الجمعة، 11 سبتمبر 2020

قصة قصيرة تحت عنوان {{بنتولد}} بقلم الكاتبة المصرية القديرة الأستاذة {{داليا سليمان}}

"قصة قصيرة" 

بنتولد 
انسابت أغنية محمد منير عبر تلك السماعات التي تضعها في أذنيها و انسابت معها ، ذكريات فتاة بلغت من العمر ثمانية و عشرون عاما ......

    مع حركة قطار الساعة الثامنة صباحاً المتجه إلي الأسكندرية في رحلته التي تستغرق ساعتين و مع صوت صفير القضبان جلست "حياة "بجوار نافذة القطار تضع في أذنيها سماعات تليفونها المحمول و كانت قد استوقفتها احدي تلك الروايات التي كانت تهوي ان تقرأها و هي في الثالثة عشرة من عمرها عند بائع الجرائد بالمحطة قبل ان تستقل قطارها اشترتها ببضع الجنيهات ، ،،،

    و كما اعتادت ان تفعل تقرأ  الملخص الذي اختزل الرواية في كلمات قليلة كانت تشدها حتي أنها كانت تود ان تقرأ النهاية قبل ان تبدأ أولي صفحاتها .....

   عادت بها تلك الرواية إلي أحاسيس مختلفة كانت تشعر بها عند قراءة أحداثها ، مشاعر متناقضة 
كالحب و الكراهية و الغضب و الحلم و المغفرة و الانتقام كانت ترحل بها إلي أعماق مشاعرها الإنسانية .......

“”كلنا غرباء في هذا العالم...الحب وحده يختصر المسافات، يغير الثوابت.. يبدل الاحوال... يجعل المحال ممكنا...والممكن مستحيلاً "...
كلمات قرأتها في اول سطور الرواية تجمدت بها الذاكرة عندها ، مشاهد كثيرة مشوشة ، استعادت تلك الملامح التي طالما احتفظت بتفاصيلها في ذهنها و لازمت موطنها الأصلي  قلبها .... 

    كانت عيناه تربكها، عند النظر إليه تنسي هويتها و عنوانها... ..
       كان وجودُه يجعلها تغتَنِم لحظاتِ سعادة تخشي أن تختفي فجأة ، تشغل تفكيرها به، بحضوره كما غيابه، بالحديث الذي ستخوضه معه ،بترتيب الكلمات بين شَهَقَات اللهفة وانقطاع النَّفَس في حضوره ....

‏‎و تنتظره باشتياق تعد طعامه تعطرفراشه ترتب المائدة تنساب الموسيقي الهادئة من خلف باب الغرفة 
‏‎ترفع شعرها لأعلي معقوداًيتدلي من أذنيها ذلك القرط الذي أَحبه
‏‎تسمع مفتاحه و صرير باب المنزل معلناً وصول الحبيب تفك عقدة شعرها 
لينزل منسدلاً علي كتفيها 
مُرَحِبةً بوصوله تنظر في مرآة أوانيها 
لتتأكد من تبرجها فرحة بوصول حبيبها تسرع نحوه معانقة تلتف يديها حول عنقه و تضمه إليها و تشعر بدفء قلبه 
و تسارع دقاته أعددت لك ما تحب 
من أصنافٍ شهية هل تتذوق بعضها 
‏‎ممم .. إنها شهية و رائحتها طيبة 
‏‎و لكن ما أشتهيه حقاً هو أنت حبيبتي
‏‎فاسقني و إروي ظمأي فترد روحي و يهدأ قلبي ، تحمر خجلاً و تطأطيء رأسها 
و تتمتم بكلمات حبٍ بالكاد يسمعها 
، تطرب لها أذنيه و يقول زيديني 
عشقاً سيدتي حتي تهنأ عيني و تقر 
‏‎و يهدأ قلبي و يستقر  

حُلماً كان يراودها... 

سيدتي : لقد وصلنا ...
شعرت بأنامله تلامس أطراف أصابعها ، فتحت حياة عيناها رويداً رويداً محاولة لالتقاط أنفاسها . أين أنا ؟ عندها علمت أنها قد غَفت أثناء رحلتها و انسابت تلك الذكريات إليها ،، و التفتت إلي صاحب تلك الأنامل لتجد أنه هو من كان يُصاحب حُلمها ،، و لكن سرعان ما اختفي وسط الزحام ، و ظل أسير أحلامها ..........
تمت 

داليا سليمان

10/9/2020

ليست هناك تعليقات: