"العبور"
شعر / منصور عياد
سينا
ما فرَّط الأبناء فيكِ
فكلَّ يومٍ نرصدُ الأحزانَ
في عينيكِ
يقتلنا الحنين
وكلُّنا بالله أقسمَ
لن تَهوني
لا هوانَ وروحُنا فينا
لا لن تَضيعي واسألي
من راح يمسحُ عن عيونكِ
دمعتهْ
منْ ودَّعَ الأمَ الرءومَ
وزوجتهْ
منْ قال: أطفالي أودّعكم
لعلَّ الأرضَ تعرفني
فأرْويها وآتِيكم بها
تاجًا على رأسِي
وسامًا فوق صدري
فرحةً فوق الجبينْ
هي بينكم أختٌ
وعودتُها لكم عيدُ
في بعدها عنكم
حياتي كلها بيد
لا يا أبي
لا تمسح الدمعَ الحزينْ
سيكونُ جسرًا للعبور
فدائمًا أدعو الإله
بأن تعودوا أجمعينْ
وتحققوا النصرَ المبينْ
لا تنسَ وعدكَ يا أبي بهدّيتي
لأرى وضاءتَها
وضحكَتها التي غابت سنينْ
اشتقتُ للأختِ الكبيرة يا أبي
ما لونُ عينيها؟
وهل صوتي يحاكي صوتَها؟
أتحبها مثلي؟
وداعًا يا أبي
لا تمسح الدمعَ الحزينْ
ودعهُ نيلاً ترتوي منه الجنودْ
إني أريدُ حبيبتي
ارجعْ إليَّ بها فقد طال البعادْ
اشتقتُ للأختِ الكبيرة
كلّما حكى لنا عنها الجدودْ
بين العبورينِ
التقاءٌ الكرامة والمُنى
وأنا أناجي فرحتي
هذا الذي تهواهُ عيني والبلادْ
فأبي أتاكِ مُهرولا ومكبرًا
بيمينهِ علمُ الجهادْ
ودماؤه روَّتْ رمالكِ
فجّرتْ ينبوعَ فخرٍ بالمنى في كلّ واد
وأنا
أتيتك رافعًا علمَ السلامِ
وعابرًا معهُ إليكِ
ولسوف أعبرُ ثانيا
ومعي مياهُ النيل
كي أروى بها شوقي إليكِ
كي أطمئن بها عليك
وأرى اللقاءَ تعانقًا
نيلًا وسينا والفضاء ُ يضمنا
لم يشهد التاريخ ُ يومًا فرحَنا
الآن
أزرعُ كلَّ شبرٍ فيكِ زيتونا ونخلا
الآن
أستدعى الحبيبةَ من ضفاف النيلِ
قومي؛ البيتُ في سِينا
ينادي: أهلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق