( لِصُّ اللِصوصِ )
عجباً لمن بالظلمِ مغموساً هوى
ما صانَ حقاً ولا لعدلٍ قد نوى
الناسُ تنظرُ أن يكونَ أمينُهَا
فإذا بهِ لِصُّ اللصوصِ ومَنْ كوى
أحلامهم وزادَ قهرَ طموحهم
وأضاعَ في دربِ المصالحِ محتوى
الصدقِ منتشياً بسفكِ سلامهم
وهو على عرشِ النفاقِ قدِ استوى
أولمْ يكنْ بالأمسِ يهتفُ صارخاً
العدلُ أسمى من جيوبٍ تُرتَوى
والحقُ يثبتُ وتنتزعهُ رغبةٌ
للشعبِ فهو من يقودُ بنا اللوا
أين الحقوقُ وأينَ من نادوا بها
بعدَ الجلوسِ على كراسٍ تُلتَوى
صارَ القضاءُ لربِ درهمِ عبدهُ
بالحكمِ ينطقُ حسبَ المزاجِ والهوى
والعلمُ أصبحَ بالتجارةِ عرفهُ
من شاء جاءَ بوقرهِ مالاً شرى
كنا زماناً والعلومُ لذيذةٌ
نُسقى بنورٍ وهجهُ نفحٌ حوى
والجِدُّ فينا صوبَ قممٍ للعُلا
نسعى إليهِ والنومُ هجراً وجوى
يأتي الحصادُ ونحنُ نقفزُ فرحةً
ذا ما زرعنا قد جنيناهُ سوى
الآنَ تُصهرُ كلُّ المعاني لأُلفةٍ
وصديقُ دربٍكَ مَنْ يقدمكَ شِوى
والحقُ نامَتْ عنهُ أعين حارسٍ
بل أنهُ مَنْ لسرقتهِ سرى
إن كان حامِ الدارِ أولَ لِصَّها
لا غرو باقي. الدارِ أيضاً في غِوى
إلا الذي قد زانَ نفسهُ بالتُقى
مستحرماً سُبلَ الحرامِ عنها انزوى
ذاكَ الذي قد صانَ حرمةَ شعبهِ
ولجرحهِ كان الطبيبَ مع الدوا
يا سادةَ الأخلاقِ هل من منصفٍ
فَـ حقوقنا نهبَ الغرابُ وانطوى
وجميعنا يعلم ولكن صامتٌ
جلادنا بالسوطِ مسروراً عوى
................
د. هزار محمود العاطفي
اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق