إلا رسول الله ..
تحياتي ومرحبا بالجميع ..
بما أني شخصيا من دول حوض البحر الابيض المتوسط وبالضبط دول شمال افريقيا المغرب وكرجل لم يريد يوما ان يفصح عن معتقده لانه امر يخصه ولا يخص احدا غيره ، كما انه لا يتدخل في السياسة لانها لا تفيده في شيئ يكتسبه منها غير الضجر والملل ، واليوم يجد نفسه يجر اليها جرا كونه مستهدفا من طرف احدهم ليرد عليه وهذا ليس من باب انه غاضب مستفز ، بل كونه لطيف يقدم يد العون ناصحا لرجل السياسة يشد على يديه حتى في زمن كوفيد 19 يقول له ان يهتم بالواقع الاجتماعي لتحسين وضعه المر ويبحث عن حلول فالوضع يزداد سوء على كل الاصعدة والمستويات لا يتطلب غفلة ولو لحظة واحدة ، فكل دقيقة محسوبة عليه ان اهدرها في إقحام نفسه في ما يتخالج في النفوس من معتقد او مذهب ونحوه فهذا امر بين العبد وربه ، كي لا ينقلب السحر على الساحر....
فلم اكن اعلم يوما انه سيأتي علينا زمن نحتاج فيه كل هذه القوة لنظل لطيفين ، يعني أننا أشخاصا لطيفين اصلا ، لأننا لا نضمر الشر لأحد من البشر . لكن القدرة عندنا على تحمل البعض منهم تتضائل تدريجيا ، حيث يصدر عنهم ما يستفز مما يجعل مخزون الصبر ينفذ لدينا ، تمر علينا الأيام لا نهتم حتى بشؤوننا إن سلبت ، وكأننا لا نرغب فيها ، كل ما نقدمه نحترم الاخرين ونحاول الاحسان اليهم كي لا نغضب ربنا . وكي لا نتحول الى أشخاص سيئين في هذا العالم ، ليطلع علينا الأشخاص السيؤون يتهموننا بالسوء ولا يحترمون معتقداتنا ، يسعون دائما لإعجاب مناصريهم ولو على حساب خداع انفسهم ، والتسبب في شقاء الآخرين . يتصرفون كالمجانين والحمقى لا يعرفون حقيقتهم ، يرضون بان تضيع كل القيم الانسانية والمفاهيم المثلى مقابل مصالح ذاتية او حزبية او القليل من الذهب الأصفر ، وإن كانت خطتهم تقضي أن يعملوا كعبيد خلال مدة انتدابهم لدى معادي الإنسانية ، يسعون للحصول ليس على ما يجب الحصول عليه بل على ما يحبون الوصول اليه . ...والعجيب في امر هؤلاء أن الأمور تسير بامر مختلف عما يفكروا فيه ، تنحدر الهاوية امامهم فتزل قدمهم ويحسبونها ثابتة بشكل غريب ، ليشعروا فجأة انهم بالحلقة الأضعف واهمين انفسهم انهم الأقوى والأصلب . بينما هم بمحاولاتهم تهشيم الدواخل، يوقظون بأيديهم النور الذي قد خفت في القلوب مما يجعل النفوس تتلمس السبائك اللامعة فيما بثوه في العالم من ظلام .. .لذالك اقول لمكرون وغيره من امثاله ، لاعليكم إن جهلتم حال البشرية ، وأسأتم فهما ، وحملتموها ما لا تطيق ، وألبستموها ثيابا لا تلائمها ،فأنتم حقا لا تدركون انها لا تضرهم ظنونكم وآرائكم في دينهم او حتى معتقدهم في العالم ، ففي بعض الاحيان ما تقذفوه على الآخرين يترامى في الهواء ليسقط على هامتكم فتخرون مغشيا عليكم من شدة الصدمة قبل ان يصل اليكم ما قذفتموه ، فمن المعلوم جدا من يلعب بالنار لا يتعلم كيف ينجو منها إن احرقته . ....
نحن مع احرار العالم اصحاب العقول المرنة والنفوس الطيبة على اختلاف جنسها ولونها ومعتقدها . وبل حتى نمط عيشها ،ما زلنا نؤمن ان العبرة ليست ان نحيا حياة صاخبة مكتضة بالضجيج ، ممتدة على اتساع الارض ، والشهرة والاسم المميز ، والتصريحات الظنية المشينة ، لكن الأهم والأجمل في الحضور على كرسي الإئتمان ما يقدمه المسؤول لأمته من رخاء وشعور بطمأنينة وسخاء وكل أثر جميل ممتد على هذه الارض يخص كل الإنسانية .... لأنه لا يستطيع إنسان في الدنيا أن يقبل من يدس السم في العسل ، ومن يقول شيئ وهو يضمر خلافه لغاية في نفسه مهما بلغ نفعه ، لأنه يقدم طعنته بين الكلام ، محاولا تغطيتها بالورود ، يبتسم ويسقي المر بلسانه ، يستهلك الكثير من القول في سبيل تغطية اعوجاج سوء افعاله التي سممت اناسا من حوله بسبب سياسته الفاشلة في الداخل والخارج . ورؤيته الضيقة من الزاوية المنحصرة من حوله .يوهم نفسه انها تصب في صالح مشروعه الحزبي ، بينما هي تقوضه من اساسه .... كمن يغذي عجلا ثم ينحره بيده ليشرب نخب الفوز حيث انه سمنه ...لا بل نخب الهزيمة لانه في الحقيقة لم يفيد الإنسانية في شيئ بقدر ما ارهقها في متاعب لتسمينه ....
فيجب على هؤلاء أن يعلموا أنه ليس الجميع ينظر للحياة من الجانب الذي ينظرون منه . وان لا يجعلوا كل من لا يؤمن بما يؤمنون به كافرا . ..وأن كل محب لما يكرهون هذا لا يجعل منه منبوذا ..
وألا يجعلوا كل ما يراه آخرون خطأ متطرفون ...
عليهم أن يوقفوا الأحقاد ....وطلق الأحكام ......ويتصالحوا مع المختلفين عنهم ....فإن لم تتركوا عملا جميلا فلا تتركوا عكس ذالك ..وعدم ذكركم أفضل من ذكركم بسوء ..ولنسمي العلاقة البشرية علاقة ( اللاشيئ ) - المليئة بالود والآحترام ...
والمسلم لا يرد الإساءة بالإساءة ولكن يتصف بالحكمة ، والحكمة ليست العجز ، بل وضع الشيئ في موضعه ، ولا يجوز أن يتعرض للصفع ، فيدير للصافع خده الآخر . كما لا يليق ان لا نبالي بإساءة من هو احب الينا من انفسنا ....
.
ودمتم في عافية وهناء .
رشيد الموذن @@@
المغرب @@@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق