حروف في الغربة
______________
هجرتك قسراً يا لوعتي
و طال النحيَّب في غُربتي
و زادْ الشوّق فؤادي ولعًا
و فاض لهِيبًا من لهفتيَّ
أيا موطني قد صرتُ غَريبًا
رفيقي الحُزن في وحدتيَّ
تَهبُ بذكرك شجونٌ الأسى
و شوقي لظىً في دمعتي
و نومِي الذي كان هنيئاً
ليلي سَّهاد في ظُلمتي
وبات الشَّهد بفَمي حنضلاًَ
و نار الحنين كوت مُهجتي
مرار النأي أفقدني مِذاقاً
لِطعم الحياة في دُنيتي
أصبو إليك ، لأمي ، لِداري
يعج بناسي و أحبَّتي
و للعتبات بقدس علاها
بحضرة أريج القدسيةِ
لأهوارِي و أور و القصباتِ
و أول نبي في ناصريتي
زقورة ، ملوية ، كوت و بابلٍ
و حمورابي وريث مِسلتي
و ليَّ أنا ، نعم أحن لنفسي
كم تمنيت سماع ضحكتي
ذاب فؤادي عشقًا سيدي
نارك يا عراق هي جنتي
كتبت حروفّي و قد قصرت
حسبها من قلب عِبير التي
أشتاقت سنابلًا قد تلونت
بشمس الشموخ والعـزةِ
و أشبع عيوني بسامَّق نخيلك
و يبرد رؤاها وهج جمرتي
يكويني فُراقك كل مساءً
فمتى أستنشق شذى تُربِتي
ناجيتك ربي بفيض دموعي
فِأقبل دُعائي في سجدتي
عبير الناصرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق