دوار ....دوار
..........
جرسونُ الحانةِ مُمتعضٌ
فالوقتُ على مايبدو تأخَّر
أنظر من حولكَ ياهذا
لم يبقَ سواكَ ألا تنظر؟!
هَبْ لي من فضلكَ ثانيةً
لم تبقَ سوى كأسٌ أخرى
من عفطةِ عنزٍ لا أكثر
فالليلُ حصانٌ منفلتٌ
ليطاردَ ساعاتٍ ثكلى
بالخمرِ ودخّانٍ أغبر
في الخارج بردٌ يلفحني
شكراً للدفءِ فموقدكم
لم يخبت مثل مصابيحٍ
فوق الجدرانِ ولم يفتر
سأحاسِبُ كم أدفع قل لي
أوّاهُ سعالٌ يخنقني
عن قولِ حقيقةَ ماأشعر
صوتُ الموسيقى صرصرةٌ
كالريحِ بآذانٍ صمٍّ
والموتُ على شفتي يزئر
لاتغلق بابك ياهذا
فدوارُ الخمرةِ يسكرني
من أين طريقي لا أعرف
من أين الى أين سأعبر
جئنا والموتُ يلاحقُنا
وسنرحلُ في محضِ دوارٍ
بجيوبٍ خاويةٍ تعرى
ورؤوسٍ تهطعُ في محشر
دنيا كالحانةِ تسكرنا
ودنانُ الخمرِ معتَّقةٌ
وسجائرُ تبغٍ تقتلنا
وهواءٌ ينسلُّ كخنجر
مازلنا نبحثُ عن بابٍ
من أين البابِ فقد تهنا
في بابِ الدنيا مكتوبٌ
هذي دنياك فلا تَغتر
صرختنا الأولى ميلادٌ
ونغادرُ لا ندري أكُنّا
مازلنا نصرخُ أم نَسكر
كريم المفرجي / العراق
