الاثنين، 21 يوليو 2025

قصيدة تحت عنوان{{ بين أحرفي أنتِ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمـــــــان كاااامل}}


 بين أحرفي أنتِ

بقلم // سليمان كاااامل
*************************
بين قصائدي أنت...نبض مُشترك
وحروف بالوريد.....تتهادى حنانا

كلما خط قلمي........قصيد عشق
كنتِ أنتِ نهر...........بالمداد ريانا 

طَروبٌ كل ما......فيه ذكراك أنتِ 
كأنَّ العزف راق.....باسمُكِ ألحانا 

هذا الغرام قد.........وشَّح خاطري 
ففاض بالحب........نظماً وأشجانا 

حتى تراءَت..........لعيني صورتكِ 
فتَبَتَّلَ قلبي... في مِحرابها ولهانا

وكلما هلَّ طيفكِ......جيئة وذهاباً 
كالبدر من سناه......القلب نشوانا

ياقصيدة بخُلدي...........لم تنتهي
ولن يَروم حرفي.....سِواها أوزانا

تَراقَصَت على........وقْعِها كلماتي 
فالعشق بحر......وأنتِ لي شطآنا

مهما غَرَفتُ من.....مَعِينُكِ حروفاً
مامَلَّ قلمي ولا...........ضاق تِبيانا

وظَللتِ أنتِ......الحرف المُجتَبى
يُلهِبُ الحس يُحرِّكُ النبض فتانا 
**************************
سليمـــــــان كاااامل.....السبت
2025/7/12

نص نثري تحت عنوان{{صراخ القلب}} بقلم الكاتب الجزائري القدير الأستاذ{{زيان معيلبي}}


_صراخ القلب 

في هذه اللحظة التي 
تنهك كاهلي بالضياع...! 
لم أعد أفسر احجية الحياة
ولا يخطفني سؤال 
الغريب....! 
*لم تعد تغريني ضحكة
الأنثى ولا كلام القريب 
لمسة الدفء لم أعد أحسها
ولا منظر المغيب..! 
.غموض الرؤى ماعاد يستهويني
تملكته يد المجهول وفاضت
سماه بالأغتراب الذي 
لا يجدي...!؟ 
احتضنه صخر القلوب 
وعث بروحه خوفَ الاماكن 
وأنغمست روحه في الجنون 
طريق الاشتهاء لم تحمل
اقدامي يوماً 
فكل الذي عشته سرابا يغطي
مساحات العمر يخاطبه الليل
بدمع العيون.. 
تبعثرهُ أحلام الاماسي 
وتسرق أفراحه غصات الليالي
الحزينة وخطايا السنين..! 
هل الريح تحمل أحزاني 
كي أستريح....؟ 
أنا الذي يوجعني غدر
القريب تصلبني دمعة الحبيب
لا أريد  ان اكون كدمعة قلب
يصلب روحها الحزن تارة
وتارة الحنين...! 

_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني) 

خاطرة تحت عنوان{{فتنة في حزنها}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة{{هبة الصباح}}


(((((فتنة في حزنها )))))
اسرت حزنها بين ضلوعها،،، 
تبتسم،،، وترقص....وتهذي،،،،،،،
ترسم الوجد على.فا ه القصيدة.،، 
ما خبرت أحدهم عن وجعها 
ما يؤلمها ،،قرأ في عينيها،
وما درت عنه... !!!!
 حزنها  ...اجمل  وهو يثرثر،
والفتنة في عينيها  تدمع ...
وإن توارت ،،،
ظل أثرها  في المكان ينبض .. بعطرها
وبعد..!!
مازال...خطابها ياسر الروح ..
المس انفاسك  كيفما أصغيت..
اتذوق لماك على ثغري رعشة ساذجة 
و دفئ عيناك يمنح قلبي رعشة العشق 
غير أن روحي تحيا بك ولا اجلك ..
ومن ثم.. !!!!
 سيبقى كسر قلبي.
 مرصود في  ذمتك للأبد!!!!
*******************
هبة الصباح سورية 

******************* 

خاطرة تحت عنوان{{لا تنامي على الوسادة هكذا}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ{{يزيد مجيد}}


لا تنامي على الوسادة هكذا ..
اتركي فراغاً يقظاً بين رأسكِ والحُلم
كوني وحيدةً مثلي الآن،
بلا أيِّ أحد ..!
وحيداً ،
في وحشةِ هذا الليلِ
راكضاً في الصراخ  داخل ذاكرتي ،
هائماً في الدهشةِ مثل إناءٍ وحيد ،
نامي
ولا تُخبري المرايا عن جسمكِ..
عن صدرك..
عن المساحةِ التي تفصلُ بينهما
عن القِطافِ الذي يتدلّى منهما
عن احمرارِ شفتيكِ،
خديكِ،
نامي..
من الزمن والحربِ .. والعشّاقِ الخونة
والحبِ الذي تشيرُ إليهِ الأصابعُ الوقحة.
نامي
فوق يدِ الخالقِ ، في هاجسِ الحقيقةِ
و الحياة و ضفافِ الأزمنة..
نامي  ،
وخلّي الصمتَ يدخلُ مبتهجاً من بابِ غرفتكِ
ويغادرُ من النافذة ،

قتيلاً ..! 

قصيدة تحت عنوان{{انْيَابُ الْوَدَاعِ}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{حسين حمود}}


انْيَابُ الْوَدَاعِ..

عَجَبِي لِمَنْ قَدْ أَغْلَقَتْ أَبْوَابَهَا

وَتَـمَنَّعَـتْ أنْ تَـلْـتَقَي أَتْرَابَهَا

لَا تَسْتَحِي بِتَشَدُّقٍ وَتَهَكُّمٍ

قَالَتْ: بِأَنِّي أَسْتَحِقُّ عِقَابَهَا

وَتَدَلَّلَتْ وَتَرَفَّعَتْ عَنْ خَافِقِي

عَجَبًا! وَتَدْرِي لَا أُطِيقُ غِيَابَهَا

لَا تَرْقُصِي بِتَوَاتُرٍ نَفْسِي الَّتِي

أَعْيَيْتِهَا صِدْقًا، أَضَعْتِ صَوَابَهَا

حَتَّى نَمَتْ تَحْتَ الْجُفُونِ عَلَامَةٌ

سَهْمُ السَّوَادِ مِنَ السُّهَادِ أَصَابَهَا

الْحُبُّ جَنْدَلَنِي، أَعَادَ طُقُوسَهُ

لِـمَـا وَقَـفْـتُ مُـنَـاجِيًا أَعْتَابَهَا

عَنِّي عَلَى نَفْسِي أُطَبِّبُ جُرْحَهَا

لَمَّا شَمَمْتُ مِنَ الطُّيُوبِ ثِيَابَهَا

لَـمَّـا رَأَتْـنِـي تَـمْتَـمَتْ بِتَرَفُّعٍ

مَسُّ الْجُنُونِ بِلَحْظَةٍ ارْتَابَهَا

أَحْجَمْتُ نَفْسِي كَيْ أَصُونَ كَرَامَتِي

وَكَـأَنَّـنِـي لَـمْ أَخْـتَـرِقْ أَبْـوَابَـهَـا

لَمْ يَبْقَ مِنْ صُوَرٍ أُلَمْلِمُ ذِكْرَهَا

صَقَلَتْ سُوَيْعَاتِ الْعَنَا وَعَذَابَهَا

فَجَثَوْتُ فِي بَابِ الْمَلَامَةِ لَائِمًا

كَِفِِّي الَّـتِـي لَـمْ تَـقْـتَـلِـعْ أَنْيَابَهَا

حسين حمود 

قصيدة شعبية غنائية تحت عنوان{{كنت فاكرك}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حربي علي}}


 أغنية

( كنت فاكرك )

كنت   فاكرك    ملاك 
تحب  اللي:    بيهواك
شفتك   مرار  بضيقة
عذاب   بمية  طريقة
أمل     ضل  الحقيقة
كتب   نهاية      لؤاك

كنت   بحلم    تجيني
تنور           نن  عيني 
شفت   الحلو        مر 
ملهوش       أي   عذر
زرعت في الأرض بذر
طرح  شك        بهلاك
كنت    فاكرك     ملاك

نسيت حبي  وشبابي؟
فيك          و إنقلابي؟
عملت    ثورة    تزينك
صرخ   صوتي   لعينك
قلت:   أبدا    ماخونك
ليه   خنت      برضاك؟
كنت    فاكرك     ملاك

كان  مالي    هو  مالك
وحالي لك        بحالك
سجلت حضورك غياب 
أبص      ألقاك   سراب
حتى    شبابي    شاب
لوعاوزه؟    روح هناك
كنت    فاكرك     ملاك
تحب   اللى:     بيهواك

كلمات :
حربي علي
شاعرالسويس

نص نثري تحت عنوان{{وشمك من ضباب}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


 سارية 5

"وشمك من ضباب"

في الضبابِ الذي انسدلَ كوشاحٍ من نعاس المطر،
كنتِ تمشين...
لا ظلَّ لكِ،
بل أثرٌ مائيٌّ،
كأنَّكِ حُلْمٌ خرج من جفنِ السماء
وتعثّر في الزرقة.

رأيتُكِ
بين غيمتين،
بين ارتجافِ شجرةٍ
ولمعةِ قطرةٍ
تتأرجح على خدٍّ منسي.

عيناكِ؟
كشُرفتين تُطلان على لا مكان،
وفيهما سُكونُ الجبال
حين تنكسرُ فيها الشموس.

يداكِ؟
أجفانُ الغيم،
ترفعانني حينًا
ثم تُنزلانني في مطرٍ
من أسئلةٍ مبتلّة.

وشمُكِ؟
لم يكن نقشًا على جلدِ الرغبة،
بل نَفَسًا طبعَهُ الضبابُ
فوق شغاف قلبي،
وبقي،
رغم شمسِ النهارات،
لا يُمحى.

كنتِ تمضين في الضبابِ
كما تمضي الذكرى في صدرِ المنفى،
خفيفةً كجناحِ يقين،
وثقيلةً كأمنيةٍ
تخشّى أن تتحقق.

وسارية؟
هي المدخل إلى الضياع المحبّب،
والمخرج الوحيد من لغةٍ لا تفهم غير الحنين.

من يراها…
قد يقول: مرّت غمامةٌ فقط،
أما أنا، فأقول:
مرّت سماءٌ كاملة،
وأنا من فقدتُ ظلّي خلفها.

✍️ محمد الحسيني ــ لبنان

الأحد، 20 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{نبوءة كاهنة}} بقلم الكاتب الفلسطيني القدير الأستاذ{{رائد كُلّاب ابو احمد}}


نبوءة كاهنة.. 
كنت أحجبت نفسي عن العشق..
وأسدلت الستائر على النبض..
لما رأيت عينيكِ..
تغير شيء بداخلي..
يا نبض أينك من قلبي..
أنا على العهد فلا تصعب علي الموقف.. 
فالعشق ابتلاء يبان على صاحبه..
وأنا رضيت بالوحدة..
العشق احساس بدفء خفي..
يسري بين الأوردة..
رعشة تربك الجسد..
سحر العيون هبة السماء
لا تعطى لأي أحد..
وهي بنظرة قربتني وابعدتني
أحسست بتيه بمدارات النجوم..
هياما بملكوت الأحلام..
حاولت الاقتراب لكن ضجيج التردد ردني .. 
 وسألت روحي
هل تلك السهام من سحر العيون
تقصدني.. 
 أم غيري نال سهام السحر..
يا ليتني أنا وليس غيري..
يا للهدوء العاصف..
اقتربت وقالت:
 هل ستتحقق نبوءة عرافتي.. 
هل أنت العشق المنتظر..؟
قلت يا فرحتي..
لا تستغربي..
قد حان وقت إغراق القلب بالود..
ووصل خيوط دجى الليل بالفجر.. 
والعشق مهما شابت ظفائره
في طرفة عين تلمع صبابة النبض..
فلا تجزعي من خفايا نبوءة كاهنة قرأت لك طالعكِ.. 
فالهوى قدر وأنت قدري.. 
هي نظرة تجمع ولا تفرق..
هي رواية أحلام تصافح وجد العاشق..
.... 
أنت سلطانة سامقة.. 
من عينيكِ تشرق الشمس..
تخرج مفردات البوح من الصمت..
وأنا الحائر السائل..
ماذا حل بوعدي.. 
فتنهدت بذهول قائلة
قد كان لقائي بك قدر.. 
والنظرات دليل العشق
فأخبرت سطور النبض عن سر نبوءة كاهنتي..
رأيت بين ربوع ثغرك حكايات..
نغدو معاً لجنان الغرام..
قلت..
بين عينيكِ سكرة الحروف وخمرة الكلمات.. تثمل الأنفاس..
هنيئًا لي بعشقكِ.. وسلامي لكاهنة فتحت لي دروب العشق.. 
بقلمي رائد كُلّاب ابو احمد

فلسطين 

نص نثري تحت عنوان{{قسمتي ونصيبي}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى ارشيدات}}


قسمتي ونصيبي
د. كرم الدين يحيى ارشيدات

حبيـبتي
هلا ابتسمتِ؟
فالدنيا تُشرق لابتسامتك،
ويولد فجرٌ جديدٌ مليء بالحب،
ويدغدغ الندى خدود الأزهار،
وتنثر الرياحين عطورها،
وتنبت المحبة وتزهر في القلوب،
وتُزرع الابتسامة على شفاه كل المحرومين.

فالابتسامة مفتاح القلوب.
ابتسمي يا حبيبتي،
فهناك من يرتقب ثنائيتنا
لتغنّي حروفنا حناجرهم،
وهناك من يحتاج إلى الرقص
على إيقاع قلوبنا.

ابتسمي حبيبتي،
فالغروب يحتاج إلى قليلٍ من احمرار وجنتيك،
ليكون أطلالاً لكل المعذبين على هذه الأرض.
والقمر محتاجٌ لابتسامتك
لينشر ظلال نوره في أرجاء الدنيا.

حبيبي
إن نطقتَ... القلب ينجذب،
وفي حديثك دفءُ العشق يلتهب.
أراك بدري، وقمري،
ووجهَ الليلِ المبتسم،
فكيف لا؟ والقوافي فيك تنقلب.

سأبتسم،
إن ابتسمتَ، فالشعر يرتجل،
وتنحني كل قوافي الحب وتكتمل.
في عينيك صبح الكون مؤتلق،
وبين الأزهار يبتهل.

فكن بدري في ليلي، ولا تذوِ،
فأنت حلمي، وفيك العمر يكتمل.
والهوى من بسمتي فرح،
فأنت وحدك مَن للروح ينتسب.

حبيبتي
اقترب موعدنا،
واقترب لقاؤنا.
ومعلّقة أحلامنا بلغت ألفَ ألفِ بيت،
وبيتُ حبّنا اكتمل.

من أبجديات عشقي
سأحيك فستان زفافك،
أُزركشه بمفردات
لم ترتدِها امرأةٌ قبلك،
ولن ترتديها بعدك.

ومحبسك... ألفُ بيتٍ
منقوش بتاء التأنيث،
إكرامًا لسيدة قلبي وعمري.

ومن بحر غرامك
سأصوغ عقدًا من اللؤلؤ
يزيّن صدرك،
وباقةً من أزهار القمر بين يديك.

وأنتِ على يميني...
ملاكٌ بثوبٍ أبيض،
تهتز الأرض لخطواتك،
وصدى الدفوف يملأ الدنيا صخبًا،
وأصوات أحبتنا تعلو
غناءً وفرحًا بفرحنا.

ازدانت الدنيا بحلّتها البيضاء،
وتناثرت الأزهار من كل الجهات
تهنئةً ومباركة.
كيف لا؟
وأنتِ سيدتي،
ومالكة مفاتيح عمري.

حبيبي
سأرتدي فستان حبك في حناياي،
وأزهر كالحلم في عينيك، يا مولاي.
يدي بيدك، والأنسام راقصة،
تغنّي الدنيا نشيد العطر والآي.

فأنت وحدك في قلبي، وفي قدري،
وعهد روحي سيبقى فيك ممضاي.
سأكون لك حضن الدفء إن ضاقت الليالي،
ووشاح عشقك بين أضلعي لا يزال.

سأنسج من همسك لحني وأغني،
وتكون لي... عمري، وماضِيّ، وآتيَّ الخيالي.
فابقَ قربي، فأنت النور في ظلمتي،
ومنك وحدك تطيب الروح وتصفو الليالي.

حبيبتي
سأبقى قريبًا منك،
أقربَ إليك من نفسك.
فأنتِ سيدتي
التي ركع في محراب عينيها قلبي،
وقدم قرابينه إليك.

حبيبي
هذه الليلة... ليلتي.
مملوءة بخجلي،
ورغبتي، وأمنياتي أن أكون إلى جانبك،
وفي يدي عقد وميثاق ارتباطنا.

كيف لا؟
وأنتَ كنت أمنيتي ولهفتي،
وحبك اجتاحني كإعصارٍ هادر،
اقتلعني من أرضي،
وأسكنني بين ضلوعك.

فأنت الذي وضعتُ بين يديه كل أحلامي.
حبيبي،
اجعل من حنانك وشاحي
يحميني من برد وحرّ أشواقي،
واجعل من حبك عباءتي،
أتلفّع بها، وتكون لباس وقاري.

ومن كبريائك،
اصنع مني امرأةً تفخر بها،
وتسعدك بدفء مشاعرها.

أنت سندي إن جار الزمان،
وملجئي، وسكينتي، وأماني.

حبيبتي
أنتِ قسمتي ونصيبي
بمشيئة خالق الأكوان.
أنتِ وأنا،
كنّا على دربٍ قاده القدر،
وهيّأ لنا الأسباب لنتقرّب أكثر.

خلق الله حبنا
بصدقنا، بتفانينا،
فعشنا اللحظة في كل لقاء،
وبكينا... نعم بكينا،
لا خوفًا، ولا هجرًا، ولا شوقًا،
بل بكينا لمجرّد هواجس
قالت: "لو لم نلتقِ... فماذا كان حالنا؟"

لكن مشيئة الله فوق كل شيء.
التقينا... ولم نعلم أن اللقاء قدر،
وأحببنا بعضنا بصمت.
ربطنا الإحساس،
ننطق الكلمة معًا،
نتخاطر بمحبةٍ،
وننبت الزهر.

كنا... وما زلنا
العشاق الأزليين،
الذين لم يسبقنا أحد،
لا من قبل... ولا من بعد.

د. كرم الدين يحيى ارشيدات 

الاردن 

نص نثري تحت عنوان{{فاجعةٌ في بلادي}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{عباس علي}}


فاجعةٌ في بلادي

هذا الرمادُ... ليسَ غبارًا،
بل جُثثٌ معلّقةٌ في الهواء،
وأنفاسُ أمٍّ
تُهدهدُ جمجمةً ما زالت دافئةً!

فلا تقولوا لها: "مات"،
هي تعرفُ...
منذ أن تغيّرَ لونُ الحليبِ في صدرها،
منذ أن صارَ حضنُها فارغًا
ككفِّ عجوزٍ لا تمسكُ سوى الغياب!

لا تخبروا الأب،
فهو ما زال يشتري الخبز،
ينظرُ إلى الباب،
ويهمسُ لنفسهِ:
"ربما تأخّرَ الولدُ،
لأن الحُلمَ كان جميلاً،
أقامَ في عينيهِ قليلاً..."

في الكوت،
لم يكن الحريقُ نُقطةَ عطب…
كان نشيدًا وطنيًا كُتبَ بالبنزين،
وخُتمَ بأقفالِ النافذين،
وأعينِ المتنفذين

في هذا الوطنِ المهان،
يموتُ الأطفالُ قبل أن يتعلّموا أسماءَ الألعاب،
ويُدفنون
قبل أن يخطّوا أسماءهم
على دفاترِ المدرسة!

في الركامِ،
تركت فاطمةُ فُستانها الورديَّ مغموسًا بالضوء،
وحذاءً صغيرًا
يشهقُ
كلّما خطا الرمادُ خُطاه

النجومُ
لا تُطلُّ من نوافذَ مكسورةٍ،
إنها تخجلُ من النظرِ إلى البيوتِ العارية،
ومن الأطفالِ
الذينَ تعلّموا العبور
إلى أبجديَّةِ القبور
قبلَ الحروف!

الهواءُ متواطئٌ،
والماءُ في المرآةِ يئنُّ:
"لم أعد أُطفئُ شيئًا…"
المبنى انهار،
لكنَّ الضميرَ انهارَ قبلهُ!
الحريقُ اشتعل،
لكنَّ الفسادَ اشتعلَ أوّلًا!

والأرواحُ
كانت تنتظرُ خريطةً
تدلُّها على مخرجٍ للنجاة،
لكنَّ كلَّ المخارجِ
كانت تؤدّي إلى نفسِ القبر!

يا من كتبتم "البيانَ الرسميّ"...
لا تكتبوا عن "تماسٍّ كهربائيّ"،
بل اكتبوا:
عن الطّفلِ الذي احترق
لأننا صمتنا!
عن الأمهاتِ اللواتي تفحّمن
لأننا جبُنّا!
وعن الوطنِ الذي تفحَّم
لأننا باركنا للقاتلِ بيوم الاحتلال!

يا ربّ،
علّمهم كيف تُغلقُ عيونُ الموتى بلُطفٍ،
كيف يُربطُ شالُ الأمّ
على أبوابِ الخوف،
وكيف نُخبّئُ أسماءنا
في أكمامِ النشيد!

يا صغيري…
لا تبكِ،
فالدمعةُ قد تُفسدُ صورةَ الشهيد،
وقد يظنّوكَ مندسًّا
بينَ عظامِ الطفولة!
قالتها أمٌّ وهي تموت:

"لماذا نموتُ بصمتٍ؟
لماذا يُوشم على جباهنا:
غيرُ مؤهَّلٍ للحياة!
ويُعزف ذلكَ نشيدًا وطنيًا؟"

هذا الرمادُ
كان شقيقًا للدم،
وما تبقّى من أرواحنا
يتجوّلُ في فمِ القصائدِ،
كأنّه نايٌ مكسور!

وطنٌ
يخيطُ أقمشةَ العزاء
من حليبِ الأمهات،
ويبيعُ في الأسواقِ
أحذيةَ الشهداء
كأنها تذكاراتٌ مقدّسة!

أطفالُنا – يا الله –
لم يعودوا يحفظون أسماء الدمى،
ولا يفرحونَ بالعصافير،
صاروا يضحكون
حينَ يحترقون!

من يُعيدُ لأمٍّ
جسدَ طفلها المتفحّم؟
من يُعيدُ لفمٍ صغيرٍ
كلمة "ماما"؟
من يُعيدُ لهذا الرماد
وجهًا كان يضحكُ في صباحِ العيد؟

اصمتوا…
دعوا الرمادَ يتكلّم
فهو الشاهدُ،
وهو المذبوحُ،
وهو المذنبُ… أيضًا.

عباس علي 🇮🇶

فاجعة الكوت 💔 

قصيدة شعبية غنائية تحت عنوان{{تروح الروح}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{هيثم محمد عبدالعال}}


تروح الروح    .... غنائيه 

....... 

تحيرنى
 وأبات سهران
وأدوب فى هواك 
عشان ماأنساك
تخيرنى
 أكون وياك
وتجرحنى
 وأنا المظلوم 
سنين وحدى
 وهعمل ايه 
عشان ما أنساك 
ياليل حيران
تعبنى الشوق
وطال. الليل 
كتير مسافات
تصبرنى
بإيه هيكون
لمين هيدوم
مفيش أفراح
دا ماضى وراح
خلاص ياهموم
ماعادش اللوم
يعدى اليوم
نبات ونقوم
يروح مايروح
قلوب بتبوح
كتاب مفتوح
تروح النفس ويا الروح

......... 

بقلمى 
#شاعرالعرب 

هيثم محمد عبدالعال 

نص نثري تحت عنوان{{رسالة من امرأة مفعمة بالذكرى}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{صفوت أكرم الصادق}}

 


- رسالة من امرأة مفعمة بالذكرى -

تعال وكفى
تعال ننسى اننا افترقنا  ذات يوم ٍ وكأن شيئاً لم يكن 
تعال واشرب معي فنجان قهوة وأترك اعقاب سجائرك وبعض رمادها في منفضتي 
واترك بعض عطرك عالقاً في بعض قطع الاثاث الخشبي واجواء منزلي
تعال لنتشاجر كما كنا سابقاً ولنختلف في وجهات النظر ولنستعيد حلاوة  انتظار لحظة التصالح مَن منا سيبدأ اولاً..
تعال نقرأ معاً رواية ونتبادل النقاش وليدافع كل منا عن ابطال من ورق 
انت تدافع عن صورة تتمنى ان تراها في شخصيتي
وانا ادافع عن وجودي.
 فكن كما شئت .
 فإني احبك انت مثلما انت وليس كآخر من ورق .
تعال نُمضي ساعة نستمع فيها الى الموسيقى دون ملل ونمارس هواية الكتابة في اجواء غرفتنا ذات الإضواء الصفراء الخافته 
أتذكر كيف كنا نكتب لبعضنا رسائل حب وأنت تستند بظهرك الى ظهري وكأننا زهرتان في غصن واحد .. وبعد ان ننتهي نستديرُ  لنتبادل الرسائل ونقرأها وكأننا مراهقان عاشقان .
كنتَ تجتاحني بمجرد نظرة وكنت اهزمك بمجرد ابتسامة
ماالذي جرى حتى افترقنا ؟!
اظن ان جدتي كانت محقة ان العين تصيب .
فأصابتنا عين الغيرة او عين العشق المفرط فافترقنا .
لست ادري؟
تعال ننسى اننا افترقنا ولنهدي لبعضنا ورداً احمر وقوارير عطر .
فمنذ رحليك لم يقدم لي احدهم وردة ولم استنشق عطراً فواحاً كعطرك
تعال ننسى  اننا لسنا معاً ولنجتمع على مأئدة الطعام نتقاسم قطعة اللحم وأخطف من طبقك قطعة الحلوى وأشرب  العصير من كأسك خلسة فانا فقط احب ان أستزيد منك في كل شيء .
تعال نتعاتب نتشاجر نتخاصم 
تعال وكفى
العزلة وجع اصعب من الفراق 
وانا مذ افترقنا اعتزلت كل مايذكرني بك فإذا بي اتعثر بك في كل ماحولي في زجاجة عطر  او ميدالية مفاتيح عليها اثار اصابعك او كتاب ثنيت طرف ورقة منه حين توقفت عن القراءة عندها .
اتعثر بطيفك وبملامح وجهك كلما شاهدت التلفاز في الأخبار العاجلة و استحضر انفعالاتك في ذاكراتي
اتعثر بأصابعك كلما امسكت ملعقة السكر اتذكر كيف كنت تخطف مني السكرية وتقول لي يكفي 
ان السكر مضر بالصحة ولم تكن تعلم ان مرارة غيابك هشمت صحتي ولم اعد استسيغ السكر
العزلة في الفراق استحضار للآخر دون قصد 
تعال وكفى .

- صفوت أكرم الصادق -
         الأردن

نص نثري تحت عنوان{{سحر الأحمر}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{سمير بن التبريزي الحفصاوي}}


*سحر الأحمر

ساحر أنت بألق... 
 يا ٱحمرار اللون
 في  وجه الشفق... 
آخذ لبي وعقلي أيها اللون
مفتون في هواك...
 مجنون  ضيعت النسق...
يا ٱحمرارا من دم الشهيد 
قد سرى في راية الخضراء
مجدا ناصع الإحمرار...
وانتصارا... وانتصار...
ياٱبتسامة  من ثغرالوليد
 بالشفاه الحمر...
بنشيد النصر والأغاني
أيها اللون الأحمر القاني
في نبيذ العمر  قد تعتق
منذ سالف الازمان 
ياٱحمرار الحب والأماني
شاربه على مدى العمر 
 ثمل بين جمر ولظى
سكران على نخب
حكايا العاشقين
 والقلوب الحمر
ودروب مزهرات 
وبروق وغمام وغرام
صورت بالومض والنور
وبسحر اللون الأحمر
حكايا العاشقين 
أخبرينا يا حمر البروق
 عن قيس وليلى
وجنونا وهيام...
وعن جميل وبثية
وابن زيدون وولادة
وعنترة وعبلة...
وعن كأس المدام
واكتبي في ألأفق
 باحمرار الدم
قصة شهيد للحب
والغرام...
 يا احمرار ألوان الفجر
 وأنوار قد بدت
أماني وآمال وانتظار...
وتباشير أخبرتني أن الشمس 
مهما طال عتم الليل والظلام
حتما تشرق باللون الأحمر
ويأتي النهار...
أيها اللون الأحمر
يا مدى شجن الطلل
 بهجة للناظرين العاشقين
 في زهور البر في شذى
 اللون العبق...
 يا أحمرارا في شقائق النعمان
في المدى... 
جلنار يا زهر الرمان 
سحر لون أحمر قد سرى
بين غيمات الغروب
وسراب أطياف الشفق
سحر لون قان...
 في خدود الصبايا العذروات
 الفاتنات الساحرات...
في حياء و خجل...
مثير يا احمرارا للشفق
في خدود الأفق في المدى
في باحات الغسق
 في محيا حسناء بنت بيد
ناولتني الماء حتى أشرب 
 في حياء و بهاء 
قد روتني ماء وعشقا
 بين رعشة وارتباك  وعرق...
ونسيم لغروب وحنين
حاضن بالغيم قرص الشمس
باحمرار يحترق...
يااحمرار الثائرين الغاضبين
صوري الأمجاد حمرة
دق ناقوس الخطر
علمينا أن تاريخ الأوطان
يكتب بالحبر الأحمر
نقشا في الرخام
وبالدم الأحمر القان
ومن رماد المعركة 
ومن جلمود الصخر
ومن تحت الركام
والرماد  والحطام
وبين الجمر الأحمر
ومن تحت التراب والحجر 
ينبت برعم جديد...
 ومليون وليد...
ساحر أنت بألق... 
 يا ٱحمرارا في  لون الشفق...

 -سمير بن التبريزي الحفصاوي-تونس🇹🇳

((بقلمي))✏️ 

نص نثري تحت عنوان{{سندي الذي لا يخون}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة{{وفاء العهد}}


 ///. سندي الذي لا يخون ///


اذا لم تكن موجودا
لاتوكأ عليك
حين أوجعتني الحياة..
فمتى ستكون..؟
وحين انهشت الاوجاع قلبي
ومرت علي الليالي المظلمه..
والأحزان  اذبلتني..
ولا من أحد يواسيني
اين كنت انت..؟
وتأتي بعد ذلك..
تعاتبني..؟!!!
لماذا هذا الغياب...
أمعقول ماتقول..؟
تتعجب لاني اخترت نفسي...
لماذا..؟
وهل يمكن أن اخون نفسي..
كما خنتني انت..
نفسي من وقفت معي ..
هي ظلت معي..
تطبطب على كتفي...
احتوتني..
واستني...
ضمدت جراحي...
كانت عصاي التي اسندتني...
كانت سندي الذي لا يخون...
فكيف لا اختار نفسي....

وفاء العهد/العراق

قصيدة تحت عنوان{{يُعَاتِبُنِي}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


"يُعَاتِبُنِي"

أَحِنُّ إِلى لَيْلى وَأَهْوَى سَنَاها
وَأُغَنِّي عَلى عُودِ الشُّجُونِ شَذَاها

تُنَادِينِيَ الأَشْواقُ بَيْنَ رُؤَاها
وَأُبْحِرُ في صَمْتِ اللَّيَالِي نَدَاها

يُعَاتِبُنِي قَلْبِي إِذا لاَحَ صَفْوُها
وَيَرْسُمُ في عَيْنِي بَرِيقَ ضِيَاها

تَطُوفُ عَلى رُوحِي نَسَائِمُ رُؤْيَا
وَتَزْرَعُ في دَرْبِ الحَنِينِ مَسَرَّا

أُعَانِقُ في وَهْجِ الحَنِينِ صَدَاها
وَأَجْمَعُ مِنْ هَمْسِ اللَّيَالِي رَجَاها

وَأَكْتُبُ لِلأَيَّامِ دَمْعًا غَفَاها
وَأَرْسُمُ مِنْ خَفْقِ القَصِيدِ رِضَاها

تَغِيبُ شُجُونِي في صَدَى ذِكْرَاها
وَيَمْلَؤُنِي طَيْفٌ بِلَيْلِ رَجَاها

وَأَرْحَلُ في صَمْتِ المَسَاءِ أَمَلَّا
لِأَحْيَا عَلى وَهْمِ اللِّقَاءِ سُرُورَا

سَأَبْقَى عَلى عَهْدِي وَأَحْيَا هُدَاها
وَأُنْشِدُ لِلْعُشَّاقِ سِحْرَ مَدَاها

وَأَكْتُبُ في قَلْبِ القَصِيدَةِ رُؤْيَا
وَأَغْفُو عَلى صَوْتِ الدُّجَى مُنَاها

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق 
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 01/20/2020


مقال تحت عنوان{{العقل العربي بين خداع السياسة وزيف الحقائق}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


 العقل العربي بين خداع السياسة وزيف الحقائق


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من علّم الإنسان ما لم يعلم، وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار، وبعد:

يا صاحبي، إنّ مما يعتصر له القلب أسىً، أن ترى الساحات العربية والعالمية اليوم تضجّ بأصواتٍ متضاربة، ودعاوى متناقضة، حتى غدا الحقّ فيها غريبًا، وأصبح الباطل يتزيّن بألف وجهٍ وقناع.
ألم يقل الأقدمون: “من مأمنه يُؤتى الحذر”؟ ولعلّهم كانوا يحدّثوننا عن هذا الزمان، حيث يُصوَّر للناس في ردهات السياسة ما ليس من الحقيقة في شيء، وتُباع الأوهام في أسواق الإعلام كأنها الحقّ المبين.

لقد كتب الأديب البريطاني جورج أورويل في روايته الشهيرة “1984”:
“السياسة هي فن الكذب على الجماهير.”
وإنه لكلام يختزل الواقع، لا سيما في عالمٍ اختلط فيه الأبيض بالأسود، وغدا فيه العقل العربي نهبًا للأراجيف والشائعات.

أما نحن العرب، فقد علّمنا التاريخ أنَّ “ليس كل ما يُقال يُصدّق، ولا كل ما يُسمع يُؤخذ به.”
وفي تراثنا عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:
“الناس أعداء ما جهلوا.”
فكم من فكرةٍ زُيّنت في أفواه السياسيين حتى غدت سيفًا مصلتًا على رقاب المساكين!
وكم من كلمةٍ قالوها باسم الوطن، فإذا هي خديعة تُمرَّر من وراء الستار!

وقد حذّر النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم من تصديق كل ما يُسمع دون تمحيص، فقال في الحديث الشريف:
“كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع.”
[رواه مسلم]
فأي بيان أبلغ من هذا التحذير النبوي، الذي يُلزمنا جميعًا بالتثبت والتعقّل وعدم الاندفاع خلف الأقاويل والأراجيف.

وفي هذا المقام، نستضيء بنور القرآن الكريم، إذ يقول الحقّ سبحانه:
﴿فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6].
أي أن الواجب على العاقل أن يتحرّى، وألا يكون إمعة، يتلقّف الأخبار دون تمحيص، فليس كل ما يروَّج في دهاليز السياسة صحيحًا، بل إن معظمَه خداعٌ واستغفالٌ للعقول.

ولم يكن الصحابة الكرام إلا قادة للحكمة والوعي، فهذا الصديق أبو بكر رضي الله عنه يقول:
“احرص على الصدق فإن فيه النجاة، ولا تحقرن من القول باطلًا، فإن الباطل يصرع أهله.”
وأما الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد رُوي عنه قوله:
“عليكم بذكر الله تعالى، فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء.”
والمقصود هنا: أن كثرة الخوض في الحديث عن الناس وأقوالهم من غير بينة يُورِث القلب مرض الشك والتضليل.
أما ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان يقول:
“ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه.”
وكأن في قوله حكمة جليلة: أن الزيف مهما تزيّن، فإن الحقيقة لا بد أن تشرق من بين ركام الخداع، فاحرص أن يكون قلبك صافياً، ولسانك صادقاً.

وليس بعيدًا عن هذا المعنى ما قاله القس المسيحي العظيم مارتن لوثر كينغ جونيور حين أطلق حكمته الشهيرة:
“الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان. نحن محاصرون في شبكة لا مفر منها من العلاقات المتبادلة، أي ظلم يصيب فردًا في العالم يصيبنا جميعًا بطريقة غير مباشرة.”
وهكذا، فإن الزيف أو التضليل في بقعة من الأرض سرعان ما تنتشر آثاره في المجتمع الإنساني كله، فالحقيقة مسؤولية كونية، وموقف كل منا منها يحدد مصير أمتنا.

قال الحكيم الصيني كونفوشيوس:
“الحقيقة لها وجه واحد، أما الباطل فله وجوه كثيرة.”
وهذا القول وإن جاء من الشرق الأقصى، فهو اليوم أدق ما يصف واقعنا. إذ ترى الحقَّ يتوارى، بينما يتكاثر الباطل بأشكال شتّى، بين التصريحات، والصفقات، والقرارات.

أيها القارئ الكريم،
لقد بتنا نعيش عصر “التضليل المنظّم”، حيث باتت الحقائق تُقص وتُلصق، وتُعاد صياغتها، وتُباع وتُشترى في مزاد المصالح الدولية.
فلا تغرّنّك الشعارات البراقة، ولا تلهينّك الألوان الزاهية.
قف دائمًا بين السطور، وابحث عن النور خلف دخان الكلمات.
واعلم أن العقل العربي، حين يصحو من غفلته، يكون أقدرَ الناس على كشف الزيف وإدراك الحقيقة.

وفي الختام، أسأل الله أن ينير بصيرتنا جميعًا، ويوفقنا للتمييز بين الحقّ والباطل، وألا يجعلنا من أولئك الذين قال عنهم القرآن:
﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا﴾ [الأعراف: 179].

فيا ليت قومي يعلمون…

وتقبلوا وافر تقديري واحترامي،
✍️المستشار الدكتور أحمد الموسوي/العراق

جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 07/19/2025

السبت، 19 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{لم أنا العربي}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{عبدالصاحب الأميري}}


لم أنا العربي 
عبدالصاحب الأميري 
&&&&&&&&&&&&
طبول الحرب تقرع في رأسي،،
جثث أبناء قومي  تسقط كأوراق الشجر   حولي
الجثث تصرخ وتبكي،، 
لم أنا العربي، 
لم دون غيري اقتل بلمح البصر وينتهي دوري 
ما بال عيني
ألإ يحق لها أن تحزن  وتبكي
مابال عقلي 
الإ يحق لي أن يجنّ جنوني
أن ما رأيته  بالأمس من نافذة  بيتي لم يره غيري
 صرخت بأعلى صوتي
أين أنا،؟ 
أين أكون؟ 
لا أحد ينطق، أم نقلوني لعصر ثان 
ماذا أرى 
أرى مائدة  لم أر  ميثلها طول عمري
مائدة قطعت  أوصالي، زرعت الخوف في كل قطعة من جسدي،،، 
ضيوفها لا أحد منهم، يشبهك ولا يشبهني ،، قد يكونوا من اكلي لحوم البشر  وأنا لا أدري 
 ماذا أفعل 
أبكي 
أصرخ
أم  ألجأ للحمام ،، أغسل نفسي بثيابي،، 
إن كان حلماَََ،، أستيقظ من نومي
إن كان حقا  سأكون  من مائدتهم  في حفل ثان
سؤال يراودني
لم أنا العربي 

عبدالصاحب الأميري، العراق 

نص نثري تحت عنوان{{على جدار اليأس}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{مصطفى محمد كبار}}


على جدار اليأس

إنها شهقة بومٍ بليال الضجر خلف
الظُلمات
إنها تردد الصباح على حدود الأمنيات 
الخالية من الأحلام
إنه سفر شاعرٍ نحو البعيد ذهب مع الريح 
بلا عنوان لأرض الكنايات 
فهي رقصة الاشباح الحالمين برائحة الموت 
بنكبات المقتول على درب العذاب
إنه وجع قلبٍ بريء لم يحالفه الحظ مع الموتى 
ليشارك في الأحاديث القديمة 
إنها كتابات ليالي السخرية في مر الإنتظار
كمعلقات اليال السيع الأخيرة لكاتبٍ معتوه 
غريب
هل هي كتلك اللحظات التي تمر بنا إلى حيث 
لا نريد أن نكون  
أم نحن نتحايل على اللحظات التي تسرقنا 
من ضجرنا راحتنا المنتظرة
كان و كنت و كانوا و كانت أنا هو و آخري الأحمق 
المسافر لعالم النفايات
فأقول لمن أجهدوا بروحي المتعبة المتهالكة 
و ناموا واقفين بفراش موتنا 
آخري هو لا يقول لنا خبراً عن زمن المعجزات 
و المعجزات هي عدمنا البعيد 
و القدماء هم القدماء الذين رحلوا قبل أن نقول 
لهم خذونا معكم إلى جهة الريح كي
نستريح من غيابكم 
فهناك موتى على قمم الهاوية برسم الإحتمالات 
بلا دفن و هناك غائبون
فعلى جدار اليأس مدونٌ كل العناوين الضياع 
كوصية شغب الفيلسوف حين يدغدغه 
الوحي من الإحباط 
و الفيلسوف لا صدى له فهو صاحب الطريق 
للكلام
فوحده الذي يتكلم عن الحقيقة في زمنٍ
لا معنى كلام فيه 
فهو الوحيد الذي يمشي على الطريق المسافات 
البعيدة
و هو الوحيد الذي لم يبلغ جسد فكره في الطلاقة 
ليخبرنا كل الحقيقة
مالحقيقة غير موتنا الطويل المؤجل و نحن نزرع 
فوق قبورنا زهرة البنفسج 
و أنا كما أنا كما القصيدة نعلم معاً جيداً بما جرى 
هناك من الحقيقة 
و كم نعلم و نعلم و نعلم كيف كنا لعبةٌ بيد الشياطين 
الجدد و كيف أجهدنا الهلاك بذاك الرحيل
حتى بلغنا اليقين من بعد الإنكسار ماكان و مالذي 
جرى قد جرى علينا بالهلاك
فأناياي البعيد هو الغريب و أنا البعيد  أنا القريب
من ذاتي المكسور 
فأنا و أناياي كائنان مازلنا نعدُ بالخطوات على 
دروب الملح المكسر ثم نبكي على الخسارة
المتكررة  معاً
فهل أنا ولدت من الحجر رجلً أم أناياي هو الذي
ولدَ من جراحي القديمة  فتكهل من قبلي 
لكنه يبقى هو آخري الشخصي فقد علمنا هو كيف 
نصنع بزمن الهزائم رجالٌ من الكلام 
و نحن نحن مازلنا هنا كما نحن نجهز أنفسنا لمساء 
آخر يحمل بقايا حكاياتنا
فلنا أحلامنا الكبرى أن نحيا قبل موتنا معافين
قليلاً من الخيبة 
و لنا  أحلامنا الصغرى أن نمضي إلى أن لا
نمضي كغرباء 
فمازلنا ننفض غبار الركام من جسد القرابين البعيدين 
مازلنا ننكسر بالقلوب حجراً 
و نحن نحمل عبء الجراحات كوحيدين بدروب
المنفى و نمضي في سبيل الذكريات 
بثقل الوقت 
لا صحة للأنباء عن خبر وفاتنا الأبدي هناك 
فنحن قد نسينا موتنا الطويل في موتنا القديم 
و لذنا نخوض بحروب العاطفين الأوائل 
الطيبين 
و مازلنا نحن نسير فوق الريح كالغيوم المقلدة في
السفر  التي دارت بالسفر بلا هدفٍ
فمازلنا نجرُ بالنكساتِ كل جراحنا و مازلنا نهرب 
من اللاوقعي إلى واقعنا الأليم 
فهناك الكثير الكثير من الكلام كان يجب أن يقال 
و هناك خجل الليل البريء الشريد  من 
لعنة البكاء 
هناك خاطرة مدونة بدفتري من الكلام البسيط 
المباح دونت كشبه خيال على باب الوحي و هي 
تمضي بالأوجاع على الأسطر المتتالية 
و خلف الوداع هناك زحمة الضجيج بموكب 
متوفي حي لا يموت 
و هناك رحلة الشقاء لنملٍ تتسلق جسد النعش 
لتسرق من حصتها الأخيرة فلا 
تبشر بالخير 
هناك لنا أغنيات الأحزان بطريقٍ طويلٍ طويل 
مازلنا نغنيها
أنا و القصيدة بجنازة المشنوق نمضي على طريقٍ
طويل لا يؤدي طريقه إلى جسد إمرأة 
إمرأة بقيت تلهو بلا أفق هناك و هي تمدغ بظل 
ليلها المكسر بشيخوخة النسيان 
و بيننا جدارٌ من الوجع يحجب لقائنا البعيد 
البعيد و طول السنين 
فالبعيد عن البعيد بعيدي فهو البعيد الذي لا يدل 
على درب صورته 
فهل حقاً أنا كنت هناك أحرس زمن الذي يمضي 
و لا يمضي 
فكلما تذكرت بأني لم أمت يوما ارتطمت بنجمةٍ 
و أجشهت بالكلمات بأوجاعي خلف 
الراحلين 
صرت أبكي مجدداً و أنبح هناك في القصيدة على 
الذكريات و على ذاتي المفقود و صرت
أحجمُ بسقوطي
فعلى جدار اليأس كتبت ملحمتي شعراً من حجارة 
غربتي و مضيت من هناك إلى هناك سراباً إلى مكانٍ 
بعيد لا يدفئ الروح
فقليلٌ من الصمت يكفي لكي أجمع تلك الصور 
المبعثرة في ذاكرتي 
سأرحل لحدود النسيان لوحدي و سأرحل من رحلتي 
الطويلة إلى رحلةٍ اخرى أبدية
و سوف أترك كل قصائدي في عش الحمام المهجور 
بجدار البيت الذي هجرناه
سأمشي راكضاً و زاحفاً لأخر الهزائم بجسدي
و سوف أحتكر بممشاي الطويل صورة
الإله البعيد 
و أفكر  في الإنتحار ندماً فهل أنجو من وجع 
الشيء إلى اللا شيء
أم أتجاهل كل ما يدور في مخيلتي و أشرب 
كأساً من النبيذ 
و أنا أرقب شكل المساء لساعة أخرى و أنا أراجع 
أسماء الراحلين 
فعلى الوقت أن لا يأخذ من حصتنا كله و يمضي
لينسانا بين جدران النسيان 
فأترك لنا يا أيها الوقت بعضً منك لنحيا بالقليل
فقد إمتلئنا بزحمة المسير بأوجاع  
السنين 
و قد ملكنا لوحدنا من الهلاك حصتنا و حصة
الآخرين البعيدين 
سأبكي 
سأضحك 
سأصمت بآخر قصيدتي و سوف أرحل من عبثية 
اللاوقت من زمن الغرباء 
سأترك ورائي باب القصيدة مفتوحاً أمام 
الوحي الإلهي 
فقد يشتاق الغياب من بعدي إلى وجعي فيقرأني 
حرفاً و ينسى زمني
فربما تحملني المقابر لحضنها كشخص غريب لا 
يصرخ في المساء و ربما لن تسأل عن أسم المتوفي 
الغريب و من يكون 
و قد ينبت بيومٍ ما بعد موتي هناك على قبري 
سنبلة صفراء من الجفاف 
و ربما قد يأتي على الموتى زمانٌ لا وجع فيه 
قلت ربما 
عندما أرحل من وجع الحياة بكل إنكسارتي و تغلق 
السماء صفحة الغائبين و ينتهي الععر بشروده 
من المهزلة
ربما سأكتب بعضٍ من العبارات المنسية من نسيان 
الزمن التعيس 
لكن أنا لا أعلم من أنا فعن ماذا سأكتب و كل حروفي 
هي من أوجاع الألم و من الذكريات الأمس الذي
كسرني 
فهل أكتب عن بلدٍ ضاع و تلاشى أم أشد على صدري 
وجعاً و أحمل بالقرابين الجديدة لمقبرة أخرى 
نكست بالأموات القدامى 
و ربما قد أنسى كل ما كنت أدونه من وجعٍ  بخطأ 
القصيدة 
فعلى شاعرٍ آخر أن يأتي من العدم من بعدي 
و يكمل السيناريو بسيرة الأوجاع في النص الناقص 
الترتيب حتى غفران القيامة بموتنا المر الطويل 
بين صفحات الأيام الأليمة
فكم كنا على حق عندما صدقنا بكائنا الطويل هناك 
على أرواحنا التي ماتت من القهر
فالقصيدة قد ماتت مغلوطة فرميتها بسلة المهملات 
و العمر قد مات هناك و مضى مع الموت لأخر الحكايات
لأخر النهايات العصية 
فرجعت إلى أوراقي البيضاء أفكر طويلاً بكامل 
نقصاني و أصفن في ذبابة تحوم من حولي و
إلى كل الفراغ 
فإسكن يا أيها الموت البعيد بديار الأحلام كما تريد 
بكل قواك و انفجر بأخر ساعتي 
كالبراكين 
فلك كل حياتي و لك كل مماتي و وقت كتابتي 
بوقت المساء 
و انتظرني لساعة أخرى لا ضوء فيه قبل أن تكتمل 
قصيدتي و يضيع مني العنوان بعد ضياع 
القصيدة 
فأنت يا أيها الموت هو العنوان و أنت المكان و أنت 
أنت يا قاتل الروح أنت الأمان 
فخذ صورتي المحطمة معك على دربك البعيد 
يا سيدي و سيد كل الزمان 
فأنا أنا هو المنفي الغريب سيد كل قصيدةٍ مجهولة
الهوية حينما تبكي بالكلمات 
و أنا سيد كل الإنكسارات على دروب النسيان 
و سيد  كل الأحزان  
فلا تحمل نعش قصيدتي مع جنازتي حينما
تموت الحياة بموتي و تنكسر كل الدروب خلف 
الحكايات الراحلة
حينما تتفجر كل الكلمات تحت جدار اليأس 
بحزنها 
و تموت خلف الوجع كل الذكريات كالسراب  
على الورق ......... بيضاء بيضاء 

ابن حنيفة العفريني 
مصطفى محمد كبار  ....    ١٣/٧/ ٢٠٢٥

حلب سوريا 

نص نثري تحت عنوان{{في أرضٍ تُحترق فيها الأحلام}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


في أرضٍ تُحترق فيها الأحلام،
تصير القلوب وقودًا لسياساتٍ لا تعرف الرحمة.
هذا صوتُ من رحلوا،
وصدى من بقي يعيش بين الرماد.

"وقودُ الحرب"

يُلقونَ بنا
في فمِ المدافع،
ويكتبونَ على جبهاتنا
"من أجل الوطن".

لكنَّ الوطنَ
لا يَحضنُ الرماد،
ولا يعرفُ أسماءَ العظامِ
التي عَبَدَتْ طريقه.

تسيرُ الجنائزُ
على وقعِ النشيد،
ويُرفعُ التابوتُ
كأنّهُ رايةٌ انتصرت،
وليس قلبًا أُعدمَ
بتوقيعِ الخذلان.

يقولونَ إننا شهداء،
لكنَّ الكراسيَّ
لا تَركعُ لصوتِ أمٍّ
فَقَدت تسعة.

تتغذى الحربُ
على الحالمين،
على الذين ظنّوا أن التراب
يستحقُّ القلب،
فمنحوه دمهم...
ورُحِلوا إلى المنافي.

يصيرُ الحبُّ شِركًا،
والإيمانُ فخًا،
وتُعادُ صياغةُ الدم
كأنّهُ نشيدٌ وطنيّ
أَلِفَ الدخولَ
إلى غرفِ التعذيب.

تُباعُ جثثُنا
في مزاداتِ الشرف،
ويُصفَّقُ للذبح
باسمِ العقيدة،
بينما تتراكمُ
الأوسمةُ على صدورِ الجلّادين.

من ينجو،
يعودُ بنصفِ وجه،
ونصفِ حكاية،
ونصفِ وطنٍ
لا يعرفه.

والذين أحبّوا البلادَ
أكثر من أنفسهم،
صاروا وقودًا
في ماكينةٍ لا تتوقف،
لأنّها لا تعرفُ
ما إذا كانت الحرب
حقيقة...
أم صفقة.

بقلم دنيا محمد 

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
        بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
         
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    الحرية
      -٤-

قالت :
-إني أبادلك نفس الشعور ياحبيبي ؟
قلت وأنا أضمها إلى صدري :
-لقد أحببتك من اللحظة الأولى التي رأيتك فيها؟
-كذلك أنا ياحبيبي وإلا لما تحدثت إليك ،هل لازلت تصر على إكمال مهمتك ؟
-أي مهمة تعنين؟
-رؤية الفتاة بقصد الزواج. 
-حسنا ،بما أن ذلك هو طلب أمي وأمنيتها، ولأجل أن أكون صادقا في كلامي سأذهب .
-ومتى سنلتقي ثانية ؟
-أولا أريد أن أعلم أين سألتقيك ؟
-نحن لن نغادر العقبة قبل إمضاء أسبوع بأكمله على شط البحر، أي اليوم هو يوم الأحد وسوف نغادر في صباح يوم الأحد القادم.
-هذا جيد .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عند نزولي من الحافلة إلتقيت ب"صلاح " الشديد الإسمرار ،و هو أحد أقاربي هناك ،لا أعرف إن كانت بالفعل صدفة أم أنه كان يعلم بحضوري، فهو وإبن عمي "سالم "من أخبث وأنذل ماوجدوا على الأرض.
فقد كانوا من معاقري الخمر وبحثهم الدائم عن الحرام والنساء المنحرفات.
وهم يتنافسون دائما على عدد رفيقاتهم من بنات الليل وغيرهن .
وكثيرا ماحدثني صلاح  عن رفيقاته وعشيقاته ووصفهن لي ،كذلك يصر على أن أراه في كل مرة مع واحدة منهن على سبيل الفخر.
رافقني صلاح إلى منزل تلك العائلة كونه يعرفهم ليقول "كلمة خير " على حد قوله ،وهو يشجعني على الزواج من تلك الفتاة لأني لن أجد أفضل منها .
فطوال الطريق كان يحدثني عن "منال " وذلك اسمها ،حدثني عن خصالها الحميدة،وخجلها الزائد، 
استقبلت في غرفة الجلوس وجلست مع ابوها الذي كان يبدو عليه وكما يقال "لا بربط ولابرخي " أي لايمون على شيء ،جلست أمها أمامنا  ومعنا صلاح ، وقبل حتى أن أر الفتاة بدأوا  بأعطاء شروطهم التي تقيد الزوج بأحكام ،حيث قال  الأب منفذا تعليمات زوجته بينما كانت الزوجة  تصلح كلامه إن أخطأ :
-أهلا وسهلا بيك عمي غريب  ..ترى ماعليك مخبى ..بنتنا ميت واحد بتمناها بس بتعرف إنها تأخرت قليلا عن الزواج لأنك بتعرف بنات اليوم ههههه هذا طويل ..هذا قصير ..هذا اسمر هذا حنطي ههههه يعني مابعجبهن العجب ؟
-تمام عمي ،أنا معك كمل.
-أهلا وسهلا بيك عمي ..إحنا طلباتنا ما بتخوف رجال ..المؤخر عشر تلاف ،والمقدم خمسه ..والذهب الفين هضول لازم ينجابن قبل كتابة العقد ..أما العفش وغرفة النوم بخمس تلاف لكن إلي بتقدر إتجيبه جيبه بالتالي إنتي جايب لبيتك..تمام عمي ؟
-تمام عمي.
ثم إبتسمت الأم وهمست إلى زوجها :
-خليه يفوت يشوف البنت ياأبو محمد هذا حقه؟
دخلت إلى غرفة أخرى ،جلست قليلا حتى دخلت الفتاة التي كانت ملطخة بالمساحيق ،ولم تكن جميلة حتى وهي بالماكياج، وكانت بدينة وتبدو أكبر من عمرها ،بل بدت كأمرأة مجربة.أما عندما خرجنا إلى غرفة الجلوس، 
قالت متصنعة الخجل والبراءة:
-في شرط ثاني يابه ليش ماحكيته ؟
قال الأب بثقة:
-إحكي يابنتي شو هو ..ترى غريب مستعد ينفذ إلكي  كل طلباتكي؟
-الدخله في الفندق وشهر العسل هونا في العقبة .
 خيل إلي أني رأيتها قبل ذلك وبدأت احاول التذكر.
بدأت منال بتبادل النظرات والابتسامات مع صلاح  وعند ذلك تذكرت أن صلاح حدثني عنها منذ سنوات وقد  رأيت معه صورة لها، نعم ..نعم كذلك سالم ابن عمي كان له معرفة بها .
الأن فهمت إذن هي فتاة ساقطة من أسرة فاسدة وأراد صلاح وسالم توريطي بها لكي تستمر بعلاقتها معهما وتكون عشيقة كلاهما فيما بعد.
ولذلك أرادت الأسرة تكبيلي بتلك القيود المتينة كي لاأستطيع تطليقها في حالة إكتشافها.
إبتسمت وشكرت الله الذي نجاني وجعلني أر الحقيقة بسرعة وقبل فوات الأوان، وقلت وأنا أحاول قدر الإمكان أن أبدو طبيعيا:
-بكل تأكيد ياعمي أن ابنتكم تستحق كل خير ،إنها تستحق أن يكون شهر العسل في باريس لا في العقبة ،عموما بعد أسبوع بكون عندكم أنا وأمي وإخوتي؟
شعر الجميع بنشوة الانتصار ،وتبادلت منال مع صلاح نظرات السخرية مني معتقدين بأني لاأراهما. 
وعند الخروج رأيت سالم ابن عمي قادما من بعيد وكان يلهث وهو يمسح عرقة المتصبب بغزارة ،وقال لي:
-غريب ..غريب ؟
-خير ..إيش فيه ياسالم؟
-أمك ياغريب ..امك .

                              "وللقصة بقية "

تيسيرالمغاصبه