صرخات لم تُسمع...وروح في الجنة
بلّغوا أمي سلامي الحنون،
بلّغوها خبري برفقٍ... لا تُفجعوها،
فهي لا تحتملُ الصدمات، ولا تقوى على النبأ المفاجئ.
قولوا لها:
ابنكِ اليوم في رياضِ الجنة،
احتضنني الرحمن، وهذا قَدَري يا والدتي.
قولوا لها: سامحيني...
خذلني القدر، كما خذلتني الأحلامُ التي كُنا نرسمها معًا.
كلّ ما بيننا، صار سرابًا.
عُمري قُصِفَ في غفلةٍ...
بسبب الإهمال، وبسبب وعودٍ كاذبةٍ لم تُنجز يومًا.
صرخنا... صرخنا كثيرًا، ولا حياة لمن تنادي.
أماه...
غادرتُ الدنيا صغيرًا، ولم يكن لي في ذلك خيار.
وإن زاركِ طيفي ذات حلم،
فضمّيني إلى صدركِ كما كنتِ دائمًا تفعلين،
ودثّريني من بردِ الشوق بعباءتكِ الدافئة.
أنا اليوم عصفورٌ مكسورُ الجناحين،
أُحلّق في رحاب الفردوسِ الأعلى...
فكفكفوا دمعَها المُرّ،
واهمسوا في أذنها: موعدنا الجنة يا أمي.
وإن سألَتكِ الذكرياتُ عن صوتي، فاستحضريه من ضحكتي.
وإن مرَّ طيفي على أعتاب بيتنا، فافتحي له الباب،
فربما أعود يومًا في نسمةٍ عابرةٍ، أو في دعائكِ الذي لا ينقطع.
اغفري لي رحيلًا دون وداع،
فالحياةُ لم تُمهلني، والموتُ لم يستأذن.
لكن قلبي بقي معكِ... في كل نبضة، في كل دمعة،
إلى أن نلتقي، وتعود الروح لدفء حضنكِ الأبدي.
بقلم: عائشة ساكري – توتس
14 أفريل 2025