صرخات صامتة
حروفي تتألم ألا تسمعون صراخها؟
سأعذركم
وألوم حروفي
لم تنتبه أن العيب فيها
كتبت بمدادها الأسود على جدران الأمل
لطخته بضعف إيمانها وخدشته بمخالب يأسها
كشطت ألوانه الزاهية
لم تكن صبورة وعجلت من موتها
فاتهمت الدنيا بتقصيرها
وهددت الحياة بالإنتحار على أسوارها
وسلطت شياطينها على الحلم الذي أبى زيارتها
وأرسل لها كابوسا بدلا عنه لكي يؤرقها
وينغص عليها نومها...
اتهمت الجميع الا نفسها..
سأعذركم
وألوم حروفي
تسرعت كعادتها
أخطأت حين هجت النجاح ودفنته في مقبرة النسيان وأغلقت عليه بمفتاح الحظ التعيس....
تركت عطرها يفوح من العتمة،من الضياع،من الألم ومن الخذلان
عقدت قرانها على حبيبها المتشائم
فأهداها طوقا من اليأس وفستان حداد....
احتضنها لفترة لكنه خانها ودفن رفاتها وسط الأحياء....
ألم أقل لكم!!
أنني سأعذركم
وألوم حروفي
تطاولت على أسيادها من الكلمات
وأطلقت العنان لكسر الدنيا والحياة
وألقت اللوم على الزمن والمكان.....
وضمت إليها القبر والمماة
ففتحت ذراعيها لهما واكتحلت بالسواد وتجملت بالآهات حتى حفرت على سطورها سيولا من العبرات....
أتعلمون لما عذرتكم؟؟
ولمت حروفي!
لأنها نسيت أن تستعين بالممحاة
وتلقي عنها اللوم والهجاء
وتشتري من سوق الحياة
محبرة الأمل
فمدادها كله حب وعمل
تحدي واصرار فصبر فنجاح...
لا تلومي الناس يا حروفي
فمدادك بائس،يائس
يحبس الأنفاس...
بقلمي: سامية جفال
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق