[في يوم المرأة الفلسطينيّة]
-----------------------------
لا تجْعلوا التكْريمَ مقْصوراً على يوْمٍ
مِليءٍ بالخُطَبْ
ولكمْ بقيّةُ عامِهِنَّ جميعُهُ
فَمَنِ الذي لكمُ البقيّةَ
دونَ حقٍّ قد وهَبْ
أيْنَ المساواةُ التي تُحكى نفاقاً أو كَذِبْ؟
فَلْيُلْغَ كلُّ تَمايُزٍ، حقَّ النساءِ بدونِ ذَنْبٍ قد سلَبْ
تسْتكْثرونَ على النساءِ قليلهُ،يا ويْلَ مَنْ حقَّ
القَواريرِ اغْتَصَبْ
هلْ تقْدِرونْ على الحياةِ بِدونِهِنَّ دقيقةً؟
فبِدونِهِنَّ تَصيرُ كلُّ حياتكُمْ
بيباسِها مثلَ الخَشَبْ
فلَهُنَّ أيَّامُ السِنينَ جميعها ،ولْيَسْأَلنِّي
مَنْ يُعارِضني السَبَبْ
لوْلا النساءُ لَمَا أَتَيْتَ ،ولا أتَيْتِ ولا أتَيْتُ
ولا الدُنا قدْ عُمِّرَتْ ،فلِمَ العَجَبْ؟
كالأرضِ هنَّ فلا نباتٌ أو حياةٌ دونها
وبدونها سيظلُّ آدمُ وحْدهُ،وبِموْتِهِ
سيظلُّ عالمنا بِلا إنْسٍ،خَرِبْ
فأَتَتْ إليهِ خليلةٌ مِنْ ضِلْعهِ
صارتْ لِباسَ خليلها وكذاكَ
صارَ لباسُها،فتَقاسَما مَلْأَ
الحياةِ بأهْلها عبْرَ الحِقَبْ
هيَ ورْدةٌ تُعْطي الشَذا،لوْلا العبيرُ لَأَصْبحتْ
هذي الحياةُ كما الجليدُ
بِلا مذاقٍ أو حياةٍ كالقُطُبْ
فلِمَ التعجُّبُ والعَتَبْ؟
لو قُلْتُ صاحِ بأنّها أصْلُ الحياةِ وقدْ
تفوقُ بِدَوْرِها مهما يُقالُ ضعيفةً ،
أهلَ الذُقونِ أوِ الشَنَبْ
هيَ أُمُّكمْ هيَ أُخْتكمْ ،هيَ بِنْتكمْ هيَ جدّةٌ
أو خالةٌ أو عمَّةٌ،هيَ زَوْجةٌ سكَنٌ لكمْ ،تكْريمها
في كلِّ وقْتٍ مثلَ فَرْضٍ قد وَجَبْ
أمَّا نساءُ بلادنا،فمَعادنٌ مثلُ الذَهَبْ
شاءَ الإلهُ بأَنْ يكُنَّ،كخْوْلةٍ ونسيبةٍ وجميلةٍ
والبعضُ مثل خُناسِنا،مَنْ أصْبحَتْ أيْقونةً
بِصمودها عندَ العرَبْ
فنساؤنا مثل الرجالِ،قد اكْتَوَيْنَ بِجَمْرِ هذا
الإحتلالِ فَسِرْنَ فوْقَ،الشَوْكِ أحياناً
وفي قَلْبِ اللهَبْ
عانَيْنَ ما عانى الأهالي كلّهمْ، ففَقَدْنَ كالباقينَ
ما يُدعى بِتقريرِ المصيرِ، فذاكَ حقٌّ مُنْذُ أنْ جثْمَ
الغُزاةُ على الصُدورِ قدِ احْتَجَبْ
فنَزَلْنَ للميَدانِ في الكفّيْنِ أحجارٌ وسكِّينٌ
وفي الصدْرِ الغضَبْ
آياتُ مرَّتْ منْ هنا في قُدْسِنا،يا خيْرَ مَنْ لبَّى النِدا
وبِدَمِّهِ ،أحلى عِباراتٍ لِأقْصانا كتَبْ
ودلالُ كمْ عبَرَتْ بحاراً نحوَ حيفا؟
كانَ مِجْدافُ القوارِبِ شَوْقَها،،
أحْنَتْ نجومٌ في السماءِ لها الرؤوسَ
وفي الدُجى ضاءتَ لها كلُّ الشُهُبْ
وهديلُ مرَّتْ منْ هنا،حطَّتْ عليهمْ مثلَ صقْرٍ
وهيَ ما زالَتْ مغطَّاةٌ كزُغْلولٍ بِأرْياشِ الزُغُبْ
وسماحُ قالت:أشْرَقَتْ،هِيَ قُدْوَتي ورفيقتي
فَاسْتَشْهَدَتْ،قد كانَتا يا صاحبيَّ كنَجْمَتَيْنِ
وورْدَتَيْنِ وكالْلُعَبْ
كم منْ فتاةٍ كالبراعمِ قاتَلَتْ وتضَرَّجَتْ بِدِمائها
وجيوشُ أمّتنا مِنَ المَيْدانِ لاذَتْ بالهَرَبْ
جيْشُ المَرايا في زَمانِ السِلْمِ أرْغى ثمَّ أزْبَدَ ويْحَهُ
وإذا دعا الداعي لِرَدْعِ خصومنا
فتراهُ كاللِّصِ انْسحَبْ
ونساؤنا في المسجدِ الأقصى،يُنافِسْنَ الرجالَ بِصَدِّهِ
فتراهُ إنْ رُصَّتْ صفوفُ الماجِداتِ قدِ ارْتَعَبْ
بِنِعالِهنَّ يُزٍحْنَ أخْطارَ الغزاةِ،فَوَيْحُ حكَّامٍ يُقَضُونَ الليالي
بالشرابِ وبالطَرَبْ
بالأمْسِ لو نادَتْ ظعٍينةُ وَاسْتَغاثَتْ بالعَرَبْ
فترى جيوشاً مثلَ عَدِّ الرَمْلِ،تأْتيها على ظَهْرِ السُحُبْ
واليوْمَ لا الأقصى يُلَبُّونَ نِداهُ ،وَلا حتّى يُلبُّونَ
اسْتِغاثاتِ الحرائرَ في المثَلَّثِ والجليلِ
وفي الخليلِ وفي القِطاعِ وفي النَقَبْ
بئْسَتْ عروشٌ خانعاتٌ أو جيوشٌ
عارُها ما تَسْتحِقُّ مِنَ الرُتَبْ
سبعونَ عاماً ثمَّ أخرى، لم تجِفَّ دِماؤُنا
وهمُوا لِأعْداءِ العروبةِ كالذَنَبْ
يا ويْلكمْ،يوم الحسابِ قد اقْترَبْ
حتّى مَنِ اخْتَطَفَ المنونُ جنابهُ
فهناكَ ربٌّ عادلٌ ،واللهُ أسأَلُ
أنْ يكونَ مُجاوِراً لأبي لهَبْ
بالقدسِ فرَّطَ هؤلاءِ ،وبعضهمْ قد صارَ عوْناً للغزاةِ
وراحَ معْ جارٍ شقيقٍ يحْتَرِبْ
القدسُ معراجُ الرسولِ فأيْنَ حكّامُ الجَرَبْ؟
منها ابْتدا بِعُروجهِ،حتَّى مِنَ العرَشِ اقْتَرَبْ
مِنْ أجْلِ أمْرٍ تافِهٍ،خاضوا الحروبَ معَ الشقيقِ
وقُدسنا،كم حرَّروها بالخُطَبْ؟
ما مِنْ صلاحٍ بينهمْ،لِيُعيدَ أمجادَ العربْ
فَاكْرِمْ بِمَنْ بِنِعالهنَّ ،يَذُدْنَ أوَّلَ قِبْلةٍ ،أنْ تنْحني
لِعَدُوِّها أو تُغْتَصَبْ
في عِيدِهِنَّ ،لهُنَّ كلُّ قلوبِنا وورودِنا
فنساؤنا حقَّقْنَ كلَّ المُعْجزاتِ بِبَذْلهنَّ
وحُزْنَ في المَيْدانِ أوْسمةَ البطولةِ واللَقَبْ
فلهُنَّ عِيدٌ،ليسَ يوْماً واحداً،بل كلّ أيَّامِ الحياةِ
فهنَّ صُنَّاعُ الحياةِ،وهنَّ صنَّاعُ الرجالِ
وهنَّ صنّاعُ الشهيدةِ والشهيدِ
وهنَّ كنْزٌ منْ ذهَبْ
كمْ في بلادي مثلَ خنْساءٍ نساءٌ ،
هُنَّ فخْرٌ للعَرَبْ؟
------------------------------
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
٣/٨-----
مهداة:لكلّ نساء فلسطين
في عيد المرأة ويومها،آملاً
ان تتحوَّل كلّ ايام السنة
لأعياذ لها وهي تستحق
ذلك وأكثر منه،،،
----------------------
[والثوْبُ الفلسطينيُّ هويَّهْ]
----------------------------------
ثوْبٌ وطنيٌّ ،وَتراثيٌّ ،يتعدَّدُ فيهِ
الطرْزُ كذاكَ الألوانْ
ببلادي تلبسهُ منْ كلِّ الأعمارِ النسوانْ
فتخالُ على صدرِ المرأةِ أحيانا بستانْ
لو كانتْ غرزتهُ أعناباً ووُروداً أو نَخْلاً وسنابِلَ أو سَرْواً
خلتُ على صَدْرِ المحبوبةِ كرْماً وجِنانْ
ثوْبٌ تلْبِسهُ أمرأةٌ من بلدي
فاذا كانتْ نَقْشتُهُ طيراً أو
طفْلاً أو دِيَكاً وأفاعٍ أو تِنِّيناً،
غنّتْ صاحَتْ وحكَتْ
وَكأنّ لصاحبهِا ألفَ لسانْ
ما أبْهى صدْراً يحْملُ نَجْمةَ كنْعانْ
فالثوْبُ هوِيّهْ وطنيَّهْ
وَتماماً مثلَ الكوفيّهْ
والثوْبُ يُبَشِّرُ بقضيّهْ
ولهُ تأثيرٌ أقوى منْ
ألفِ مُحاضرْةٍ وبيانْ
فالثوْبُ سلاحٌ فعّالٌ في المَيْدانْ
تُشْهرهُ في وَجْهِ العدْوانْ
والثوْبُ على بَدَنِ امْرأةٍ منْ بلدي
إشْهارٌ يَلْفِتُ أو إعْلانْ
يحْكيكَ بكلِّ لغاتِ الدنيا،
يفْهمهُا القاصي والداني
دونَ شُروحٍ منْ انسانْ
وَالثوْبُ كمِثْلِ اللّوْحَةِ يَرْسُمها فَنّانْ
خاطِبْ كلَّ شعوبِِ العالَمِ
باللّغةِ المفهومَةِ والأسْهلْ
وَاعْزِفْ نَغَماتكَ للناسِ
على وتَرٍ مفهومِ الألحانْ
يعْني شيْئاً للأعْيُنِ والآذانْ
تأتيكَ ثِمارٌ زاهيَةٌ مثلَ عَقيقٍ وَجُمانْ
أمَّا حينَ تكونُ المرأةُ أنتِ
تُطِلُّ قطوفٌ دانيةٌ يَشبعُ
منْها الصادي وَالجوْعانْ
عنَبٌ في الثوْبِ كما المَرجانْ
خيْراتٌ بارَكها الرحمنْ
أنْفاسٌ وَعطورٌ كالرَيْحانْ
هل في الدنيا أعنابٌ حبّتها كالرمّانْ؟
سيُقالُ بلى في بلدٍ تدعى بخليل الرحمنْ
ما أجملَ أثْوابَِ خليلِ الرحمنِ وغَزّةَ
واليافِيِّ الدَجَنِيِّ ورامَ اللةَ والشَعْراويَّةِ
والقدْسيِّ وَمَهْدكَ عيسى أو بِيسانْ
أمّا إنْ كانَ التطْريزُ بلوْنِ الزْهْرِ
فذلكَ يعني أنَّ فتاةً عذْراءً ومُدلّلةً
في بيتِ أبيها تلْبِسُ ذاكَ الفُستانْ
والزْهْريُّ معَ اللّيْلكِ يعني أنَّ المرأةَ
زَوْجاً وَمُدَلّلة كانتْ في بيتِ أبيها
أيّامَ زمانْ
والأزْرقُ يعني أرْمَلةً، أمّا إنْ خْلَطَتْهُ
بِأخْضرَ،يعني أنَّ المرأةَ جاهِزَةٌ أنْ
تَقْترنَ بِزوْجٍ ثانْ
والقاتِمُ فهوَ وَقورٌ تلبسهُ المرأةُ إنْ
كانتْ في سنٍّ معْتَبَرٍ والطَرزُ يكون
على أقمشةٍ سوْداءَ منَ الكتّانْ
وعلى أقْمشةٍ منْ ساتانْ
واللونُ الأصْفرُ يعني أنَّ الزَرْعَ
قدِ اصْفرَّ وأنّ حصادَ
المزْروعاتِ الآنْ
والخْمٍريُّ القاني يعني أنَّ المرأةَ
منْ أهلِ الرِفْعةِ والبَعْلَ لها منْ
أهْلِ المسؤوليّةِ وَالشانْ
وَدَوالَيْكَ تكونُ مَعانٍ ومْغازٍ للألوانْ
هذي بعضُ حَضارَتنا منْ قبْلِ
مجيءِ الفِرْسِ قديماً لبلادي
وكذاكَ الرومانْ
ما كُنّا لَمَماً منْ بولَنْدا أو
تُرْكيَّا أو روسيّا واليونانْ
كنّا نَسْلاً عرَبيّاً منْ كنْعانْ
وحَضارتنا في المَشْرقِ مثلَ
جميعِ البلدانْ
لسْنا شعْباً منْ فلَكٍ آخرَ
أو لمَماً صُدِّرَ كي يبقى
جِسراً للغربِ وَالِاسْتيطانْ
فانْظُرْ ما زالوا أُمَماً شتّى
جاءَتْنا كي تغْزونا منْ
كلِّ مَكانْ
لكنّ بلادي ما زالتْ وستبقى
تكْتبُ بالضّادِ وتحكي
لغةَ القرآنْ
ولَنا يوْمٌ مَوعودٌ فيهِ سينْتصرُ
المَسجونُ على السجّانْ
وأرى الدوْرةَ قد دارَتْ أو شِبْهَ اكْتَمَلَتْ
والموْعدَ قدْ آآآنْ
لا سلمَ معَ الغاصبِ أبداً والعدوانْ
------------------------------------
شعر:عاطف ابوبكر/ابو فرح