مِن هُــنَا يَومـــًا فَأنْشَدَنِي
صَخْرُ الحِجَــازِ مِنَ التِّحْنَانِ مَا نَشَدَا
.
مَــرَرتَ مِنْ هُــنَا يَوْمـــا فَأَوجَد لِي
رَمْلُ المَفَـازِ مِنَ الأَطْيَابِ مَا وَجَــدا
.
يَا فَوحَةَ المِسْكِ هلْ عَطَّرتِ كَاهله ؟
أمْ أنَّ عِطرُكِ مَسَّ الطِّيبَ فّاطَّــردا
.
مَا أجمَـلَ الخُــلُقَ الآتِي عَلى خَـلـقٍ
سُبحانَ مَن صَاغَه روحا كذا جسدا
.
أنْتَ الضِيَاءُ وَهَــــذا الكـــَون أقبِيَةً
مِن حَولنا - فرقدٌ أنت المُضِيء جُدا
.
مَــاذَا عَسَاك لِسَانَ الشِّعر تِمنَحني
مِنَ الفَصَاحَةِ والتِبْيَانِ .. بَعض نَدى
.
شَوقِي نَمى بِفُــؤادي اليَومَ قَلَّدَنِي
رَغمَ الشُّجون وِشَاحَ الفَخر وانجردا
.
هَــذا النَّبِيُّ .. وَهَــذَا اليُتـمُ يَمنَحُـهُ
فَخــرًا فَـآوى له الرَّحمَن ثُــمَّ هَــدَى
.
يَـــا سَيِّدَ الكـــــُرَمَاءِ اليُتْمُ عَجّـَزنا
حَتَّى مَتَى وَشِبـَوح الغَاصِبِين عــدا
.
عُمرِي خَطى سَبع أعوام وعام الحــــ
ـزنِ في حُــدودِ خَيَال الطِّفلِ بي وَجَـدا
.
لِلعُمْرِ سَيفٌ عَلى الأحْــلامِ يَسْلِبُها
طِيبَ الرُّقـَادِ بِحِضنِ البِيْضِ والغيدا
.
ثمان قـــد عشتُهَا والأربَعُون على
جَمـــرِ البِلَى لِيُقال : العِيد قــد نَهدا
.
مَالــي وللعــيد يَسَّـاق الغـُـــواة له
لَستُ الَّذِي عَرَفَ الأعيَاد أو شَهدا
.
مَا أنا مِنَ العُتَقَاء اليــوم كي أغْرى
وَلم يُجَرْ قَدَمي مِن حَــرِّ نَارِ غَـــدا
.
ما دامت القدس تَطويهَا القيود عـــ
ـلا بمَقرقي العجرُ ما لم يُدركوا شُّهدا
.
عذرا نِباض الوفاء اليوم عانقني
حـزن دفين على المَسْلُوبِ قَد رُصِدا
.
حتّى متي وَضِيَاعُ العُربِ يحكمها
عَجزُ الملوك وفوق العرش من عُبدا
.
حتي متى والسيف في قلب الحماة على
جمـــع الغـــزاة حمــام حــاملا وردا
.
هل غصنُ زيتوننا طَــــرَّاحُ أفئدة
أم بالفــــؤاد خـــواءٌ فائضــــــا دردا
.
علا الحمام وآل الســلم والحكما
مـولاي صــلِّ وسلــم دائمــا أبــدَا
*
الصافي أبو عمار