هكذا نحن
دون البطولة تشرب الأنخاب ــــــــ و بلا الرجولة تطلب الأطياب
و بلا الحمولة تحمل الأهداب ـــــــــ و بلا الفحولة تسلب الأسلاب
هي دولتي بنت الفساد و أمه ـــــــــ و تطير فوق سرابها الأسراب
يسري الفساد ببرها و ببحرها ـــــــــ كثرث بسير نظامها الأعطاب
من حولها بلدي الملاهي شيدت ـــــــــ موجودة الأزلام و الأنصاب
،،،،،،،
و دخانه الماخور يسطع فوقنا ـــــــــ يده خمورا توهب الوهّاب
بنت الهوى فيه تغني شعرها ـــــــــ كل الفواحش يطلب الطلّاب
دخل العدى من حيث شاءوا في الردى ــــــــ مفتاحه قد ضاع منا الباب
سقط الزمان بأمره و بمره ـــــــــ لما نصلي فوقنا المحراب
و المستبد بها الزعيم و حزبه ـــــــــ و بها عصاه ليغلب الغلّاب
،،،،،،،،
يهذي كأعمى في زمان خطابه ـــــــــ بكلامه الإطناب و الإسهاب
تعلو على جثث العبيد قصوره ــــــــ و يصان قبل هروبه السرداب
و الشعب يخدعه و يخلعه إذا ــــــــ يضنى و تتعب جسمه الأوصاب
يغتالنا الملك المخنث هكذا ـــــــــ هو إذ تساند حكمه الأحزاب
بفنونه يسري النظام جنونه ـــــــــ و بسيفه الترهيب و الإرهاب
،،،،،،،،،
و قبورنا في السجن تحت قصوره ـــــــــ تجري الدماء بوجهها الأعتاب
ملك هو العبد الأسير لغيره ـــــــــ جلب العبيد لقصره الجلّاب
ما للغرائب منتهى و بقصره ـــــــــ طوب العجائب يصنع الطوّاب
يختل ميزان البلاد تعددت ـــــــــ دنيا الفساد بدينها الأرباب
قصر المليك يبيعه حراسه ـــــــــ يهذي على أبوابه الحجّاب
،،،،،،،،
و حرابه ما قد رماها في الوغى ــــــــــ قد باعها في سلمه الحرّاب
يهذي كسكران بليل جنونه ـــــــــ و قلوبنا من أمره ترتاب
تعلو مراتبه هو الغلاب ـــــــــ جعلت بلا سبب له الألقاب
تلك الوعود يصونها الأعداء إن ـــــــــ تلك العهود يخونها الأحباب
أثداؤها الأحلى البلاد بحبله ـــــــــ لما تفيض نظامنا الحلّاب
،،،،،،،،
قتل السكارى في حلول زفافه ـــــــــ بالسم تملأ عنده الأكواب
باع العذارى للملوك بسوقه ـــــــــ كل الورى بلسانه يغتاب
سلب الأراضي في الفجور بماله ــــــــ منهم ببيع يشتري الأغراب
بالخنجر المسموم في ليل بهي ـــــــــ م يخوننا الأعجام و الأعراب
و سفينة الوطن الجريح رياحه ـــــــــ عصفت بها و بسوسه الأخشاب
،،،،،،،،
تهوى الفساد رياحه هبت بلا ـــــــــ ميعاده لا تنبث الأعشاب
شعبي قيامته الأكيدة عندها ـــــــــ لا تنفع الأنساب و الأحساب
كالوحش ينهار النظام و عندها ــــــــ من ثغره تتساقط الأنياب
في ثورتي تحمي الأيادي ثروتي ـــــــــ من نبع شعري يشرب الشرّاب
لما تنحى من تجبر رأسه ـــــــــ بيد المواطن يضرب القبقاب
،،،،،،،،
لما تردى من تكبر ساقطا ـــــــــ عن جسمه العاري يرى الجلباب
من حولها نار الفناء جنانه ـــــــــ حطب المهالك يحطب الحطّاب
و فم الزمان تبسم و تنعم ــــــــ رقص المكان يزمر القصّاب
شعبي له بعد المنون قيامة ـــــــــ في العمر يوثب دائما الوثّاب
و الفكر تزهو في الخيال سماؤه ـــــــــ و لأهله الأوقات و الأوقاب
،،،،،،،،
الجزء الأول
الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق