الجمعة، 22 مايو 2020

ج4 من قصة {{حوار ثنائي}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{المصطفى نجي وردي}}

الحلقة الرابعة

        .......... . حوار ثنائي.....

ركبت السيارة،وهي تحاول التنفس بعمق،فاض سيل عارم من الاسئلة،أعرفها في يم كبير من الأفكار المشوشة،حجبت عنها الرؤية.
تردد بين  شفتيها ،ترى من تكون تلك المراة التي تطاولت؟!
ماذا تريد مني،بعد هذا الألم الوجيع.. ؟ أخليلته...؟!
لا ،لا وألف لا،المرحوم يخشى الله، استقامته نموذج يحتذى به،فهو بعيد كل البعد عن الطرق الملتوية وعن الشبهات...
وصلت البيت،أمرت بإحضار كأس ماء،دخلت مكتبة البيت،أقفلت الباب وراءها بإحكام،وكلها حيرة وفضول.. 
حملت الهاتف،واتصلت بالرقم.
وبنبرة حادة ،أجابتها نصيرة:من معي..؟
كان الجواب طبعا السيدة أحلام أو على الاصح،نبيلة السيد.
ردت عليها نصيرة،كنت واثقة أنك سوف تتصلين.
أيناسبك الكلام هاتفيا،أم تفضلي اللقاء في مكان ما..؟لك الاختيار..
أرجوك ،ماذا هناك،علقت أحلام عفوا نبيلة،ومن أنت حتى نحدد موعدا لتلتقي.. ؟!
سأختصر عليك الطريق،سيدتي وأقول،أريد تعويض السنين الاربعة،التي قضيتها في السجن:السنين التي انصرمت من عمري بعيدة عن بيتي وأولادي..
مهلا مهلا،ماذا تقولين؟ من أدخلك ومن أخرجك..؟ربما أخطأت العنوان..؟!!
أخطأت العنوان،عندما اشتغلت عند زوجك المثالي،الذي دخلت بسببه السجن دون رأفة ولا شفقة منه،الرجل الذي استغلني أبشع استغلال،لما تم قبولي كمسيرة لأعمال شركته،فلم يقدر تفاني وإخلاصي للعمل منذ وطئت قدماي الشركة،ولم يثمن كفاءتي العالية، بخدمة مصالحه.
تجرد من  إنسانيته،ولم يندى لفعلته،وأنا حامل في شهري السابع.فأغراني بترقية مقابل السفر خارج الوطن لإجراء لقاء عمل مع أجانب هناك،فكان له ما أراد...
فبعد أن حاولت إقناع زوجي،وتحت طائلة الترقية التي ستحل مشكلة ديوننا العالقة، وفرصة لزيارة قريبتي،وزيارة لعاصمة الانوار التي كنت أتشوق لرؤيتها،والتمتع بجوها الشاعري والعالمي،فوافق زوجي على مضض.
كلف زوجك من قام بالترتيبات اللازمة للرحلة،ولزيادة كرمه الطائي،أحضر لي،وليوهمني بأهليتي،حقيبة سفر لم أحلم بها أبدا.
جاء ميعاد السفر،وبما أنني حامل،تكلف السائق بجميع الإجراءات:حمل الحقيبة لتمر في يسر وسهولة تامة...
طارت بنا الطائرة لتحط عند الخامسة مساء،وأنا أمشي الهوينى،متجهة صوب شباك المراقبة وبوابة الخروج،إذ وجدت نفسي أمام شرطي يناديني باسمي،فظننت أنه أتى لاستقبالي،كما اوهمني زوجك.
لكن الشرطي،أمرني بمرافقته،حينها أدركت أنني وقعت ضحية شبهة،أو عملية تهريب ممنوعة،والدليل القاطع داخل الحقيبة التي تحمل اسمي ومعلوماتي،والخطة فشلت بسبب تغيير مفاجئ في صفوف شرطة المطار.
لم أملك الجرأة للدفاع عن نفسي،ولم أكن أعلم بالأمر، ولا كيف غرر بي،فاسودت الدنيا في عيني،صاحبها مغص شديد قطع أحشائي،فوقع الذي لم يكن في الحسبان،فأظلمت مدينة الانوار في عيني،ولم أتمالك نفسي،فهويت أرضا،نقلت إثرها على وجه السرعة إلى العناية المركزة،فكانت ولادة ابنتي قبل الأوان...
وبعد إثبات التهمة ضدي،وأنا لا أملك وسيلة ولا حججا كافية،للدفاع عن نفسي،نفذ الحكم علي بالسجن ظلما وعدوانا،وزوجك بحكم مركزه ،وبعده ،نجا من اللعبة والمكيدة التي دبرها،وأنا في دار غفلون،والحلقة المستضعفة،تجرأت مرارة الكأس،واتسخت سمعتي.
ولما خرجت من السجن،وجدت الزمن قد سبقني،وتكفل به..
بحث عنك كثيرا،طرقت أبوابا عدة،كانت لزوجك صلة وثيقة بها،إلى أن عثرت عليك.
كفى،كفى،لا أريد سماع المزيد،ولا يمكن تصديق هذا الهراء..ونبيلة المصدومة تردد،وقد سمعتها تقول :لنا عودة بعد أن تتأكدي...
أقفلت نبيلة الهاتف،وبقيت تردد،لا يمكن:قاسم إنسان محترم،عهدته ذلك النسر الذي يجوب الفضاء،رسمته ذلك السهم العالي الذي يصيب ولا يخطيء،فسرت وراءه أهوى الارتقاء والأعالي.
أهو أيضا ذكرى من ذكرياتي المؤلمة..؟!
لا لا سأبحث عن رأس خيط الكبة،لأصل للحقيقة...
       المصطفى نجي وردي (بقلمي) 21\5\2020
              المغرب.

ليست هناك تعليقات: