سرابات منسية
بقلم /أمل محمد ياسر
سورية/دمشق
تغوص الذاكرة بتأملات سردية، سردها الواقع وسردتها الأماني وتموج بتقلبات بين مد وجزر وتتأرجح كأرجوحة وتلاعب النسمات تتعمق الذاكرة في فؤاد الوجد وتفتش عن ومضة أو خاطرة أو بعض الحروف ليتسرب لها الأمل...
تعتلي صهوة الحروف وتتورد بتدفق الوريد وتغور في الشرايين وبين الأوردة وتنبض وتنبض وتسري كنهرٍ فيه الماء كصبابة وتحيي العروق بين البطين الأيمن والأيسر وتلوذ بالفرار إلى مرآة القلم لتعكس ومض الكلمات وتتمايل بين الأسطر وبين الخربشات تبحث عن ملاذٍ عن عبيرٍ شذاه عم المكان وتحاول ترجمة ما خطه اليراع.... ماهذه الخزعبلات! ماهذه الشفرات الغريبة! وتسرح بخيالات السراب وتتفلسف فلسفة الفلاسفة العباقرة الاولين وتتناظر مناظرة النحويين وتتخاطب مخاطبة الفقهاء و تلقي كلماتها كخطيبٍ على منبر الحق...
وتحوم سرابات الأوهام، لتخبرها بأمنية من على طي الحرمان
وتتجمر كفحمٍ ينصبُ للشواء وكأن قهر الحرمان يعذبها وتفوح رائحة الخذلان كلحمٍ اشتمه متسول في شارع من الشوارع فقهره الجوع وقهرته الرغبة والكتمان...
يا أمانيي المتبلورة في ذاكرتي، لِمَ تنعشيني حيناً وترميني تارة.... لِمَ توصمي بأن الفرج متوج بالتحقق وتخذليني بالمصاعب وتحيريني بقلة الحيلة وحرمان العرفان ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق