الصَّحَابَةُ فِي حَضْرَةِ الرَّسُولِ
صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّــــــمَ
وُصُولُ الرَّسُولِ ،صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
إِلَى قَبَاءٍ فِي ظُرُوفٍ قَاسِيَةٍ [ 14]
قَــدْ كَــانَ أَهْلُ يَثْرِبٍ فِي عِلْمِهِمْ ** بِأَنَّمَا الرَّسُولُ فِي اِتِّجَاهِهِـــــمْ
مُغَـــــــــــــــادِرٌ مَكَّةَ مُنْـذُ مُــدَّةٍ **وَمُوشِكٌ حُلُولـُـــــهُ بِــــأَرْضِهِمْ
لِذَاكَ يَخْرُجُونَ كُـــــــــــلَّ غَدْوَةٍ **يَنْتَظِرُونَ طَلَّــــــــــــةً لِضَيْفِهِمْ01
وَكُلَّمَا اِشْتَدَّتْ حَرَارَةُ الْهَـــــــــوَا **عَادُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ مِنْ فَوْرِهِــمْ
***********************
خَافُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنْ حَرِّهِ **وَأَسْرَعُوا جَمِيعُهُمْ لِــــــــــــدُورِهِمْ
وَذَاتَ يَــــــوْمٍ حَـــرُّهُ مُرْتَفِعٌ** لَمْ يَصْبِرُوا عَلَى حُلُولِــــــهِ بِهِــــمْ
عَادُوا إِلَى الظِّلَالِ فِي بُيُوتِهِمْ ** مَخَافَـــةً وَمَلْجَأً مِنْ ضُرِّهِـــــمْ
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَتَى نَبِيُّنَـــــــــــا **لَكِنَّمَا الْأنْصَـــــــــــارُ فِي بُيُوتِهِمْ
*********************
وَبَيْنَمَا الْأَنْصَارُ فِي بُيُوتِــــهِمْ **وَيَائِسُونَ مِنْ قُـــــدُومِ ضَيْفِـــــهِمْ02
ظَنًّا بِأَنَّ حَرَّ ذَاكَ الْيَوْمِ قَــــــدْ **يَكُونُ مَانِعًا لَهُــــمْ فِي سَيْــــــرِهِمْ
وَعِنْدَمَا حَلَّ هُنَا رَسُولـُــــــنَا **حَــــطَّ عَــلَى الْـــقِبَاءِ فِي سُكَّانِهِمْ 03
وَمَا رَآهُ وَاحِدٌ فِي رَكْبِــــــــهِ **حَتَّى جَرَى لِلْأَهْلِ أَوْ جِيرَانِـــــــهِمْ
***********************
يُخْبِرُهُمْ بِأَنَّمَا الرَّسُولُ قَـــــدْ **أَتَى وَإِنَّهُ هُنَـــــــــا مِنْ بَيْنِــــــــهِمْ
يَقُولُ :"يَا بَنِي فُلَانٍ قَدْ أَتَى **صَاحِبُكُمْ فِـــي أَهْلِــــــهِ هُنَــــا بِهِمْ"04
وَحِذْوَهُ الصِّدِّيقُ فِي خِدْمَتِهِ **فِـــي ظِــــــلِّ نَخْلَــــةٍ رَفِيقَةٍ بِـــهِمْ05
يُلْبِسُـــــهُ رِدَاءَهُ مَخَافَـــــــةً **عَلَيْـــهِ مِنْ حَرَارَةٍ فِي طَقْسِـــــــــهِمْ
************************
الشَّمْسُ هَا هُنَا تُرَى مُحْرِقَةً **صَهَّارَةً لَيْسَــــــــــتْ رَحِيمَــةً بِهِمْ
النَّاسُ هَاهُنَا ذَوُو صَبْرٍ وَقُوَّ**ةِ اِحْتِمَـــــــــالٍ لَيْــــسَ عِنْدَ غَيْرِهِمْ
تَصَوَّرُوا رَسُولُنَـا مِنْ تَحْتِهَا **وَتَحْتَ نَخْلَةٍ يُــــــــرَى مِنْ بَيْنِهِمْ
وَأَنَّمَا الصِّدِّيقُ دَوْمًا مُحْتَفٍ **بِهِ بِكُــــــــــــلِّ لَحْظَةٍ مَرَّتْ بِـــــهِمْ
عبد المجيد زين العابدين
تُونِسُ فِي يَوْمِ الإثنين غرة (01)آذار=مارس (03)
سَنة إحدى وعشرين وألفين (2021).